كتب #محمدالأمين غي مدير نشر موقع دكار نيوز.
أعلن صباح اليوم الثلاثاء عن وفاة الداعية الشيخ والإمام علي بدر ندو إثر وكعة صحية ألزمه الفراش لفترة قصيرة وفق معلومات مؤكدة.
ونقلت صحيفة دكار نيوز من مصدر مطلع، أن مراسيم تشييع جثمان المرحوم ستقام عصر اليوم في مسقط رأسه بمدينة كولخ.
وكان الناشطون في الشبكات الإجتماعية قد أطلقوا حملة واسعة النطاق لجمع التبرعات المالية دعما للداعية الإسلامي الشهير الإمام علي بدر اندو الذي ألزمه المرض وهو على طريح الفراش منذ أيام ويحتاج إلى رعاية طبية ، إلا أن رب العرش الكريم قدر وماشاء فعل .
▪️نبذة عن حياته ومسيرته العلمية :
الإمام اندو من مواليد عام 1957 في “اندالان” قرية واقعة في منطقة سالم قرب مقاطعة غاجاي بإقليم كولخ ، فوالده هو الحاج عثمان اندو العالم العلامة في عصره ووالدته سخن فاط انجاي رحمهما الله وغفر لهما .
درس القرآن الكريم في معهد كوكي الإسلامي حتى حفظه على أيدي شيخه ومربيه المجاهد الكبير الحاج أحمد الصغير لوح رحمه الله وغفر له (1988ـ 1903)، ثم توجه إلى مدينة جربل حيث كتب مصحفين على يده عن ظهر قلب كما هو المعروف في مدارسنا القرآنية القديمة بيخي .
عاد إلى مسقط رأسه لبدء جولة دامت سنين لتلقي علوم الشريعة واللغوية في كلّ من الأماكن العلميّة التالية (جَامَّلْ، مَكَّ غُويْ، كَرْ بَكَرِ في سالم ووو…)، وبعدها شارك الإمام اندو في مسابقة قرآنية وحصل المرتبة الأولى أجاز له أن ينال منحة دراسية إلى مورتانيا لتكملة دراسته الجامعية، وكان تخصّصه هو علوم القرآن والتفسير (حول القراآت السّبعة في التجويد والأحكام)، وهكذا مكث في مورتانيا سنوات عديدة وتخرّج حاملا شهادات علمية.
وبعد عودته إلى السنغال لامسه الحظّ لمشاركته أيضا في مسابقة قرآنية مرة ثانية نظّمها العلماء والدّعاة في المملكة العربيّة السعوديّة فاحتلّ المرتبة الأولى كماهو الحال في السابق والتّي أتاح له فرصة زيارة بيت الله الحرام بمكة المكرم فأدّى مناسك الحج لأول مرة في حياته .
بعد هذه الجولات العلمية ، عاد إلى السنغال وأسس المعهد الإسلامي في ” بِلوغين” وبعده نقله إلى كولخ سنة 1990م وأعطى للمعهد اسم “مركز دار الأرقام بن أبي الأرقم للدراسات القرآنية والشريعة الإسلامية”، وهكذا كان يدّرس القرآن الكريم إلى يوم اعتقاله في 27 أوكتوبر 2015.
▪️الإمام اندو والعدالة السنغالية:
للتذكير في إطار المراقبة الأمنية المشددة التي تقوم بها السلطات الأمنية السنغالية في ربوع البلاد عام 2015م لمنع تسرب الحركات الإرهابية فيها، اقتحم فريق مدلج من الدرك الوطني في منزل الإمام اندو ب “كولخ” في الساعة الثالثة ليلا، لاعتقاله، وسوقه إلى السجن بتهمة التخطيط لتكوين خلية إرهابية في البلاد.
وفي ذلك اليوم دخل الإمام علي بدر اندو في أحْلَك ظروف حياته، فتمّ وضعه رهن الحراسة النظرية بعد استجوابات طويلة أعقبه وضعه في السجن احطياطيا لتعميق التحقيقات المتعلقة بالاتهامات الموضوعة على ذمته وتفيد بكونه ضالعا في قضية الارهاب، وحيازة سلاح بدون رخصة، وكذلك التعاون مع حركات ارهابية لتكوين خلية ارهابية في السنغال.وقد عانى الإمام “علي بدر اندو” خلال الأشهر ال32 شهرا التي قضاها خلف القضبان قبل إبراء ساحته والإفراج عنه من انتهاكات حقوقية ومشكلات عصيبة وتجاوزات قانونية كثيرة مورست على حقه وفق تصريح صحفي أجراه مع قناة والفجر الإعلامية.
تم الإفراج عنه بعد مرور 31 شهرا قضاه خلف القضبان بريئا ولم يتم تعويضه وفق ماأكد أحد محاميه الأستاذ موسى صار في تصريح صحفي وهو انتهاك صارم جدا خلافا للحقوق الإنسانية.
▪️الإمام اندو والمنبر :
منذ عودته إلى السنغال في عام 1990م ، كان الإمام اندو يحمل رسالة الأنبياء والصالحين وهي دعوة الناس إلى التوحيد والامتثال بأوامر الله سبحانه وتعالى طبقا للشريعة الإسلامية ، لاكن خطبه في المنابر تتميز بالصراحة حيث لم يترك مجالا يتعلق بحياة البشر في الدنيا إلا وقد عالجه بالموضوعية والتعمق في شرحه .
وكان أغلب أحاديثه في القنوات الفضائية وفي الإذاعات تشكل تهديدا كبيرا على النظام العلماني الذي تمارسها دولة السنغال، الأمر الذي سبب توقيفه بتهمة الإرهاب دون وضع براهين وحجج واضحة على ذمته.
ها هو اليوم يودع دنيانا الفانية تاركا ورائه سيرة ذاتية حافلة بالإنجازات في الحقل الدعوي ، لاسيما موقفه في التعاطف مع المناضلين السياسيين والنشطاء في الساحة السياسية السنغالية
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة #دكار_نيوز بأحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد خاصة والأمة الإسلامية عامة داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون.