11 مايو 1973 ذكرى اغتيال أبرز ناشط سنغالي عمر بولوندي جوب الثائر المغتال !

0
575

كان مثقفا بارعا ، كما كان عضوا في حركة ثورية نضالية ضد سيغور .
نعود إلى محطة من حياة هذا الشاب البطل الماريكسي .

ولد عمر بولوندي جوب في 18 سبتمبر سنة 1946 في انيامي عاصمة النيجر ، وتوفي في 11 مايو 1973 في جزيرة غوري .

تخرج في مدرسة سانس كولين ، وهي مدرسة ممتازة تجمع كوادر المثقفين البارعين في فرنسا ، حيث أن الرئيس سنغور فشل في اللالتحاق بتلك المدرسة .
وقد تلقى بولوندي تعليمه الثانوية في ثانوية لويس لغراند بباريس ، كما واصل دراسته الجامعية في المدرسة العليا لسين كولود ، ومن هنا تخرج .
وهذا ما أدى إلى أن اعتبره سنغور منافسا قويا ومعارضا ضد السياسة الإمبرالية في إفريقيا وخاصة في السنغال .

وكان مما لا يستطيع سنغور أن يتحمله هو سماع هذه العبارة ” عمر بولوندي جوب النورمالي الخريج في المدرسة العليا لسين كولود” .
المشوار الدراسي الذي يوحي بمصير مشرق لهذا الشاب النورمالي الذي تجاهله التاريخ السنغالي الجائر .

كان المثقف الموهوب عمر بولوندي جوب عضوا لحركة نضالية ضد سياسة سنغور وتعاونه مع المستعمرين .
لاتزال أسرته بتقديم دعوى قضائية ضد الذين تورطوا في اغتيال ذلك الشاب ، حيث تثير ذلك شكوكا عند أذهان الناشطين الواعدين للتغيير عن السيستم الإمبرالي في البلاد .

وفي دكار واصل عمر بولوندي جوب النورمالي مع زملائه ، كوادر المثقفين من الجامعيين كفاحهم ضد سنغور وسياسته الامبرالية الفرنكوفونية.
وقد عيّن الرئيس سنغور الفرنسي الأبيض جان فرنك كولين الذي كان قريبا جدا من جاك فوكار كوزير الداخلية للسنغال إلى نهاية فترة ولايته في عام 1981 وذالك بعد إتاحة ممدو جاه في أحداث الأزمة السياسية لعام 1962 وإعادة زمام السلطة على يدها في نهاية الستينات –

وفي عام 1970 ,نوى الرئيس الفرنسي جورج بومبيو أداء زيارة رسمية إلى السنغال كأولى مرة بعد مانالت السنغال استقلالها ، وقام نظيره السنغالي ليوبلد سيدار سنغور برصد أموال طائلة تقدر بملايين أنذاك للتحضيرات الأخيرة وإعادة البناء عن الطرق والمباني الواقعة في قلب العاصمة دكار لاستقبال ضيفه الذي لاتستغرق زيارته إلا بأقل من يوم ، هذا مادفع لبعض الناشطين إلى صب جامات غضبهم والنزول إلى الشوارع مستنكرين عن الفساد المالي في البلاد ، وقد قاموا بحرق المركز الثقافي الفرنسي ومبنى وزارة البنية التحية والأعمال الإدارية في 15 يناير سنة 1971 , في الوقت الذي كان عمر بلوندي يعيش في مالي
وتم تم اعتقالهم جميعا في نفس الأسبوع ، ولذلك قرر عمر بولوندي جوب العودة من مالي لمساعدة إخوته المعتقلين ،
ولكن للأسف الشديد تم القبض عليه ، وقد اتهم بالإرهاب والتجسس كعميل أجنبي ، واعتقل وحكم من قبل محكمة سنغالية خاصة ، وسجن لمدة ثلاث سنوات باتهامات كثيرة منها محاولة زعزعة أمن الدولة في جزيرة غوري .

وفي 11مايو 1973 ، وبعد زيارة سرية من قبل الوزير الداخلي جان كولين في زنزانته بجزيرة غوري ، وقعت حادثة وفاته التي أثارت جدلا واسعا .
وأعلنت الحكومة السينغورية أنه توفي منتحرا داخل زنزانته ، وهي رواية تعكس عما أثبته أسرته وبعض شواهد عيان أنه مغتالا على يد الحراس ، وأن عمر بولوندي جوب لم يكن له إلا خمسة عشر دقيقة للاستراحة في كل يوم .
في اليوم الذي توفي ، زاره الوزير جان كولين ورفض الأخير مقابلته وهو ماأدى إلى اغتياله على حد تعبير أسرته وأقرباءه وزملاءه ؛

ولأجل تغطية هذه الجريمة الشنيعة لا بد من فبركة سيناريو للتخلص من جميع التهم ، جهزت الحكومة تقريرا تقول فيه ، بأن عمر بولوندي جوب مات منتحرا بشنق نفسه .

والجميع يعرفون بأن هذا التقرير باطل ، فيتساؤل البعض
كيف ينتحر مثقف كعمر جوب في حداثة سنه ” في ال26 من عمره ؟!

قدم والد بولوندي جوب دعوى قضائية إلى المحكمة العليا للتحقق في ظروف وفاة ابنه،
حاول القاضي معرفة من لهم اليد في قتل بولوندي ، ومن ثم استجوب ثلاثة من رجال الشرطة ، إلا أنه تم إقالته من منصبه قبل أن ينهي عمله في ته القضية.
وأخيرا تم اعتقال والد بولوندي جوب في السجن بتهمة الترويج لأخبار كاذبة .
وحينما استنكر الشعب مقتل عمر بولوندي جوب بغضب شديد ، طالبت حكومة سيغور من فرنسا بمجيء الجيش الفرنسي إلى السنغال التي كانت على شفا جرف هار ، للمشاركة في إعادة الأمن والاستقرار.

سيذكر التاريخ مشوار هذا الشاب العظيم رغم حداثة سنه ، عمر بولوندي جوب النورمالي لسين كولود الذي لا يمكن سنغور الالتحاق منه أبدأ .

تحقيق / محمد الأمين غي (ابن الزهراء)