بمرقم الطالب/ محمد تيوب
في السنوات السالفة كانت المسرحية السنغالية توقظ الأذهان وتثقف العقول،وتنيب إلى الصراط المستقيم و تزيل الوطأة،لما كانت تتضمنها في طياتها من أشياء مضحكة. وكانت وسيلة من وسائل التعليم والتوعية وغرس الأخلاق النبيلة في أدمغة الأفراد، لكن مع تناوب الليل والنهار غيرت عوارض الزمان الأمور جذريا فظهرت أمور غير مأنوسة ولم تكن معروفة من قبل ومن يتابع تللك الأمور يجد ظاهرة قبيحة ومستنكرة وهي أن المسلسلات السنغالية اليومية شبيهة بالأفلام الإباحية،وما تتضمنه في ثنايا حلقاتها تنافي كليا مع قيمنا الدينية وعاداتنا الموروثة وليتسنى لنا الخوض في حياض هذه الإشكالية نضع أمامنا جملا ذوات علامات الاستفهام وهي: ما مفهوم المسلسلات وما هي الأسباب التي تساهمت في اشتعال نار هذه الظاهرة؟؟ وماهي الآثار الناجمة عنها؟؟ وماهي الحلول المناسبة للتصدي عنها؟؟ وللإجابة عن هذه الجمل الاستفهامية سنستهل الكتابة بتعريف بسيط للمسلسلات ثم بتسليط الضوء الكافي على العوامل التي تشاركت في اندلاع الظاهرة ثم نتطرق إلى بيان الآثار التي تولدت منها وصولا وختاما إلى طرق حلول للدفاع عنها وذلك خلال السطور التالية.
إنه بعد الثورة المعلوماتية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ظهرت آلات عدة ومختلفة المنافع كالهاتف،والحاسوب والتلفاز. ومعروف أن برامج هذا الأخير كثيرة ومتنوعة بما فيها المسلسلات التي تبث عبرها ؛وهي سلسلة حلقات متتابعة وغالبا ما تكون منقسمة لحلقات وكل حلقة تكون جزاء من المسلسل تقدم لنا أحداثا معينة،ثم تنقطع في نقطة معينة وتكتمل الأحداث في الحلقة التي تليها.وبناء على هذا نلاحظ أن الغالبية العظمى من المسلسلات السنغالية لا تثمن ولاتغني من جوع،وكل مولود منها يكون ألعن وأتعس من سابقها.ويمكن القول بأن لها أسباب ويمكن ارجاع تلك الأسباب إلى عدة عوامل بما فيها عدم التحلي بالخلق الحسنة؛فكثير من الممثلين المعاصرين تخلوا عن الصفات المحمودة وتحلوا بالصفات الممقوتة وليس لهم قدر أنملة من المروءة والحياء ومعروف أن الانسان إذا كان من بين أولئك الذين لا تبدو حمرة الخجل على سحنتهم لا يستحي فعل أي شيء.ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم حنيما قال:{ إذا لم تستح فاصنع ما شئت} وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الخلق الحسنة إذ من لم يتحلى بها فلا يستحق اسم الانسان لأن الانسان المجرد من الخلق الحسنة وحشي لا غير وزد إلى ذلك فقد العمل؛فالإنسان بطبعه يحب العيش في رغد لذلك إذا كان عاطلا و لم يكن له عمل يكتسب منه ما يسد به رمقه قد يصل إلى درجة لا يبالي طريقة الكسب بل يكون همه الأساسي المكتسب.ولا يرتاب أحد أن معظم أبناء وطننا هذا عاطلون؛لهذا يركضون صباحا مساء وراء المسلسلات للمشاركة فيها وساعتئذ يستعدون أن يلعبوا أي دور ومن وصل إلى هذة المرتبة فهو من الذين يشاركون في نشر الفواحش؛لأن المسلسلات مكتظة بالمذمومات.وعلاوة على ذلك حب الشهرة؛فإنه دفع الكثير من الممثلين المعاصرين إلى ضياع تعاليم ألأجداد،وكرسوا في استيراد المبادئ الغربية وباعوا أنفسهم بثمن بخس دراهم معدودة ،وما ذلك إلا حب الشهرة فقط ونيل الصيت لاغير ،جاهلين بأن الصيت المتولد من المذموم ينتهي بين ليلة وضحاها .وعلى هذا يتبن لنا أن هذه الظاهرة لم تحدث بوطيرة عفوية بل تساهمت في ظهورها وتسربها في جميع أصقاع البلاد عوامل عدة.
و بعد إجلاء الغطاء عن الأسباب ننحدر إلى بث التنائج المتولدة منها.لا يحفى على كل من له أدنى علم ومعرفة أن مثل هذه الظاهرة لا بد أن ترتبت عليها آثار سلبية ،و نتائج وخيمة و تلك النتائج كثيرة قد لا يسمح لنا المقام سرد جميعها في هذه العجالة لذلك نذكر الأخطر منها ،ومن بينها الانحلال الخلقي؛ أكثر الأزمة الأخلاقية التي استتبت جذورها في وطننا هذا ناتجة عن هذه المسلسلات، ومن يتأمل الأحداث اليومية أو يلقى سمعه على الأقل يرى أننا نحن نحن في زمان اختلط فيه الحابل بالنابل فمن الصعب جدا أن يمر يوم إلا وأنت تسمع بأذنيك أو ترى بأم أعينك في المجتمع ما لم يكن تتوقع في الحسبان أنه ستسمعه أو ستراه قط و ذلك لما يعانيه الأناس من أزمة الأخلاق وتلاشي القيم الدينية والعادات السامية الموروثة من الأجداد،ولا شك بأن المسلسلات إن لم تسبب هذه برمتها فإن لها في ذلك دور كبير وملموس في تسربها واستفحالها وتفاقمها إلى أوج القمة؛لأن ما تشاهدها أنظارنا هي ما تريد الجوارح تطبيقها ،ولا يتخاصم عاقلان أن المسلسلات السنغالية المتولدة في الآونة الأخيرة مكتظة بالألفاظ الجافة والآراء الوخيمة والألبسة العارية وأشياء أخرى مستنكرة وكل من هذه المذمومات تأثر سلبيا على أبناء البلاد . ينضاف إلى ذلك ترك الاقتداء بقدواتنا الحسنة؛فالمسلسلات أدت إلى تضييع تعاليم قدواتنا الذين سوّد التاريخ بياض صفحاته باسمهم،وإلى استيراد المبادئ الغربية النتنة وغرسها في أدمغة أبناء الوطن لنأخذ منها أمثلة فمثلا مسلسل Dinama néékh هو الذي أدخل االمراوغة في أدمغة الفتيات وPdo &Maichou عزز قواعد الماسونينيين عن طريق نشر رسائلهم وRééwuléén sakh كان يحاول إدخال فقد المسؤلية في الأذهان وإلى قياد العقول إلى الممارسة الشذوذ الجنسي وFaces Cachées du réseau مسلسل جديد قد يعرفه الكثير لما حدث فيه في حلقته الأولى من تصرفات وحشية من قبل پات سين Paté Sén ذاك القردي الذي لا تبدو حمرة الخجل على سحنته ولا أنسىinfidel فهو أسوأها لما يكنه في ثنايا حلقاته من أمور تشوّه المأمورات الإسلامية وذلك باعتبار من يطبّقه دينه غير متراقي كاعتبار المرأة المحجبة متخلّفة ومتدهورة و من عبارات جافة Khanaa du goor kasé sumako oubiléé mu door……… و bamala guisé ba léégui mangi bakh booma sottiwul ndokh Dinaa takku والرسالات السيئة كمنح المتزوج أن يجامع مع غير زوجته وأن تجامع المرأة مع غير زوجها،وأشياء أخرى مما لا أريد تدنيس قلمي بذكرها.وزيادة على ذلك بقاء دولتنا في هامش الاقتصاد العالمي؛فإن الدولة التي يركض أبناؤها وراء هذه المسلسلات التي لا تثمن ولا تغني من جوع بدلا من التركيز على الدراسة وعلى ما يؤدي التطور والتقدم لا تزال تلك الدولة ثابتة في طبقة الدول النامية .و كلما نستطيع قوله هو أن المسلسلات شبيهة بالأفلام الإباحية و ترتبت عليها أثار وخيمة وتأثرت على المجتمع تأثيرا سلبيا.
و اعتمادا على ما سبق ذكرها من الآثار ،نحاول اتيان حلول لصد زحف المسلسلات المفسدة التي مازالت مستمرة ومتواصلة ومن أهم تلك الحلول تربية الأبناء؛وذلك مسؤولية على عاتق الآباء والأولياء فبادئ ذي بدء فهم السابقون السابقون عن اجتناب مشاهدتها؛لأنهم بطباعهم يتبع أولادهم وعلى آثارهم يهتدون ولنا تغريدات شاعر تحقق ذلك :
أبـنـاؤكـم بطباعــكــم تـتــبع أنتم لهم في ذي الحياة المرجع
إن الأبـوة والأمومة منهـل مــنها الطفولة فكرها يـتــشبّــع
لهذا فعليهم بذل كلما لديهم من مجهودات في ذلك داخلين في أذهان أولادهم أن مثل هذه المسلسلات وما تشاكلها سم يقتل كل من ارتشف منها رشفة أو جرع منها جرعة و تدمّر الأخلاق مع ايتان تفاصيل فيما يحق أن يشاهد وما لا يحق .و زد إلى ذلك محاربة الكثير منها لإيقافها عن التلفزيونات؛فإنه لايمكن التصدي عن هذه المسلسلات إلاّ بايقافها و خاصة الداهمة المفسدة منها حتى لا تدور عجلاتها عملا بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- { من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان} و هذه مسؤولية على الذين لهم أصوات مستمعة والمنظمات الدينية والسلوكية و من على منوالهم حتى لا ينال الأولاد فرصة مشاهدتها ولو سويعة فقط في أوقاتهم ونختم الحلول بتكوين ممثلي المسرحية؛ وهو من أهم الحلول لأن المسرحية ليس هدفها تدمير الخلق و لا تضييع العادات السامية بل عكس ذلك وإن تم تكوين الممثل وعرف ذلك لا يرضى أبدا ولن يقبلن أن يلعب ما لا تتولد منها إلا آثار سلبية و قارسة ولضيق المقام نكتفي بهذه علما بأن الكثير من المسلسلات المستجدّة قد أينعت رؤوسها وقد أزف وقت قطافها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وفي منتهى الحوار يمكن القول أن المسلسل سلسلة حلقات متتابعة كامنة في طياتها أحداث معينة، وأنما هي مصطنعة في وطننا هذا من المسلسلات المتولدة العهد أكثرها تتضن خطورات خطيرة .ورأينا أن لها أسباب وعوامل وقد ترتب عليها كذلك نتائج سلبية وغير مرضية.وقد وقفنا على كل من ذلك بالتفصيل في السطور السالفة ،كما تم ذكرنا بعضا من الحلول للدفاع عنها.وتأسيسا على هذا ونحن بصدد إبراز رأينا في هذه العجالة ،نرى أن السبب الأساسي الذي أدى إلى ظهور هذه المسلسلات الداهمة هو هجرتنا عن التعاليم الإسلامية ؛لأن من رسخ في دماغه مبادئ الإسلام وإرشاداته القيمة يستحي فعل ما لا يستحسنه القاصي و لا الداني وقول ما تستحي الأذن الإصغاء إليها والمشاركة فيما يؤدي انتشار الفواحش. والسؤال الذي يطرح نفسه في نهاية المطاف هو :أليس مَن وراء المسلسلات يعملون لصالح أعداء الإسلام؟