تغطية ؛ فعاليات حفل توقيع كتاب “محمد الأمين جوب – أمير الشعراء الأسمر ” لمؤلفه الدكتور سيدي جميل نيان .

0
756

تقرير/ محمد الأمين غي
حرر في تاريخ : 11يونيو 2021 .

احتضن مركز الأبحاث لغرب إفريقيا “وارك” في حي -فان رزيدانس- بالعاصمة دكار حفل توقيع كتاب “محمد الأمين جوب – أمير الشعراء الأسمر ” لمؤلفه الدكتور سيدي جميل نيان باحث في المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء “IFAN” بحضور جمهور كبير من الباحثين الجامعيّين والمهتمين بالأدب لاسيما الشّعر العربي .

وتخلّل الحفل مداخلات عديدة منها ورقة الدكتور شيخ انياغ باحث في “IFAN”، حيث ركز على تطور المؤلف في منهج بحوثه العلمية والفكرية من الناحية الأنثروبولوجية والإسلامية، داعيا الشباب الباحثين على اتخاذ الشاعر محمد الأمين جوب قدوة لهم لأنه فخر للبلاد .

وتلتها ورقة الأستاذ عثمان جو مدير دار “تومبوكتو للنشر” ، والتي قرأها زميله عمر لي ممثلا إياه في حفل التوقيع.
ونطق السيد -لي- قائلا ” يعتبر هذا الكتاب في جوهره إحياء لـجهود علـمين متميزين للأدب السنغالـي العربـي، وتكريمـا لهمـا: ذلكمـا:
البروفسور، <عامر صمب>، الـمدير الأسبق للـمعهد الأساسـي لإفريقيا السوداء>، و<شيخ تجان غي>، الأديب الشاعر، والكاتب الـغزير الإنتاج. والأجـمل في منهج الـمؤلف هو مزاوجته بين منهجي الشيخين، وتقاليشدهـمـا في الكتابة والنشـر على سواء ” .
وأضاف في سياق متصل، مبيّنا مضمون الكتاب معبرا أن الـمؤلف؛ فقد مهّد كتابه المتكون من ستة فصول؛ بمقدمة ضافية قدم فيها عرضا شيقا أو < بانوراما > سيحة الأرجاء لواقع الأدب السنغالـي العربـي؛ مجليا جهود مؤسس ورائد هذا الـحقل الـمعرفي <عامر صمب>؛ ومن جاء من بعده مـمـن استأنف السير، وسار علـى أثره في الرصد والتحليل والدرس الأدبـي النقدي، والترجـمة لأدباء الشعراء، والـمزاوجة بين الفنون القديمة والـحديثة في إنتاج الشعراء والأدباء السنغاليين؛ مبيّنا هدفه الأساسـيّ في تأليف الكتاب الـمتمثلّ في نقطتين جوهريتين؛
هـمـا: تأدية واجب وطني حيال الـمترجم له، ولـمـا يمثله من نضالية أكاديمية من قبله؛ أداها شعور منه بالـمسئولية تجاه قضايا
الـمجتمع، ووجوب مساهـمته الأكاديمية في تحملها.

وبصفتها باحثة في الأدب والتاريخ ، تحدثت الأستاذة الباحثة د. بند امبو عن سطور الكتاب معتبرة أنه يأتي في وقت يجب اعتراف الأدب العربي السنغالي رسميا والعمل في تطويره ، وأن الشاعر محمد الأمين جوب يمكن اعتباره أميرا للشعراء لمابذله من جهد كبير في رفع راية البلاد فوق سماء الإبداع .
ووفقا لها، فإن الشعر العربي أقدم من الحضارات الغربية الأوروبية، وذلك منذ العصر الجاهلي مع بزوغ فجر الاسلام مرورا بالعصر الأموي والعباسي حتى العصر الحديث.
وقالت امباو ” جئت هنا في هذا المكان شوقا لي للعلم لاسيّما الشعراء العرب كالمتنبي “سيف الدولة” ودرويش وأحمد أمين وغيرهم من الذين تركوا بصمات واضحة في الشعر العربي، كما فعل به مشايخنا الأجلاء كالحاج مالك سه والشيخ أحمد بمبا الذين كبتوا جل قصائدهم بالعربية تعبيرا عن حبهم للإسلام ” .

من جانبها، عبّر الدكتور سيدي جميل نيان مؤلّف الكتاب عن فرحه العميق في نجاح هذه الأشطة العلمية والثقافية بمداخلات تتضمن محتويات ثمينة.
ووّجه شكره إلى زميله الشاعر محمد الأمين جوب الذي زيّن الحفلة بقصيدة رائعة ، وتقدير مساهمته في إنتاج هذا الكتاب خلال جو استثنائي بسبب الوباء كوفيد-19 الذي شهد العالم بإجراءات العزل الصحي والمنزلي، حيث كانا يتراسلان عبر الواتساب .
وبخصوص هذا التأليف ، عاد -جميل- إلى مضمونه بشكل ملخص، موّضحا حياة الشاعر محمد الأمين جوب منذ طفولته من أسرة متدينة في اندر ، واهتمامه بالعلم والإبداع في الشعر العربي رغم كونه صغير السن يماثله بنفس العمر، لذلك يأتي الكتاب تكريما له.
واستمر حديثه قائلا “إن الحلقات الفرعية في الكتاب تتركز على مشاركة أمير الدهشة -جوب- في مسابقة أمير الشعراء التي تعتبر أكبر مسابقة دولية للقصيدة العربية الفصيحة بكل أطيافها، وتحت إدارة هيئة أبي ظبي للثقافة والتراث ؛ حيث خرج الأخير من المرحلة ماقبل الأخير من بين 1400 شاعرا ، ثم خطف بطاقة التأهل إلى الدور النهائي متفوقا على المركز الأول علميا والرابع رسميا بسبب ضعف التصويت مقارنة مع نُظراءه المشاركين في المسابقة.

وفي ختام كلمته، أفاد “انيان” على أن الكتاب تم ترجمته إلى العربية من طرف الأستاذ عثمان جو مدير دار النشر تومبكتو في مصر العربية، وسيتم توقيعه في سيبتمبر القادم لتسهيل المستعربين من اطلاعه وتشجيعهم إلى الإثراء في المكتبة السنغالية.

وعقب كلامه، علّق الدكتور شيخ امباكي جوب على أهمية صدور مثل هذا الكتاب تشجيعا للشباب الباحثين على الحرص بالعلم والإبداع .
كماعالج موضوع التهميش والإقصاء للمستعربين على مستوى الدولة ، ووفقا له فإن الساحة العلمية السنغالية تتضمن شبابا من المثقفين في الأدب العربي بشقيه الشعر والنثر، وكذلك وجود صحافيين ناطقين بالعربية في السنغال يبذلون قصارى جهودهم لغرض فرض وجودهم في الميدان، لاكن رغم كل هذه الجهود المبذولة فإن فرصهم محدودة ويجب على إعادة النظر في ذلك كما لزملاءهم من الناطقين بالفرنسية في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثة بند امباو وعدت خلال حفل التوقيع، إلى أنها سبتذل قصارى جهودها لإستخراج المخطوطات القديمة والوثائق المكتوبة بالعربية عند مراكز الأبحاث المعتمدة في البلاد لترجمتها إلى الفرنسية مع تكوين لجان يتولون هذا المشروع .

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici