في مثل هذا اليوم من عام 2019 ، تم اغتيال السيدة بنت كامرا البالغة من العمر 23 عاما في تامباكندا من قبل أحد مقربيه إثر محاولات فاشلة لاغتصابها.
كانت القضية تثير ضجة واسعة في السنغال حول مسألة إعادة عقوبة الاعدام، وتم توفيق منفذ الجريمة وإحالته إلى السجن بعد إصدار الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وهذه المقالة يتحدث فيها الكاتب بشير جانج على لسان السيد المرحومة بنتا كامرا.
رسالتي الأخيرة !
أنا بنت كمرا !
أكتب إليكم رسالتي هذه ، فإ نكم الآن لم تعودوا تجهلون شيئا عن أمري لكني أريد أن أخبركم شيئا ما !
في تلك الليلة التي بدأت فيها قصتي المؤلمة كنت أصرخ و أستغيث وأبكي بكاء مرا مع الأسف الشديد لا أحد يسمع صوتي ، في وقت غاب فيه الأبوان ، وكنت وحيدة داخل البيت ، بذلت كلّ مالديّ من قوة وجهد دفاعا عن شرفي لكن دون جدوى ، وليس الذكر كالأنثى !
أكتب وأقول لكم
إن هذا المجرم كان يتعامل معي بكل قسوة ، و فعل بي مالم أكن أتوقّع قط أنه سيفعله من يحمل اسم إنسان ، ما أقسى قلبه !
قتلني وهدم ذلك القصر الكبير الذي بنيته في دنيا الأحلام، وكنت أسعى دوما لتجسيده في عالَمِ الواقع !
أكتب وأقول بل وأسأل !
بعد تأسّفكم وحزنكم الشديد عليّ، أنا المقتولة نعم ، فقد قمتم بالواجب تجاهي – وشكرا لكم في ذلك – لكن أين القاتل ؟
هل يبقى في سجونكم سنوات ثم يخرج و يواصل حياته ، و كأن شيئا لم يحدث ؟؟
من أين لكم هذه الأحكام السخيفة ؟؟
أكتب إليكم وأقول

علمت علم يقين بأن قضيتي ستصير هباء منثورا ، مثل قضية أخي الطالب فضل سين الذي لم تنته أرض “جربيل” من بكائه، وممد جوب الذي بكته كثيرا أرض “امبور ” وها هي أرض “تامبا كندا ” تأخذ اليوم نصيبها ، و هناك عدد هائل من الضحايا أمثالي ، تخرجه التقارير في نهاية كلّ سنة .
أكتب وأقول
إن الدولة لها مسؤولية كبيرة في مثل هذه القضايا ، غير أني اليوم أسأل:
أين منظمات حقوق الإنسان؟؟
أم تبقى مجرد حبر على ورق، أو تدافع عن قضايا هامشية أو مشبوهة؟
أين الكيانات والمؤسسات الدينية؟؟
لما التغافل عن الشأن الاجتماعي، في وقت يموت فيه الشعب من فقر شديد وأمن مفقود؟
اليوم أنا المقتولة وغدا سيكون غيري مالم تعيدوا النظر في أحكامكم هذه الجائرة ، ولكم في القصاص حياة !!
وداعا يا من ارتكبت في حقي هذه الجريمة النكراء ، ربما لأنك لا تستحق أن تُسمّى إنسانا !
فالإنسان المجرد من المشاعر وحش ذو وجه آدمي لا غير !
و داعا يا ما ما و داعا يا با با بلغ تحياتي إلى الجميع
وقولي لهم يا ماما أني في هذه اللحظات أحتاج أكثر إلى دعواتكم !
قولي لهم إن الحكاية لم تنته بعد لكني أريد أن أكمّلها في رحاب الجنة بإذن الله !!!
من أختكم الراحلة بنت كمرا