بيان كوادرالمريدية حول قضية المثلية الجنسية في السنغال.

0
423

يقول -تعالى-: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بيس بما كانوا يفسقون} (الأعراف: 165).

إن كوادر المريدية -بصفتها جمعية تسعى للمحافظة على الهوية الإسلامية عموما والمريدية خصوصا-، ترفع راية الشكر ورسالة التشجيع لجمعية “And Sàmm Jikko Yi” لسعيها الدؤوب في حماية الأخلاق والقيم، وهذا يدخل في أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ميز الله به هذه الأمة عن غيرها من الأمم السابقة بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر…} (آل عمران: 110)، وتثمن ما قامت به في هذه الظروف التي تلاطمت فيها أمواج الفتن وكثرت دواعي الفساد من اقتراح مشروع تجريم المثلية في السنغال، بذلك يصدق في هذه الجمعية وأعضائها قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- “لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم” أو كما قال .

وانطلاقا من قول الله -تعالى-: {وتعاونوا على البر والتقوى…} (المائدة: 3)، تعرب كوادر المريدية لهذه الجمعية تضامنها والوقوف بجانبها عملا بقول الله -تعالى-: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} (الصف: 4).

كما تستنجد الكوادر من جميع خلفاء الطرق الصوفية والجمعيات الإسلامية والكنيسة والنقابات في السنغال إلى الوقوف جنب “And Sàmm Jikko Yi” حفاظا على هوية الوطن في المحافظة على القيم المشتركة.

ونغتنم الفرصة هنا لبيان موقف الإسلام من اللواط، فنقول:

إنَّ اللواط نَوعٌ من أنواع الشُّذوذ الجنسي التي طفَت على الصعيد العالمي، ولم يكن وطننا السنغال بمستثنى من ذلك، وهي من المُوبقات المُهلكات التي تذر وراءهَا آثارا سلبيةً وتهوي المجتمعات في مهَاوي الردى والهلاك، وتنحط بالأفراد في معيشةِ الضنك والتعاسَة الأبدية بعدما كان الإنسانُ يعيش حياةً سعيدةً رغيدةً؛ وهي ظاهرة أصبحت تنتشِر انتشارا مُدهشا مما يجعل القيام للتصدي لها، واجبا عينيا.
وقد وصف ربنا -عز وجل- فعل قوم لوط بأوصاف كلها قبيحة ورديئة، منها: الفاحشة والإسراف والجرم والفساد والعدوان، كما في قوله -تعالى-: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} (الأعرف: 79)، ولما كان الأمر كذلك تبين لنا أنه خطر على الفرد والمجتمع معا.
فالشذوذ الجنسي من أعظم الكبائر، ومما يفضي إلى الهلاك والشَّقاوةِ، ومن الرذائل المهلكة، كما أنه جَريمة نَكراء وفاحشة كبيرةٌ بشعة تؤدي إلى الانحلال الخُلقي في المُجتمع الذي فشا فيهِ.

وعَن جابر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتي عَمل قوم لُوط”. [رواه ابن ماجه والترمذي والحاكم]

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال – : “ملعُون مَنْ عَمِلَ عَمَل قَومِ لُوط ملعُون من عَمِل عمَلَ قومِ لُوط ملعُون من عَمِل عَمَلَ قَومِ لُوط، ملعُون مَنْ ذبحَ لغير الله، ملعُونٌ مَن أتَى شيئا مِنَ البهائمِ، مَلعُون مَنْ عَقَّ والديهِ، ملعُون من غيَّر حُدود الأرضِ، ملعُون من ادَّعى إلى غَير مُواليهِ”. [رواه الطبراني].

واعتمادا على هذه النصوص الساطعة الجلية نتيقن أن موقف العلماء والمصلحين من الشذوذ الجنسي لا يخرج أبدا عن موقف الإسلام.

الشذوذ الجنسي في كتابات ومؤلفات مشايخ السنغال:

إن مما لا لجاجة فيه أن كلمة “اللواط” (المثلية) قد وردت في ثنايا مؤلفات وكتابات بعض مشايخ السنغال الأجلاء الذين كانوا يحاربون انتشار الانحلال الخلقي في المجتمع السنغالي أيما محاربة وعلى رأسه جميع أنواع الممارسات الجنسية الشاذة التي تسبب أضرارا جمة للأفراد والمجتمعات، ومن أبرزهم: الشيخ الخديم – رضي الله عنه – الذي يقول في منظومتهِ “مُنور الصُّدور” يبيِّن أقسام الكبائر:
كبائرُ العاصِينَ عِشرين بَدتْ = عَمن نقُولُهم صَحيحةٌ هَدتْ

إلى أن ذكرَ الرّذائلَ المتعلّقةِ بالفرج وهي الزِّنى واللواطِ في منظومتهِ (منوّر الصُّدور):
زنًى، لوَاطٌ بفُروجِهم فَقط = خُصَّا فَمن مَال إليهمَا سَقطْ

أضف إلى ذلك أن الشيخ الخديم – رضي الله عنه وأرضاه – كان ينهى الرجل عن التشبه بالمرأة، فقال: “ولا يَجوزُ للرّجل التشبُّه بالنِّساء كالعَكسِ”. [المجموعة الكبرى، ص: (357 – 358)]

ونستنبط من هذا الكلام الفصل قائلين: إذا كان التشبه مذموما فكيف بما هو أعظم !!

وكذلك العلامة الشيخ الحاج مالك سه – رضي الله عنه وأرضاه – الذي يقول في كتابه المشهور (فاكهة الطلاب في الطريقة التجانية) في معرض ذكره الحجب التي تحجب العبد عن الوصول إلى الله تعالى ناقلا عن صاحب الإبريز:
ثم اللواط وكذاك ضرب = لمرأة لم يك منها الذنب

ومن المعلوم تاريخيا أن المرحوم الفهامة الشيخ محمد المنصور سه – رضي الله عنه – قد كتب صفحات متعدّدة لما أرادت الحُكومة السنغالية مشروعية الجماع المثلي – الشذوذ الجنسي – في وطن السنغال تنديدا لهذه الجريمة التي يعافها النَّقل الصحيح والعقل السّليم، وليس التجاني الشيخ أبو بكر سِه الخَليفة بن الشيخ مُحمد المنصُور سِه الكبير عنا ببعيد الذي بين خُطورة ظاهرة اللواط، والسِّحاق بيانا واضحا وذكر موقفهُ الجاد منهما في ثنايا الخِطاب المهم الذي صدر منهُ خلال الاحتفال بالمولد النَّبوي في سنة 2019م.

ولمثل هذا فَليعمل العاملونَ.

وعليه، فإن مشايخنا الصالحين الأجلاء كانوا حريصين على حماية الفطرة الإنسانية وتربية المسلمين بالأخلاق الإسلامية الحميدة وتطهير المجتمع الإسلامي من كل الرذائل والآفات المدمرة كما تشهد النصوص المنقولة من مؤلفاتهم تفنيدا لتصريحات أحمد خليفة نياس الذي نسب إليهم ما هم برءاء منه.

هذا، وتندد جمعية الكوادر بشدة موقف البرلمان المتخاذل تجاه قضايا الدين والأخلاق، وتجاه هذا المطلب الشعبي الداعي إلى تجريم المثلية الجنسية، فمكتب البرلمان في رفضه لهذا الاقتراح سيكون مسؤولا أمام الله وأمام الشعب السنغالي عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تنتج عن تصرفات المثليين وعن أي ردة فعل من الشعب.