حدث في مثل هذا اليوم من عام 2002 ، أكبر حادث مأساوي في تاريخ السنغال، غرق سفينة “جولا” التي استدارت في أقل من 10 دقيقة على انطلاقها قبالة غامبيا، وعلى بعد 40 كلم من الساحل في حدود الساعة العاشرة ليلا بتوقيت دكار.
في ذلك اليوم ، كانت السفينة تحمل رسميًا 1928 راكبًا بينما اقتصرت السعة على 536 راكبًا.
وبعد عدة ساعات من غرق السفينة، لجأ بعض الركاب داخل قوارب صيد الأسماك التي كانت تجوب على ساحل نهر غامبيا ، لكن الغالبية العظمى كانت محاصرة بالمياه فغرقوا، ودخل الصيادون الموجودون في البحر على الفور لانقاذ الركاب والضحايا .
وصلت المساعدة الرسمية التي تكونت من عناصر رجال الدرك الموجودين في الحدود بين السنغال وغامبيا، وذلك ما بعد الظهر من الحادثة .
نظمت الحكومة التي يترأسها الرئيس عبد الله واد آنذاك مراسم تشييع الجنازات في مقابر الكاثولكية والمسلمين في زيغنشور بعد اخراج عدد من الضحايا من البحر.
وتعد مقبرة “كانتين” عند مخرج زيغينشور على الطريق المؤدي إلى Mpack (غينيا بيساو) حيث دُفن العديد من ضحايا غرق السفينة الذي وقع في 26 سبتمبر 2002 قبالة غامبيا ، مما أسفر عن وفاة ما يقرب من 2000 شخص.
فتحت العدالة السنغالية تحقيقات إثر الحادث ولم تشر التحقيقات إلى أي نتيجة خلال 20 سنة لهذا العام .
ظل العدد الدقيق للضحايا يتجاوز بكثير من الرقم الذي تم تقديمه رسمياً (1863 ضحية)، ووفقا لتقارير صحفية ، هناك أكثر من 2000 ضحية لقوا حتفهم، فيما نجا 64 شخصا إثر الحادث
ويعّد هذا الحادث غير المسبوق أنه أكبر حادث على مرّ تاريخ السنغال وانعدام الإغاثة بشكل كبير لعجز المسؤولين في انقاذ الضحايا.
وسرعان ما أغلقت الحكومة السنغالية القضية لإخفاء المسؤوليين المتورطين داخل الحكومة.
إلا أن القضاء الفرنسي أصر على محاكمة مسؤولين سنغاليين متورطين في القضية، لاكن في الأخير قرّر على إلغاء جميع الاجراءات القانونية ضدهم لأسباب سياسية وهم كالتالي :
1-مام ماجور بوي رئيسة الوزراء ٱنذاك
2-يوبا سامبو وزير القوات المسلحة .
3-بابكر غاي رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة .
4-أوسينو كومبو رئيس أركان البحرية الفرنسية .
5-مود سيجين رئيس العمليّات للسفينة .
6-ميسا تمبا رئيس هيئة أركان القوات الجوية و المسؤول عن صيانة السفينة .
7-يوسف ساخو وزير النقل البحري.
8-غوميس جيجو رئيس مكتب السلامة البحرية .
وبدورها ، فرضت الحكومة السنغالية، عقوبات بسيطة على أشخاص زعمت أنهم متورطين في أسباب وقوع الحادث ، ترك معظم المسؤولين في وظائفهم وإقالة الوزير عن الشئون النقلية البحرية فورا .
وبسبب هذا الحادث المأساوي، توقف النقل البحري بين دكار وزيغينشور ، وكان الافتقار إلى البنية التحتية عائقا أمام سير الاقتصاد السنغالي ، لذالك بعد أكثر من ثلاث سنوات من حادثة جولا ، استأنفت مدينة زيغينشور في 11 نوفمبر 2005 النقل البحري بسفينة جديدة ، يديرها المغاربة، ومنذ مارس 2008، مع سفينة ألين سيتوي جاتا، تم تدشين مقر جديد في زيغينشور يطلق اسم “ساحة الغرقى من قارب Joola في زيغينشور” لذكرى حادث جولا سنويا .
هذا وتتذكر السنغال وأسر الضحايا اليوم الاثنين ذكرى هذه الحادثة في زيغنشور من خلال تنظيم جلسة الدعاء والعزاء لأرواح الشهداء ، ومطلبهم الأساسي دائماً هو إخراج السفينة ، ومازالت الحادثة المأساوية تبقى على أذهان وقلوب أسر الضحايا والسنغاليين عامة.