وقعت وكالة بيت مال القدس الشريف اتفاقية إطار مع الجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين، بهدف تمويل مشروعات في مجال الترميم والإعمار، وذلك في اللقاء الذي نظمته الوكالة في مقرها بالرباط يوم الاثنين 14 نونبر وشارك فيه محامون وخبراء متخصصون من القدس عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان “قطاع الإعمار في القدس: تحديات ورهانات”.
وشهد اللقاء الذي حضره سفير دولة فلسطين بالمملكة المغربية، جمال الشوبكي، ورئيس الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، محمد جمال البوزيدي، إضافة إلى شخصيات من أطياف سياسية واجتماعية ومدنية مغربية مختلفة، عرض تقارير سلطت الضوء على المشاكل التي يعرفها قطاع الإعمار في القدس في ضوء سياسات التهجير والتشريد ومصادرة الأملاك هدم المنازل، التي ينهجها الاحتلال الإسرائيلي للإخلال بالتوازن الديمغرافي بالمدينة.
وقال الدكتور محمد الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير الوكالة أثناء مداخلته: إن وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ورغم إمكاناتها المحدودة تولي قطاع الإعمار والترميم الأهمية التي يستحقها؛ واستثمرت لذلك، منذ انطلاقتها، ما يزيد عن 25.6 مليون دولار تتوزع على مشروعات الإقراض الفردي وبرامج ترميم المباني الأثرية، وإعمار البيوت القديمة، وتمويل مشروعات الترميم.
وأكد الشرقاوي أن حصيلة برنامج القروض الدوارة بدون فوائد، التي تخصصها الوكالة للفقراء المقدسيين، لترميم وتأهيل بيوتهم بلغت 5,3 ملايين دولار عن طريق مجلس إسكان القدس، مضيفا أن حصيلة مشروعات ترميم المباني الأثرية بما في ذلك مبنى المركز الثقافي المغربي في القدس، والمساجد والمقابر ومبنى الزاوية المغربية بلغت ما مجموعه 6,2 ملايين دولار، ومؤكدا أن اعتمادات برنامج الإعمار الطارئ، الذي أطلقته الوكالة في السنتين الأخيرتين 2021 – 2022، تزامنا مع تفشي جائحة كوفيد – 19 في القدس، بلغت نحو 300 ألف دولار، ممولة من قِبل مجالس ترابية مغربية وأفراد وهيئات وجمعيات، من بينها الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين.
وأوضح الشرقاوي أن الاعتمادات المخصصة لمشروعات تأهيل البنية التحتية في بعض المؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية بلغت ما مجموعه 13,8 مليون دولار، مخصصة لمستشفيات المقاصد ومار يوسف والعيون والمركز الصحي العربي، إضافة إلى مراكز ثقافية وجمعيات ومدارس وبعض فضاءات جامعة القدس، مشيرا إلى أن الوكالة تأمل أن تتمكن من تعبئة الاعتمادات المالية المطلوبة لترميم عدد من الأبنية والأسواق والمساكن في حدود 6 ملايين دولار أمريكي برسم سنوات 2023 – 2025.
وأفاد الدكتور الشرقاوي أن الوكالة ستنظم ورشة علمية متخصصة في فاس يوم 7 دجنبر 2022 تحت عنوان: “بين فاس والقدس: حماية العمارة الأثرية وصيانتها واجب مشترك للإنسانية”، تقدم خلالها وكالة تنمية وإعادة الاعتبار لفاس تجربتها في ترميم المباني الأثرية في المدينة، التي تتقاطع في بعض خصوصياتها المعمارية والهندسية مع القدس القديمة.