عيد الفطر المبارك بين التعاليم الدينية والعادات والتقاليد السنغالية .

0
538

كتب / محمد الأمين غي (ابن الزهراء) .

استقبال يليق بعيد الفطر المبارك !

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من الانتهاء، يستعد الٱباء وأرباب البيوت من المسلمين في السنغال إخراج زكاة الفطر وتقديمها للفقراء والمحتاجين كما نصت بها السنة النبوية الشريفة و أقرها دين الإسلام.

يعتبر هذا الركن الركين من فرائض اختتام الصيام والعبادات التي يقوم بها العباد خلال شهر رمضان المبارك محترما في السنغال، حيث البلد الذي تصل نسبة المسلمين حوالي %95 .

السنغاليون على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم إلا أن المذهب المالكي يعتبر المرجع الفقهي الذي يقلده أغلب المسلمين فيها كما في غرب إفريقيا، ولذلك يخرجون زكاة الفطر بعد حلول شهر شوال وقبل أداء صلاة العيد بالصورة المعتادة.

فليست العادات مقدمة على الدين، بل يتبع مسلموا السنغال المذهب المالكي في كيفية إخراج زكاة الفطر ، ولاتوجد مؤسسات تجمع هذه الزكوات ، بل كل رب أسرة مسؤول عن نفسه يخرجه ويقدمه لفقراء مدينته وجيرانه من أهل الحي.

كيف يحتفل المسلمون في السنغال عيد الفطر المبارك ؟

أما عن احتفال العيد ، فقد يختلف المسلمون في السنغال حول قضية تحرير الهلال سواء مع دخول شهر رمضان المبارك أو عيد الفطر ، ولذلك يعتادون على إحياء الأعياد بالاختلاف.

جماعة تحتفل العيد في اليوم الأول اعتبارا على حلول شهر الشوال من مناطق مختلفة أو بلدان أخرى، وطائفة أخرى تؤجل إلى اليوم الثاني بغرض تعذر رؤية الهلال وحتمية اكتمال شهر رمضان كما نص به الحديث “فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين … ” .

ففي يوم العيد، يرتدي الصغار والكبار ألبسة تقليدية ذات الطابع الثقافي وجميلة للغاية وأغلبها باللون الأبيض متوجهين إلى المساجد وأماكن الصلاة الجماعية ترميزا على الوحدة والأخوة الإسلامية .

ألسنة تلهج بتكبيرات العيد وأجواء روحانية تفوح من كل مكان ، هكذا يحيي معظم السنغاليين شعائر الله ويؤدون صلاة عيد الفطر المبارك مؤكدين احتفائهم بالعيد
تحت شعار “المسامحة وتعزيز روابط الأخوة الدينية” .

ويرى المصلون أن العيد يبدأ بهذه الشعائر المباركة ليشمل مراسيم وأجواءا أخرى تعزز الروابط المجتمعية وتبادل السنغاليين في مناطق أخرى، التهاني والتبركات عند أماكن الصلاة ومجالس العامة ، قبل الانصراف إلى بيوتهم لإحياء عيد الفطر المبارك ، وتبقی فرحة العيد موصولة بتكاتف السنغاليين فيما بينهم .

ففي البيوت، تجهز النساء أطعمة شهية تملئ موائد الطعام بالمشويّات ومختلف اللحوم والدواجن ومشروبات غازية وأخرى طبيعية صنعت على الفواكه والخضروات الطازجة ، يتناولها أفراد الأسر بشكل جماعي ويتبادلون التهاني والتبريكات .

وسط الفرح والسرور الذي تمتلئ القلوب، حيث يجوب الأطفال مساء العيد شوارع المدن والمناطق لإحياء عادة قديمة تعرف بانْدِيوِينَلْ -Ndewenal وهي تعني تقديم هدايا مالية للصغار متى قدموا البيوت ، والقصد ليس تشجيعا على التسوّل بل تثليجا لصدورهم وليتمكنوا من شراء ألاعيب و أكلات متنوعة ترميزا للعيد.

أما على الساحة الإفتراضية، يتداول الناشطون صور بعض الشخصيات العامة من السياسيين والمشايخ في المنصات الاجتماعية مصاحبة بنصوص التهاني والتبريكات، كما يحاول كل شخص أي يُظهر في حالته الواتشابية أو انستغرام صورته الشخصية أثناء فرحة العيد وهي مايسمى عندهم “Sañse”.

ويعتبر عيد الفطر المبارك أحد الأعياد الدينية التي يحتفلها السنغاليون بالصورة الملائمة كأي بلاد من بلدان المسلمين وهي فرصة لتبادل التهاني والتبريكات وتعزيز روابط الأخوة الدينية والإنسانية بين المسلمين من أنفسهم وبين إخوانهم المسيحيين الذين يشاركهم فرحة العيد.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici