مقال / الشعب صاحب الكلمة الأخيرة والقوة الغالبة

0
414

بقلم الكاتب / عثمان صامب

كثيرا ما يعيش الشعب السنغالي ويلات متتابعة تحت حكم صال، اعتبره هذا الأخير دمية متلاعبة تستخدم حينا، ثم تهمل حينا آخر، ليس له حول ولا قوة أمام الخيارات السياسية، ينبغي عليه أن يلجم لسانه مهما اشتدت الحال عليه. وكان هذا الشعب يفقد الاعتبار والاحترام مع النظام، وكلما أراد أن يشكو لا يجد سبيلا إلى الشكوى، وهكذا يتحمل المصاعب والمظالم إلى أن لاح في وجهه معارض ضحي بعمله ووقته ليخرجه من الهوة، ثم إنه خاض مع هذا المعارض المحنك معارك سياسية خطيرة لاقتحام العقبات، وفي شهر مارس 2021م أعلن النظام حربا ضروسا على ذلك الرجل المناضل لدفنه سياسيا حتى لا يتمكن من الاستمرارية في توعية الشعب الذي ظل يترقب مستقبلا باسما في مشروعه الكبير الزاخر.
وأدرك الشعب يقينا أن النظام لا ينسحب من المعركة إلا أنه دمر حليفه كما فعله في أخويه الأسيرين السياسيين من قبل، لذلك نزل في الميدان مقاوما حتى لا يسقط صاحبه في بحر الاستبداد غارقا، من ثم استطاع أن يرفع معه لواء الانتصار بعد مقاومات حمية الوطيس، ومع هذا كله لم يأخذ النظام من الانتفاض الشعبي درسا يغلق صفحته الاستبداية، بل تجاهل كل ما حدث ظانا بأنه سيحسم المعركة لصالحه بطريقة أخرى، ولهذا عاد مرة أخرى ليمنع ذلك المعارض الشاب ثقيل الوزن من الترشح لبلدية دكار، غير أنه أدرك – أخيرا – أن الباب مازال مرتجا والانتفاض مازال حيا!
وبعد مرور كل هذا لم ينس الشعب أنه امتلك سلاحا أقوى وأحد وهو صوته، وهذا الصوت الذي يمتلكه استطاع أن يذيق به النظام مرارة الهزيمة في الانتخابات المحلية للتعبير عن الغضب الذي طالما يحرق قلبه وعن الظلم الذي طلما يهضم حقوقه، إذن جعل النظام يستقبل منه رسالة قوية، ذلك ليسمع منه هذه الرسالة المثيرة: ” إني صاحب الكلمة الأخيرة والقوة الغالبة”.