السنغال نحو تعديل وزاري ، واحتمال ضم المعارضة في الحكومة.

0
702

كتب / محمد الأمين غي (ابن الزهراء) .

أفادت مصادر مطلعة لبعض الصحف اليومية أن احتمال حل الحكومة وإجراء تعديل وزاري نهار اليوم ، يأتي ذلك بعد أيام من مصادقة قانون مراجعة الدستور بشأن إعادة منصب رئيس الوزراء.

وبالاعتماد على نفس المصادر، فقد كان رئيس الجمهورية ماكي صال ينوي حل الحكومة في هذا الأربعاء وفق أجندة سياسته الخاصة، لكن سرعان ماتغير جو السياسة في السنغال عقب تتويج المنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية.

▪️احتمال ضم المعارضة في الحكومة :

مع احتفال السنغال بتتويج أسود ترنغا بكأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه ، لبى أغلب زعماء المعارضة دعوة رئيس الجمهورية ماكي صال بالمشاركة في فعاليات استقبال وتكريم أبطال أفريقيا.
واللافت للنظر أن رئيس الجمهورية ماكي صال بعث رسالة إلى الرئيس عبد الله واد لطلب حضوره في حفل تدشين الملعب الكبير بمدينة جامنياجو في 22 فبراير القادم ، ليكون ضيف شرف لهذا الحفل، وهو ماأراه فرصة لاحتمال حدوث مفاجآت جديدة في المشهد السياسي ، تؤشر إلى استكمال ورقة الاجراءات حول عودة كريم واد إلى البلاد مع إعفاءه نهائيا هو وزميله المعتقل سابقا خليفة أبابكر صال بتهمة الاختلاس للأموال العامة.

▪️الوزير الأول اختيار استراتيجي بين المعسكر الحاكم والمعارضة!

بعد اكتمال الانتخابات البلدية في يناير الماضي، وماعقبها من تقدم كبير للمعارضة في أغلب المحاور الرئيسية في البلاد، كخسارة وزير الصحة أمام عمدة مرموز ساكريكار في بلدية دكار، وهزيمة أغلب الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة داخل مناطقهم الأصلية، كل ذلك قد شكل مخاوف تتعلق باختيار رئيس الوزراء الجديد داخل المعارضة لكسب شعبية كبيرة خصوصا مع التوجه نحو الانتخابات التشريعية في يوليو القادم، والرئيس صال يفكر مليّا على إيجاد أغلب مقاعد البرلمان ليتمكن من خلق طريقة واضحة لصالحه أم لوريثه في رئاسيّات 2024 داخل المعسكر الحاكم.

كما أن ضم المعارضة في الحكومة الجديدة لايستبعد أن يأتي اختيار رئيس الوزراء داخل حلفاءه في السياسة لأجل إبقاء حزبه “التجمع من أجل الجمهورية APR” في المشهد السياسي ماعليه من شرعيته وفق البنود التأسيسية في الائحة الداخلية.

والواقع أن الساحة السياسية الحالية شهدت كبرى مفاجآتها بعض ضم رئيس حزب “رِوْمِي” إدريس سك في الحكومة، لذلك فلن يكون مفاجئا أبدا أن يضم معارضون ٱخرون في المعسكر الحاكم “لأجل مصالح شخصية وهو مانعرفه بسياسة “تقاسم الكعكة.

▪️ماذا ينتظر الوزير الأول الجديد وأعضاء حكومته :

بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد في مارس 2021 ، غير رئيس الجمهورية ماكي صال خطابه السياسي ، ونوى بذلك أنه سيعطي لماتبقى له من هذه المأمورية الثانية فرصة للشباب على أن يجدوا كل احتياجاتهم، وسرعان ما أطلق استراتيجية توظيف عدد كبير في الإدارة العامة سواء على المجال التعليمي والمهني والحرفي ، وحل كافة المشاكل التي يعانيها الشعب منذ سنوات عديدة وتخفيف نسبة البطالة .
لكن حدث مالم يكن متوقعا، حيث تزايدت وتيرة المشكلات بشكل كبير خاصة مع ارتفاع أسعار البضائع والمنتجات الغذائية الأساسية ، الأمر الذي دفع أغلب المواطنين على حتمية تلبية دعوة النشطاء والمعارضة لأجل التصويت ضد كل زعيم سياسي في تحالف “بينو بوك ياكار” في الانتخابات المحلية الماضية.
ويجدر بالذكر، أن القطاع التعليمي يشهد أزمة الاضرابات والاعتصامات منذ شهرين وبضعة أيام لعدم توافر مطالب المعلمين، وهو في الوقت الذي تقرر الحكومة رفع قيمة بدل السكن لصالح كبار الموظفين في الدولة سواء مفتشي الضرائب والمجالات وغيرهم من حاملي مسؤولية الدولة.
هذه وغيرها من المشاكل قد تكون اهتماما بالغا للشعب السنغالي أمام الوزير الأول وحكومته الجديدة، والكلمة الأخيرة على لسان رئيس الجمهورية ماكي صال.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici