مقال : بُوَيباتٌ من خِطاب سُونْكُو

0

بقلم شعيب بن حامد لوح

ألقى زعيمُ حزب باستيف ورئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو أمسِ خطابا في مجلسٍ ضمَّ وزراء ونوابا ومُدراء شركات ومسؤولين أعْلى… تناول فيه نقاطا يوصف بعضها بالحساسية، وأثارت تساؤلات خصوصا في مستقبل الثنائية (جُماي/سُونكو)، بين الرئيس الشرعي، ورئيس الوزراء الذي بيده شعبية جاوزت كل القياسات في تاريخ السياسة في السنغال.
1- من باب الأولوية: فاجأني إدلاء سونكو بتصريحات خطيرة في هذا الوقت الحَرج الذي يمر به السنغال من تدهور الحالة الاقتصادية بسبب تجاوز الديون حالتها الطبيعية. وكانت الأولوية تقتضي تكثيف الجهود والتركيز على تقديم حلول ناجعة تخرج الدولة من الهُوة التي هي فيها (حسب تعبير رئيس الوزراء نفسه).
2- من باب تبرئةِ الذِّمة: وما سبق لا يعني أبدا أن تصريحات سونكو ليس لها وجه من صواب؛ فالمشروع الذي قدمه حزب باستيف حتى اقتنع الشعب به وصوَّت لهم، والذي يجسده في أرض الواقع الرئيس بشير جُماي الذي اختاره سونكو مرشحا بديلا، ثم التضحيات التي قدَّمها أنصار سونكو ومحبوه في سبيل وصول باستيف لسُدة الحكم: كل هذه وغيرها يُعتبر سونكو هو قلبها ومُحركها الرئيسي. وإذا كان الأمر كذلك فلا يوجد أحد أغير منه لتنفيذ ذلك المشروع الذي اقتنع أنه الوحيد الذي باستطاعته أن ينقل السنغال من الهوة إلى مصافِّ الدول المتقدمة. ومن ثمَّ فأي شيء أو أي شخص يسعى لإجهاضِ هذا الحلم فلن يكون تحت رحمة سونكو وحمايته، فسونكو في هذا شبيه بليثٍ يُبعد كل تهديد وخطر عن أشباله ولو كان ذلك مقابل مُهجه وروحه. فلم يخف على أحد ما تلقاه سونكو من أذى جسدي ونفسي، فضلا عن الهجمات التي يتلقاها كل يوم وأصبح في هذا كتُرسانة بالنسبة لرئيس الدولة.
3- من باب رحم الله امرأ أهدى إليَّ عُيوبي: هنا يتجدد الابتلاء والاختبار للرئيس جُماي فَي، هل سيستخفُّ به السلطة، ويرى أن تصريحات رئيس وزرائه بمثابة تحد وتهديد لكرسيه؟ أو سينظر إليها على أنها تصريحات جاءت من صديق حميم محب لوطنه، ثم يصحح المسار، ويعود المياه إلى مجراها الطبيعي؟
4- من باب النصيحة والاستشارة: هذا، وبعد هذه التصريحات على سونكو إعادة النظر في كيفية احتواء مثل هذه الخلافات التي لا يُستغرب أن يحدث بين من ربطَ بهم علاقة، علما بأن الاختلاف سنة كونية، ليس بمقدور البشر النجاة منه، لكن إدارته متروك بيدهم.
5- من باب استشراف المستقبل: وسأظل حَسن الظن باستمرار هذه الثنائية التي تعلقت بها آمال غالبية الشعب السنغالي، غير أن حدوث العكس لا يفاجئني. ويمنع ذلك في حين يقدم كل من الرئيس وسونكو المصلحة العامة، ويراعيان المآل، ساعتئذ سيخرجان من هذا الابتلاء قويين أكثر من السابقِ.

Leave A Reply