أكد الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني، الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، أن التصوف هو الصفاءُ والسلامُ والعدالةُ والأخلاقُ، واصفا الزوايا بأنها مراكزُ علميةِ سلوكيةِ ومنابعٌ للهدايةِ وحصونُ منيعةِ تحفظُ هويةَ الأمةِ وتحميها مِن جميعِ أشكالِ الدمارِ، منبها إلى أنه لا يعني أدعياء التصوف الذين ينشرون البدعَ والمنكراتِ والخزعبلاتِ، بل يقصد “زوايا الحقِ والحقيقةِ التي لا شكَ أن مؤسسيها هُم أصحابُ رسالةٍ، وصُناعُ أمجادٍ، أسسوا تلك الزوايا لتكونَ سوراً يحمي حمى الإسلامِ، وقِلاعاً صامدةً في وجهِ الدمارِ والتطرفِ، فكانت رِسالتُها منذُ نشأتِها حمايةَ هويةِ أمتنِا من كلِ ألوانِ المسخِ والطمسِ، وذلك مِن خلالِ العملِ على تحفيظِ القرآنِ الكريمِ للكبارِ والصغارِ، والحرصِ على تعليمِ اللغةِ العربيةِ لأنها وعاءُ الوحيِ، وهي الحافظةُ للتراثِ الإسلاميِّ”.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عجان الحديد في فعاليات الملتقى الدولي الثامن عشر للطريقة الشيخية الشاذلية الذي انعقد بمقر الزاوية البوعمامية الشيخية ببلدة بني مطهر بالمغرب، في الفترة من 21 غلى 23 يوليوز الجاري.
وتطرق إلى الدورِ الريادي للزوايا في الوقوفِ أمامَ حملاتِ التنصيرِ مِن خلالِ نشرِ تعاليمِ الإسلامِ والذودِ عن حماه والردِ على شُبهاتِ المنصّرينِ، موضحا الدورِ الثوريِّ الجهاديِّ الذي انطلق مِن الزوايا لمواجهةِ الاحتلالِ، وأشار إلى العمل البارز الذي قامت به زاويةُ أولادِ سيد الشيخ في هذا الصدد، مشددا على أن العديدَ من قادةِ المقاوماتِ الشعبيةِ تخرجوا من الزوايا الصوفيةِ وكان لهم القبولُ عند أبناءِ جلدتهِم، وهذا أحدُ الأسبابِ التي توجت حركتَهُم بالتوفيقِ، وأضاف أن فرنسا ردت على جهادَ الزوايا بالتدميرِ وحرقِ العديدِ منها، وعلق على ذلك بقوله “ولا يعلمون ان منهجَ الزوايا راسخٌ في قلوبٍ مُلئت بالإيمانِ ولا يزولُ بهدمٍ وزوالِ الجدرانِ”.
وأشار إلى الجانبِ العلميِّ عند الزوايا الصوفية، مبينا أن الزوايا اهتمت بتخريجِ العلماءِ الربانيين، وتابع “فهي رواقٌ لتخريجِ العلماءِ العاملين الذين تركوا بَصمتَهُم في مجالِ الفكرِ والإصلاحِ والقضاءِ والإفتاءِ وزرعِ القيمِ والأخلاقِ”، كما ذكر دور الزوايا في الإصلاحِ بين الناسِ وفضِ النزاعاتِ القائمةِ بين الناسِ بِطُرقٍ وديةٍ وفقاً لأحكامِ الشريعةِ الإسلاميةِ .