كتب / محمد الأمين غي (ابن الزهراء) .
أقام نادي السنغال الأدبي أمسية أدبية مساء اليوم الجمعة 18 مارس 2022 في المعهد الإسلامي بدكار بحضور شخصيات من السلك الدبلوماسي العربي وكوكبة من الأدباء والشعراء ، وبحضور السفيرين الفلسطيني د. صفوت ، والسوداني الدكتور عبد الحفيظ ، إلى جانب القائم بأعمال السفارة السعودية في السنغال الأستاذ يوسف جزار .
ورحب رئيس النادي الأدبي السنغالي الأستاذ فاضل غي بجميع الحاضرين بكل الود والتقدير، مشيرا إلى أن الشكر موصول لكل من أسعد النادي بتفضله وحضوره في هذا المساء الباذخ المتألق بالكلمات الجميلة .
كما قرأ برنامج الحفلة انطلاقا من محاضرة علمية تتمحور حول الأدب العربي ، ثم كلمات تعقيبية من الحاضرين قبل أن يختم الأمسية بعرض قصائد شعرية عربية على لسان كوكبة من شعراء نادي السنغالي الأدبي.
واستهّل الأستاذ فاضل غي الفقرة الأولى من الحفل بتقديم نبذة عن الحياة الدراسية والمهنية للدكتور عبد الله ولد السيد ومسيرته العلمية الثرية والمناصب التي تقلدها قبل أي يصل إلى إدارة بيت الشعر في نواكشوط.
ومن أبرز ماأورد في مسيرته العلمية ومناصبه مايلي :
دكتوراه السلك الثالث في عام 1990 . ودكتوراه الدولة في الآداب عام 2001
-شهادة الدراسات المعمقة 1988
-شهادة الإجازة (المتريز)1986
- باكلوريا التعليم الثانوي 1982 .
إلى جانب تجارب مهنية شغلها
-2020- حتى الآن رئيس وحدة ” اللغة – النص والتجديد”
2008- 2017 نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة نواكشوط
2013-2017 عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية
2013-2015 رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للخدمات الجامعية .
إلى جانب تجارب أخرى ونشرات علمية ومؤلفات .قرأها مقدم البرنامج.
وبدوره ، قرأ الدكتور عبد الله ولد السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط ورقة بعنوان : “ملاحظات علمية في تقنيات الكتابة وتطوير الملكات الفردية ” .
خلال أقل من ساعة، استطاع الدكتور عبد الله توضيح العلاقة بين الملكة والموهبة الشعرية وطريقة تطويرهما عند المبتدئين ليصبحوا شعراء متمكنين ومتمزين في الإبداع .
كما قام المحاضر بتعريف الموهبة بأنها شيء طبيعي يأتي الإنسان دون شعور منه ، وهي كما يعرف الجميع شيء لا يشترى ولا يباع ولا يستبدل ، بل يعرف الشاعر أنه عندما يتحرك لسانه أو قلمه بالشعر دون سابق نية فهذه هي الموهبة” .
أما الملكة فهي مجموعة من التجارب التي يقوم بها الشاعر أثناء الإنتاج الأدبي من احترام البحور الشعرية ، وخصوصا العملية التوازنية في تقطيع الأبيات الشعرية .
كما نصح المحاضر في ختام ورقته، الحاضرين في الحفل وعشّاق الشعر إلى مزيد من القراءة والاطلاع وخصوصا الروايات الأدبية وإنتاجات الشعراء السنغاليين القدامى قبل الشعراء العرب ليعبروا عن بيئتهم
وأعقبت المحاضرة بمداخلات وكلمات من الحاضرين، منها كلمة السفير الفلسطيني سعادة الدكتور صفوت إبرغيث الذي ثمّن المحاضرة وشكر المحاضر وهي بالنسبة له قيمة جدا. وكذلك كلمات كل من السيد عبد الحفيظ سفير دولة السودان ، وكلمة يوسف جزار المستشار الأول في سفارة المملكة العربية السعودية ، والأستاذ حسن سك المترجم والداعية المعروف ، وأستاذ النقد الأديب منصور سيلا وكلها كلمات شكر وإشادة بالمحاضرة ، وتشجيع وتحفيز لشباب نادي السنغال الأدبي ، ثم شكروا الحاضرين وفي مقدمتهم الأستاذ فاضل غي رئيس النادي على حرصه على تطوير المواهب الأدبية النائمة في الشباب وطلبة العلم من خلال نادي السنغال الأدبي.
وعلّق الدكتور صفوت إبرغيث على روعة المحاضرة وقيمتها قائلا :” فموريتانيا بلد مليون شاعر ، لأنه أخرج كوكبة من شعراء متميزين في الانتاج والابداع كالدكتور عبد الله السيد الذي قرأ على مسامع الحاضرين ورقة ثرية في الأدب العربي ” .
من جانبه، ألقى الأستاذ منصور سيلا كلمة موجزة تعقيبا على المحاضرة و إثراء للورقة التي قرأها الدكتور عبد الله أمام الحضور في الأمسية الأدبية.
من جهته، عبّر السيد يوسف جزار ممثل السفير السعودي الأستاذ سعد النفيعي عن امتنانه لحضور هذه الأمسية الأدبية الرائعة، وهي بالفعل مما يميز مهارات الطلاب والشباب المبدعين في ساحة الأدب وخصوصا في الشعر العربي، كما ثمّن جهود نادي السنغالي الأدبي من شعراء وأدباء وحسن اهتمامهم بلغة الضاد وهي خطوات يجب أن تشكر وتقدّر.
كما ثمّن السفير السوداني في دكار هذه الأمسية الأدبية، واهتمام السنغاليين باللغة العربية ، وخصوصا مشايخنا الكرام أمثال الشيخين أحمد بامب امباكي والحاج إبراهيم نياس الكولخي ، والذي قرأ بعض قصائهم الشعرية المتميزة في مدح الرسول الأكرم صلى الله عليه وٱله وسلم .
وفي السياق ذاته، ركّز الأستاذ المترجم حسن سك على إنتاجات المشايخ والسنغاليين في الشعر العربي، واعتبرها ثمرة جهود بذلوها لتسهيل المتعلمين بعض المسائل الفقهية ،وحثهم على معرفة الشريعة الإسلامية والفقه والتوحيد، وهو كمترجم قام بترجمة بعض القصائد العربية إلى الفرنسية لروعتها وجمالها.
ووفقا له، فإن ماكتبه المشايخ السنغاليون من إنتاجات شعري لا يقل عن ما كتبه شعراء العرب من حيث الأسلوب وسلامة اللغة
وتخلل الحفل عرض قصائد رائعة من الشعراء السنغاليين عبد الأحد غي الكجوري و شيخ تيجان امبوج ، ومالك سيك .
وجاءت القصيدة التي ألقاها الأستاذ عبد الأحد غي الكجوري وسط تصفيق الجمهور لروعتها، حيث تألق “الشاعر” بنهكة أدبية عميقة وممتعة وفي مطلعها :
في حَدْسِ أُنْثَى..
فِي تَهَجُّدِ نَاسِكٍ..
فِي كُلِّ مَا عَجزَ المَدَى أَنْ يُوصِفَهْ
هُوَ مثوَرَاءَ الوَرْدِ..
مَا خَلْفَ النَّدَى..
هُوَ مَا تَلَاهُ الصُّبْحُ..
يَنْشُرُ لُطْفَهْ..
هُوَ نِصْفُ شَيْطنةٍ..
ونِصْفُ نُبُوءَةٍ..
هَذَا المَزِيجُ الحُلْوُ..
يُنْتِجُ كَشْفَهْ..
من جانبه، ألقى الشاعر مالك سك قصيدة بعنوان “فلسطين” ، رسم فيها الواقع التي يعيشها الشعب الفلسطيني من غطرسة الصهاينة ومدى ضرورة تحرير القدس من قبل المسلمين باقتباس من القرٱن الكريم.
هذه القصيدة الشعرية الجميلة، حرّك مشاعر السفير الفلسطيني وقام يعانق الشاعر “سك” عقب نزوله من المنصة.
كما هيّج الشاعر شيخ تيجان امبوج الجمهور في الأمسية الأدبية بقصيدة رائعة فريدة من نوعها .
واختتم الحفل بتقديم رئيس نادي السنغال الأدبي شهادة تقدير إلى الدكتور المحاضر عبد الله ولد السيد مدير بيت الشعر تقديرا لتميزه في دعم العلاقات الأدبية والثقافية بين بلاده موريتانيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء ، وهو مايشهده الأستاذ فاضل غي برغبته في ربط أواصر العلاقات بين البلدين الشقيقين السنغال وموريتانيا من خلال التلاقح الثقافي الأدبي بين البلدين .
كما أكد “غي” في نهاية الحفل ، بأن بيت الشعر في نواكشوط يستعد لتنظيم أسبوع أدبي يجمع كوكبة من شعراء موريتانيين وسنغاليين وبعض الجنسيات الأفريقية الأخرى علي منصة واحدة.