ألسنة تلهج بتكبيرات العيد وأجواء روحانية تفوح من كل مكان ، هكذا يحيي معظم السنغاليين شعائر الله ويؤدون صلاة عيد الفطر المبارك صباح يوم الإثنين 2 مايو 2022 مؤكدين احتفائهم بالعيد
تحت شعار DEWENATY LEN BAAL MA AQQ BAAL NALA .
ومن أبرز الجوامع التي أقيمت فيها صلاة العيد، جامع مسالك الجنان التابع للطائفة المريدية، وتم إقامة صلاة العيد بإمامة الشيخ مصطفى امباكي بن الشيخ عبد القادر بن الشيخ الخديم مؤسس الطريقة المريدية، وبحضور عدد من السلك الديبلوماسي العرب المعتمد في السنغال وشخصيات دينية وسياسية .
كما شهدت المساجد المركزية التابعة للطائفة اللاهينية والتجانية وفي أحياء العاصمة وضواحيها ازدحاما كبيرا بالمصلين منذ ساعات مبكرة من صباح اليوم، بمناسبة عيد الفطر المبارك وسط أجواء مليئة بالسرور والتهنئة .
وقد اكتظ جامع “طوبى” ، أكبر وأقدم مسجد في منطقة “امباكي بول ” ، بالمصلين في ساعات الصباح، حيث أقيمت صلاة العيد في الجامع الكبير في وقت مبكر بحضور الخليفة العام للطريقة المريدية الشيخ سرين منتقى امباكي بشير -حفظه الله تعالى .
أما الجامع الكبير بدكار فقد افتتح اليوم أبوابها من جديد أمام المصلين بعد الإغلاق لمدة عامين بسبب الوباء كوفيد-19 وذلك تحت قيادة الإمام موسى صمب الذي عاد إلى الظواهر السلبية التي تشاهدها البلاد من قتل وعنف بين المواطنين.
وبدوره، طالب الإمام “صال” من السلطات إعادة قانون الإعدام في الدستور الوطني للحد من هذه الظواهر التي وصفها خطيرة.
كما شكر في خطابه، السفير المغربي والتركي بحضورهم في مراسيم صلاة العيد، مذكرا العلاقات الثنائية التي تربط البلدين بالسنغال، وخصوصا في المجال الديني، حيث أن بناء الجامع الكبير في دكار جاء من تمويل الملك الراحل الحسن الثاني، والمعهد الداخلي التابع له تحت إشراف ورعاية تركية.
ولدى خطابه السنوي الذي ألقاه أمام البوابة العامة للجامع الكبير بطوبى، قدم فخامة الرئيس السيد ماكي صال تهانيه الحارة إلى جميع المسلمين في السنغال بمناسبة عيد الفطر المبارك .
وركز بما أسماه بأزمة الأخلاق في المجتمع ، داعيا المواطنين إلى نبذ الكراهية والتناحر والتشاتم عبر الوسائل الإعلامية والشبكات الاجتماعية، موضحا أن هذه الظواهر قد تهدد الأمن والاستقرار في المجتمع.
وتحدث في سياق متصل عن تزايد الأسعار في المواد الغذائية، مؤكدا أن السبب يرجع إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي ضربت كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم.
وقال “نعاني كثيرا على فقدان بعض الأساسيات كالطحين، لأن البلدين روسيا وأوكرانيا كانا يوفران لكثير من البلدان الإفريقية مثل هذه المواد الغذائية، وأن نزاعهما يسبب انخفاضا ملحوظا على اقتصادنا” .
كما أوضح “صال” موقف السنغال المحايدة، مشيرا عزمه الدائم لدعوة الجهات المعنية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، ويدين بشدة إستخدام العنف بكافة اشكاله .
وركّز أغلب أئمة المساجد في خطبهم بتقديم رسالة التهنئة إلى الأمة الإسلامية بمناسبة العيد، والاهتمام بأحاديث الساعة، واستنكار بعض الفتاوى الصادرة على لسان من يدعون بالدعاة في القنوات الفضائية، مؤكدين ضرورة مراقبة جميع ما تبثه التلفزيونات على الشؤون الدينية.
و يرى المصلون أن العيد يبدأ بهذه الشعائر المباركة ليشمل مراسيم وأجواءا أخرى تعزز الروابط المجتمعية والأخوية وتبادل السنغاليون في مناطق أخرى، التهاني والتبركات عند أماكن الصلاة ، قبل الانصراف إلى بيوتهم لإحياء عيد الفطر المبارك ، وتبقی فرحة العيد موصولة بتكاتف السنغاليين فيما بينهم .
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود أكثر من %95 إلى %97 مسلم في السنغال ، موزعين على 14 إقليم تقطن البلاد .
والجدير بالذكر أن أمس الأحد، قد احتفلت جماعات ومنظمات إسلامية بعيد الفطر المبارك في السنغال، منها جماعة عباد الرحمان وحركة الفلاح ، والطلبة في مسجد جامعة شيخ أنت جوب بناء على ظهور رؤية الهلال مساء السبت الماضي في منطقة سالم وجربل وفق بيان صادر من تنسيقية مسلمي السنغال.