كتبه الأخ #علي نيانغ
جزى الله خير الجزاء راعي مسابقة سينيكو السيد عبد الله جاه على جهوده المتواصلة، علما بأن لمثل ما قام به هو ما يُنتظر من جميع من رجال الأعمال من أبناء الدارة على وجه الخصوص. مع العلم أن هذه المسابقة لم تكن لتحصل، لو لا وجود رجال رضوا بأن يكونوا عاكفين في ظل الدارة لتعليم القرآن الكريم مع محدودية إمكاناتهم المادية. أثاب الله هؤلاء الأسود الكرام وأجزل مثوبتهم، ووفق السيد عبد الله جاه ومن مثله ممن ينفقون أموالهم على أهل الدارة، فجزاهم الله خير الجزاء وبارك في أموالهم وعملهم.
وأدعو بالمناسبة، ممن يهمهم الأمر، أن يساهموا في دعم هذه المسابقة، وذلك بشراء المواد التي يبيعها السيد عبد الله جاه ومن مثله ممن يخدمون القرآن الكريم وأهله، وأن يدعوا الله لهم كل الخير، والنجاح في عملهم وجميع مشاريعهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لدعم هذه المسابقة ومثلها، علما بأن ذلك ليس بأمر هين!
ثم على مسؤولي الدارة أن يعرفوا أن مما يمكن أن يساعدهم على تحقيق رغباتهم وأهداف الدارة هو التكاتف والتعاون فيما بينهم، وذلك بتكثيف جهودهم وتوحيد صفهم وكلمتهم لإيجاد بيئة علمية مثالية، يتم من خلالها تعليم وتدريب أبناء الدارة جميع ما يحتاجون إليه من العلوم والفنون العلمية وفق متطلباتهم التربوية واحتياجاتهم الشخصية.
ولاشك أن هناك جهود جبارة ومباركة لمسؤولي الدارات، لكن ذلك لم يكف، ولا يجب الوقوف عندها؛ لكون بعض الجوانب تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والتنسيق كالجانب العلمي مثلا الذي لم يكن له وجود في كثير من الدارات، وهذا الجانب لا يمكن أن يوجد له وجود كما ينبغي، إلا بقيام رابطات المدارس القرآنية على دورها التربوي والتعليمي، وذلك ببناء مدارس نموذجية يلتحق بها أبناء الدارة بعد حفظهم لكتاب الله تعالى، الأمر الذي يساعدهم على الاحتفاظ بهويتهم الدارية، وإلا ستذوب تلك الهوية، إذا التحقوا بمدارس أخرى، كالمدارس الفرنسية على وجه الخصوص، فوجود مدارس خاصة لرابطات مدراس القرآن الكريم أمر جدا مهم في هذا الوقت؛ لكون ذلك الحل الوحيد لتكملة جهود الدارة التربوية والتعليمية في سبيل تعليم النشء ما يجب عليهم أن يتعلموه من جميع العلوم دون تحويلهم إلى مدارس لم تتفق مع الدارة في منهجها التربوي، و يتوجب عند تبني مشروع بناء مدارس عصرية عقد شراكة مع الجهات الداعمة؛ لإقامة هذا المشروع العلمي الرائع الذي من أشد ما يحتاج إليه أبناء الدارة ومسؤولوها في هذا الوقت، وتحقيق هذا المشروع ليس بأمر صعب بالشرط أن يكون هناك تكاتف وتعاون مع نبذ جميع الاعتبارات الشخصية والنعرات الطائفية منْعًا من أن تكون تلك الاعتبارات على حساب أبناء الدارة، وتجنبا من أن يكونوا ضحايا لها، علما بأن هذا الحلم لن يتحقق -بعد تبني المشروع- إلا أن يكون هناك منهج علمي يهدف إلى بناء أبناء الدارة بناء علميا ثقافيا مهاريا حتى لا يعانون أي نقص تربوي في أي جانب من جوانب حياتهم بعد تخرجهم.
وأخيرا أسأل الله أن تكون هذه السطور سببا لتحرك جهاز رابطات المدارس القرآنية لإعادة النظر في مسارها ومهامها التوجيهية والتعليمية والتدريبية لتبني مشروع تعليمي معاصر يساهم في تحقيق رسالة الدارة التربوية والتعليمية، بحيث يتم تعليم النشء وتثقيفهم وتدريبهم وتكوينهم مهنيا وتزويدهم بمهارات حياتية والتي تجعل العملية التربوية حيوية وتخدم الواقع التربوي بشكل مباشر.