دكار… الهيئة العليا للوقف تنظم مؤتمرا جماهيريا حول الوقف الإسلامي في السنغال وسط حضور كوكبة من الباحثين والعلماء.

0
573

تنظم الهيئة العليا للوقف بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية في قاعة المحاضرات UCAD 2 بجامعة شيخ أنت جوب ندوة علمية
تحت العنوان “الوقف الاسلامي في السنغال فرصة لتحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة ” .

بالشراكة مع إدارة جامعة شيخ أنت جوب في دكار، انطلقت الفعاليات الأولية التي تستغرق يومين، صباح اليوم بعروض مميزة عن الوقف وأهمية ترسيخه في السنغال وسط حضور كوكبة من الباحثين والعلماء والطلبة الجامعيين المهتمين بالتمويل الإسلامي.

كما جرت العادة إقامتها في أي ندوة، نظمت الهيئة العليا للوقف جلستين مجاورتين ، الأولى كانت لغتها بالفرنسية والثانية بالعربية مع مدارسات تخرج منها توصيات المؤتمر.

و على الجانب العربي، أشرف الدكتور خادم لوح مع متعاونه الدكتور مصطفى لي بتقديم ورشات العمل ، حيث تناول المداخلون ورقاتهم في غضون دقائق قليلة موضحين عن أهمية الوقف الإسلامي ومدى إمكانية انسجامه مع حياة الناس في المجتمع.

الورقة الأولى كانت بمثابة مشروع أطروحة للدكتوراه قدمها الباحث خليفة فال، جامعة الزيتونة، تحت عنوان : التمويل الإسلامي الاجتماعي والتمكين الاقتصادي في عصر التحول الرقمي: دراسة واقعية لحالة السنغال.
استهل الباحث عرضه ببيان خطة العرض من المقدمة وأهمية البحث والإشكالية الرئيسة والتساؤلات الفرعية والأهداف والمنهجية المتبعة في البحث والنتائج المتوقع وخطة البحث والمصادر والمراجع، مع عرض بعض أسئلة من استبانة مرفقة. ففي مقدمته العامة تحدث عن التمويل الإسلامي الاجتماعي والتمكين الاقتصادي في عصر يشهد التحول الرقمي، وعن أهمية الوقف كونه أحد أهم المؤسسات المالية الإسلامية التي أسهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم الإسلامي وفي غيره، فكان منذ القدم من أهم مصادر التمويل بالنسبة للمراكز التعليمية والجامعات ودور العبادة كالمساجد والمعاهد والمستشفيات.
يتلخص عرض الباحث في أن:
-الابتكار جانب جد أساسي ومهم في تطوير المالية الإسلامية في خدمة الاقتصاد الرقمي الإسلامي، وإذا كانت الأحكام والشروط الخاصة المتعلقة بالعقود الإسلامية تجب كتابتها في مستندات قانونية وصياغتها وتنفيذها بطريقة تضمن امتثالها السليم فإن التقنيات المتقدمة بما فيها الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل والعقود الذكية التلقائية تمتلك بدورها إمكانية تحسين العمليات بالكلية والكفاءة والشفافية وتوفر الوقت بشكل كبير.
-للوقف دور اجتماعي في حل مشاكل المجتمع وسد حاجات الفقراء والمحتاجين من خلال تمويل مشاريع دائمة.
-قد يسهم الوقف في إزالة الحواجز والعقبات والفوارق الطبقية والاجتماعية كما يمكن أن يرفع من مستوى دخل الفقراء والمساكين.
-يسهم الوقف إلى إعادة توزيع الثروة والتخفيف من معضلة البطالة.
لتمكين الثقة والشفافية في المعاملات المالية الإسلامية يجدر الاهتمام إلى معرفة كيفية استخدام الابتكارات الجديدة بما فيها الذكاء الفني، وسلسلة الكتل والتعلم الآلي، وأجهزة إنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة.
-بين الباحث إلى أنه أرفق البحث باستبانة تتكون من 17 سؤالا لغرض جمع المعلومات حول الموضوع لضمان شفافية المعلومات ولمعرفة مدى اهتمام الناس بهذه الآليات التمويلية الإسلامية التبرعية.

وجاءت الورقة الثانية بعنوان “توظيف الوقف الإسلامي في القطاع الصحي السنغالي” قدمها الباحث محمد مولاي كوليبالي الذي تحدث مطولا عن النقائص المسجلة في القطاع الصحي الشامل من فقدان الأجهزة الطبية اللازمة لتنفيذ عمليات الجراحة .
كما تحدث عن أهمية تمويل المؤسسات الصحية من خلال النفقات التي تخرج من الوقف والتبرع بالأموال لإنشاء مستشفيات ومركز صحية تابعة للمساجد والمؤسسات الدينية .

من جانبه، قرأ الباحث أبوبكر تيبو سيسه الورقة الثالثة المشتركة مع زميله الخبير في مجال التمويل الإسلامي إبراهيم سيسه بالعنوان : “دور الأئمة في السنغال في نشر ثقافة الوقف ” .

تطرق القارئ أولا بالتعريف عن الإمام والداعية الإسلامي، ودورهما في الإصلاح والتوعية من خلال إيصال رسالة الدعوة في خطبهم ومواعظهم ، قبل أن يختتم عروضه عن ضرورة شرح الوقف الإسلامي من خلال الاعتماد على النصوص الشرعية التي أقرتها، وكيفية استعماله مع العصرية الحديثة.

أما الورقة ماقبل الأخيرة جاءت بعنوان “الوقف وتمويل المؤسسات التعلمية في السنغال” قرأها الدكتور شيخنا خديم امباكي ممثلا لرئيس دائرة روض الرياحين سرين أحمد بدوي امباكي في الجلسة.
عاد الدكتور امباكي في ورقته إلى المؤسسات التعليمية في منطقة بول، والتي تمت إقامتها بالاستعانة مع الوقف الإسلامي، ولازالت قائمة بفضل التمويلات والتبرعات من فاعلي الخير.

وانتهت الورشات بورقة ثرية قدمها الدكتور أحمد مختار لوح تحت العنوان “الأوقاف الداعمة للتعليم القرٱني في السنغال أوقاف الحاج عبد العزيز سيلا، والحاج عبد الله جاه أنموذجين” .

استهل الدكتور لوح ورقته إلى تقديم سيرة ذاتية للحاج عبد الله جاه والحاج عبد العزيز سله بصفتهما خريجا المدارس القرآنية وانتماءهما إلى أسر تعليمية، وأوضح أن هاذين الشخصين ممن يُشار بالبنان بسبب أعمالهما الخيرية وكونهما من كبار رجال الأعمال في البلاد.

وذكر في ورقته المؤسسات التعليمية التي بناها رجل الأعمال الحاج عبد الله جاه مدير شركة سينكو ، وأبرزها بيت القرٱن الكريم في حي ” ٱن ” بدكار، والمختص بالوقف لصالح المدارس القرآنية في البلاد، وبيتا ٱخر في حي “مامل ” لتمويل جميع الأنشطة المتعلقة بمسابقة سينكو الوطنية للقرٱن الكريم.

وفي السياق ذاته، ذكر أيضا البيوت التي بناها الحاج عبد العزيز سله في بارسيل أسني وجعلها وقفا لصالح المعهد الإسلامي بكوكي، وهي جهود كبيرة يجب أي يذكر فتشكر.

واختتم الدكتور لوح ورقته بذكر الصعوبات التي يواجهها هذه الأوقاف الداعمة للتعليم القرٱني في السنغال، وضرورة توفيرها لكافة الخدمات وتسهيلها لتحقيق أعمالها في الحقل القرٱني والعمل الخيري.

وعقب انتهاءه ،تناولبعض الحاضرون الكلمات بمداخلات بسيطة تعقيبا للورقات التي قدمها الباحثون حول أهمية الوقف الإسلامي في العمل الخيري .

واختتمت هذه الورشة بعد مدارسات ومناقشات علمية أخرجت منها توصيات هامة لصالح الحاضرين لاسيما طلاب علوم الديني الإسلامي .

وستستمر فعاليات المؤتمر غدا الخميس باليوم الثاني على التوالي، والذي من المقرر أن يحضره وزير الدولة، والسكريتر العام للحكومة عبد اللطيف كوليبالي مع عدد من الشخصيات العامة في الدولة.

التقرير / محمد الأمين غي