يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لا تقتل ، انطلاقا من هذه العبارة، يجب علينا اعتبار حياة توماس سانكر كلها نضال ورفض وولاء.
.بقلم محمد الأمين غي
2018في تاريخ 15 أكتوبر
1-من هو (توماس ايزيدور نويل سانكرا -21 ديسمبر -1949-15 أكتوبر 1987) ؟
كان رائدا في الجيش البوركيني ومناضل وقائد ثوري شيوعي ورئيس جمهورية بوركينا فاسو من عام1983 إلى عام 1887 , ينظر إليه على أنه شخصية ثورية كاريزمية ويلقب بـ(تشي جيفارا افريقيا) .
سانكارا استولى على السلطة و لقي تأييدا شعبياً عام 1983م ، كان هدفه يتمثل في القضاء على الفساد وهيمنة القوة الفرنسية المستعمرة .
لدى وصوله للسلطة عمل على تحقيق برامج إقتصادية طموحة وركز على التغيير الإجتماعي والاعتماد على الذات , قام بإعادة تسمية البلاد من فولتا العليا إلى بوركينا فاسو (أرض الرجال النزهاء).
سياسته الخارجية كانت تتمحور حول مناهضة الامبريالية مع تجنب المساعدات الخارجية وتجنب سلطة ونفوذ صندوق النقد الدولي .
أما سياسته الداخلية تركزت على منع المجاعة مع الإكتفاء الذاتي الزراعي وإصلاح الأراضي، وإعطاء الأولوية للتعليم بحملة لمحو الأمية في جميع أنحاء البلاد، وتعزيز الصحة العامة عن طريق تطعيم 2،5 مليون طفل ضد التهاب السحايا، والحمى الصفراء والحصبة , إضافة إلى برنامج غرس 10 مليون شجرة من أجل إيقاف التصحر والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ افريقيا , فضلاً عن الإكتفاء الذاتي حيث أصبحت بوركينا فاسو أول دولة في تاريخ إفريقيا مكتفية ذاتيا مع وجود فائض في الإنتاج ، إضافة إلى تشييد مئات الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية من أجل ربط سكان الريف مع المدن , وإنشاء مئات القرى مع مستوصف ومدرسة لكل قرية إضافة إلى التزامه بحقوق المرأة ، حيث يعد الرئيس الأول في تاريخ إفريقيا الذي منع ختان الاناث وزواج القاصرات وقام بتعيين نساء في المناصب الحكومية العليا .
وقد تأثر سانكارا إلى حد بعيد ب “تشي جيفارا ” وبالثورة الكوبية حيث قام بإنشاء محاكم ثورية على غرار تلك الموجودة في كوبا لمحاكمة الفاسديين ومبذري المال العام , ببرامجه الثورية للاعتماد على الذات جعلت منه رمزاً لفقراء إفريقيا , لكن في نفس الوقت كان هناك نفور من سياساته بالنسبة لزعماء القبائل الذين فقدوا إمتيازاتهم القديمة والذين كانوا اليد العليا في إفريقيا إضافة إلى وقوف زعماء الدول الافريقية ضده خوفاً من انتشار أفكاره الثورية التي تهدد مصالحهم إلى بقية الدول الافريقية فتحالفوا مع فرنسا التي سئمت من سنكارا بسبب شعاراته المناهضة للامبريالية , وخططو للاطاحة به عن طريق كومباوري صديق سنكارا ورفيقه الذي خانه وتعاون مع المخابرات الفرنسية حيث قام بالانقلاب على سانكرا وقتله عام 1987 .
وفي عام 1987وأثناء إجتماع القادة الأفارقة تحت رعاية منظمة الوحدة الأفريقية ، حاول توماس سنكارا إقناع أقرانه بأن يديروا ظهرهم لديون الدول الغربية ووفقا لحديثه أنه قال ( إن الدين يدار بشكل بارع لإستعادة أفريقيا .. إنه إسترداد يحيل كل واحد منّا إلى عبد إقتصادي .. إن سياسات الفائدة والمساعدات قد إنتهت بنا إلى تشويشنا وإخضاعنا وسلبنا الشعور بالمسئولية تجاه شئوننا الإقتصادية والسياسية والثقافية . لقد إخترنا أن نخاطر بأن نمضي في مسارات جديدة لتحقيق رفاهية أفضل ) .
وقبل وفاته بأسبوع قال سنكارا(يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لا تقتل).
وعند إغتياله فإن أغلى ما كان يمتلكه هو : سيارة ، ثلاجة ، ثلاثة جيتارات ، موتورات سايكل، فريزر محطم ومبلغ (400) دولار أمريكي نقدا .
للأسف فإن المكان الذي قبر فيه سنكارا هو مكان غير لائق ومليء بالأعشاب . بالنسبة للشباب الأفارقة فإن القليلون منهم هم من سمع بتوماس سنكارا .
إن إغتيال توماس سنكارا لم يوجه ضربة مميته لأفريقيا والأفارقة فحسب ، بل كان إغتيالا للذاكرة ، كما ظهر الإختلاف حول إرثه مع ضعف الإشارة الدائمة إلى أخلاقياته وأفكاره ، من قبل الأفارقة ومن قبل الذي يعرفونه والذين يفترض أن يعرفونه .
توماسانكرا وبلس كوباوري ترعرعا في ظل واحد ، ودرسا في مدرسة واحدة ، وقد سمّى سانكرا ابنه الأول بزميله توماس ، لاكن في الأخير خان بلس كومباوري صديقه وزميله سانكرى فقام بااغتياله بالمؤامرة مع المخابرات الفرنسية ، واهتمت الصحافة الغربية ٱنذاك بتزييف الأخبار الصحيحة وجعلها قضية افريقية لاغربية .
برؤيكم : هل تحتاج القارة السمراء بديلا لسانكرا ، أم تبقى كما هي الآن على قيود الغرب ؟؟؟ .