اختتم الملتقى الإعلامي الدعوي الذي نظمه اتحاد الإذاعات الإسلامية بالتعاون والشراكة مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي يوم الخميس 8 سبتمبر 2022 م الموافق 12 من شهر صفر1444 هـ، على أرض طيبة، أرض عريقة ضاربة في أعماق التاريخ، أرضٍ عَرَفَتْ أرقى صور التعايش بين الأعراق والالسنة والأديان، أرض جمهورية غامبيا الشقيقة، تحت رعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية آدم بارو، وبإشراف كريم من معالي لامين كيين جامي وزير الإعلام الغامبي، وبحضور مُشَرَّف مِنْ سماحة الشيخ عيسى فوداي دابو رئيس المجلس الإسلامي الإعلامي بغامبيا.
وإليكم فيما يلي نص البيان الختامي.
الحمد لله الذي جعل الإسلام سلاما لأهل الأرض، وجعل رسوله رحمة مهداة للعالمين، وجعل أحكام دينه حكمة ورحمة ومصلحة للخلائق أجمعين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المشاركون:
إن من أهداف اتحاد الإذاعات الإسلامية، إبراز الصورة الصادقة المشرفة والحقيقية للأمة الإسلامية، ومواجهة الحملات المغرضة التي تشنها بعض الأجهزة الإعلامية الغربية على الإسلام والمسلمين، فيجب علينا نحن الدعاة والاعلاميون تصحيح الصورة الخاطئة التي يحملها الغرب عن الإسلام.
أيها المشاركون: إنني أتفق مع الفيلسوف الألماني ” نيتشه” حين يقول: المجتمعات تمرض وأطباؤها الفلاسفة، وأنا أقول المجتمعات تمرض وأطباؤها العلماء، وعلى هذا الأساس اجتمعنا خلال أربعة أيام على هذه الأرض الطيبة لنناقش أهمية التعايش السلمي وحماية الشباب من الراديكالية والمخدرات، ولنبحث الحلول ونقدم مقاربات لمواجهة التحديات التي تهدد الامن والاستقرار.
أيها المشاركون:
بعد أربعة أيام من الأبحاثِ والمناقشاتِ انتهى المُجتمِعون إلى إصدارِ بيانٍ توافَقُوا على تسميتِه إعلان غامبيا حول التعايش السلمي وحماية الشباب من الراديكالية والمخدرات، وفيما يلي نصُّه:
أصدر الملتقى توصيات فيما يلي:
1- أكدت التوصيات على ضرورة تكثيف العمل التوعوي في المجتمعات الدول الأعضاء لغرس روح التعاون والتسامح وقبول الآخر.
2- تعزيز دور الإعلام الديني وأثره في التركيز على الوسطية والتحاور البناء وإرساء دعائم الفكر الوسطي الهادف مصداقا لقوله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”.
3- لقد تعرَّض عددٌ من شباب الأُمَّةِ ولا يَزالُ يَتعرَّضُ إلى التطرف والعنف والراديكالية من خِلال الترويجِ لأفهامٍ مغلوطةٍ لنصوصِ القُرآن والسُّنَّة واجتهادات العُلمَاء أفضت إلى الإرهاب، ممَّا يُوجِبُ على العلماء وأهلِ الفكر والإعلاميين مسئوليَّة الأخذ بأيدي هؤلاء المُغرَّرِ بهم من خِلال برامجِ توجيهٍ، ودوراتِ تثقيفٍ، تكشفُ عن الفَهمِ الصحيحِ للنصوصِ والمفاهيمِ، حتى لا يَبقوا نهبًا للجماعات المتطرفة.
4- يطالب الملتقى بقوة العلماء والدعاة والإعلاميين في الإذاعات الإسلامية أن يتحملوا مسؤولياتهم في توجيه جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب لتوجيههم وحثهم على العودة إلى الدين الحنيف.
5- يجب على العلماء التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة لنشر قيم ومبادئ الوسطية التي حث عليها الإسلام.
6- التأكيد على دمج الاعلام التنموي الهادف الاسلامي بجميع وسائله ودعاته من إعلاميين ومثقفين فعاليا لجميع شرائح المجتمع لأنه محور صميم للحياة العامة.
7- ضرورة تعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية.
8- يطالب الملتقى اتحاد الإذاعات الإسلامية بعقد لقاءات مكثفة تشارك الدعاة والعلماء والخبراء الإعلاميين ووسائل الاعلام لتبادل الآراء والخبرات من خطورة المخدرات والراديكالية مع نشر بعض تجارب الدول الأخرى في هذا المجال.
9- تعزيز الحوار بين العلماء والدعاة من كافة الاتجاهات والمذاهب المختلفة، ووضع المسائل الخلافية جانبا والتركيز على القضايا التي تفيد الامة.
وفي الختام يتوجه المجتمعون بالتقدير الكبير إلى معالي وزير الاعلام الغامبي الأستاذ /” لامين كيين جامي” على مبادرته بالدعوة إلى هذا الملتقى، كما يتوجهون بالشكر إلى جمهورية غامبيا رئيسًا وحكومةً وشعبًا، متمنين لهذه الدولة العزيزة كل التوفيق والنجاح في أداء دورها الرائد في التعايش السلمي وفي صيانة أسس العيش المشترك، وحماية شبابها من كل ما يؤدي إلى العنف والتطرف والمخدرات.