قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -أمس السبت- إنّ من الضروري التعامل بحزم “مع المخلين بالأمن العام”، وذلك ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة فتاة تعرضت للاحتجاز في مركز أمني بطهران، وقد ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 35 على الأقل وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن الرئيس الإيراني، في اتصال هاتفي مع أسرة عنصر من قوات التعبئة (البسيج)، قتل الأربعاء الماضي في أعمال عنف بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، قوله “من الضروري التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن”.
وأضاف إبراهيم رئيسي أن الأحداث التي أدت لمقتل عنصر قوات البسيج هي “فوضى وأعمال شغب”، مشددا على ضرورة التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد.
وكان الرئيس الإيراني صرّح قبل 3 أيام في نيويورك بأن سلطات بلاده ستفتح تحقيقا في وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، محذرا في الوقت نفسه من “الفوضى غير المقبولة”.
من جهته، نفى وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي السبت أن تكون الشرطة مسؤولة عن وفاة أميني، وقال إن “الفحوصات الطبية وفحوصات الطب الشرعي تظهر أنه لم يكن هناك ضرب ولا كسر في الجمجمة”. بيد أن عائلة الشابة الراحلة رفضت نتيجة فحوصات الطب الشرعي.
وبعد تحذيرات أطلقها الحرس الثوري والجيش ووزارة الاستخبارات ضد من وُصفوا بـ”مثيري الشغب”، قالت الداخلية الايرانية السبت إنها ستواجه بجدية ما سمتها ممارسات الإخلال بالأمن العام والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
وفي بيان عبرت فيه عن أسفها لوفاة الشابة مهسا أميني، أضافت الوزارة أنها تحترم حق التجمع السلمي لكنها ترفض التجمعات الاحتجاجية في هذه الظروف تحسبا لاستغلالها من جانب مثيري الشغب وأطراف تعارض النظام، وفق تعبيرها.
مظاهرات مستمرة:
في الأثناء، بثت حسابات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي صورا أظهرت استمرار الاحتجاجات مساء أمس الجمعة في العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى، وذلك على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.
كما شهدت جامعة طهران السبت أيضا تجمعات احتجاجية لمجموعة من الطلاب.
من جانب آخر، أصدرت نقابة الصحفيين في طهران بيانا أكدت فيه اعتقال 8 صحفيين في طهران خلال الاحتجاجات الأخيرة، وطالبت النقابة بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين بشكل سريع ليتمكنوا من ممارسة عملهم الصحفي.
وكانت قد خرجت الجمعة مظاهرات مؤيدة للنظام الحاكم في طهران، ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع.
وكان المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية -المكلف بتنظيم التظاهرات الرسمية في إيران- هو من دعا إلى مظاهرات “داعمة للحجاب”، ووصف المجلس المحتجين بأنهم “مرتزقة”، كما وصفت وسائل إعلام محلية المظاهرات الموالية للنظام -التي خرجت الجمعة- بأنها “زئير حماسة الشعب ضد مثيري الشغب”.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت الأسبوع الماضي عقب وفاة أميني المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى بالعاصمة، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى “دوريات الإرشاد” (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.
وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.
خريطة الاحتجاجات:
وتركزت الاحتجاجات -وهي الكبرى منذ احتجاجات عام 2019 التي قتل فيها 1500 شخص وفق إحصاء لوكالة رويترز- بالمناطق الشمالية الغربية التي تضم محافظة كردستان، ولكنها امتدت أيضا إلى طهران ومدينتي مشهد وقزوين ونحو 50 مدينة وبلدة أخرى في أنحاء البلاد.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن وكالة “بورنا” للأنباء -المرتبطة بوزارة الرياضة الإيرانية- نقلت في وقت متأخر الجمعة عن التلفزيون الرسمي، أن “عدد الذين قتلوا في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد ارتفع إلى 35″، وكانت الحصيلة الرسمية السابقة بحدود 17 قتيلا، بينهم 5 عناصر أمن.
ونقل التلفزيون الإيراني عن محافظ غيلان أن السلطات اعتقلت 739 من مثيري الشغب في المحافظة الواقعة في شمالي إيران، بينهم 60 امرأة.
بعد مقتل الفتاة مهسا.. كيف تختلف احتجاجات إيران هذه المرة عن سابقاتها؟
نشر موقع ناشونال إنترست الأميركي مقالا للمحرر بليز مالي، يقول فيه إن الاحتجاجات الحالية في إيران تختلف عن كل الاحتجاجات السابقة، وإنها تأتي في وقت محوري بالنسبة للنظام.
احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني.. إيرانيات يقصصن شعرهن ويحرقنه.
تواصل قضية الشابة الإيرانية مهسا أميني التفاعل في إيران، إذ شكلت وفاتها عقب اعتقالها بسبب عدم التزامها بمعايير الحجاب صدمة، وأثارت موجة من الغضب وحركت المحتجين للتظاهر.
إيران.. النظام يحشد مؤيديه والجيش يوجه تحذيرا للمحتجين وحصيلة جديدة للقتلى والمعتقلين.
خرجت، الجمعة، في إيران مظاهرات مؤيدة للنظام ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة فتاة تعرضت للاحتجاز. وفي حين وجه الجيش تحذيرا قويا للمحتجين، تم الكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والمعتقلين.