والكاظمين الغيظ

0

أم عبد الوهاب

نحن في دار عابرين، ولسنا في دار المخلّدين…
دار ممرّ وليست دار مستقرّ.

ما ضاع حقّ وراءه مطالب…
والحقّ ينتصر ودائمًا هو الغالب…
ولن تنطمس ملامحه، حتى لو خفي في ألف قالب.

ولن نرفع للباطل القبّعة، ولن ننحني في المعركة.
ولن نكون كمن ابتلع الموسى على الحدّين، ولطم بالكفّ على الخدّين.

ولكن نتجمّل بالصبر الجميل، والهجر الفطين…
وفي القلب يقين أنّه يوجد عدل مبين، وأنّ الحقّ يظهر ولو بعد حين.

لا تحزن عندما تسمع همزهم ولمزهم

{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
واعلم أنّهم إنما يتحدثون عن سرّهم ونجواهم، وكذبهم وفحواهم، لأن بمثل ما يكيلون يُكال لهم:
{الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}.

كن على يقين أن ما بين العبد والعبد لا يُغفر،
أما ما بين الله وعبده فهو في مشيئته يغفره:
“ما بيني وبين عبدي أغفره من ذنوب، وما بين العبد والعبد لا أغفره، وعزّتي وجلالي لأنصرنّ العبد المظلوم ولو بعد حين”.

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.

عجبي!
أتظنّون أنّ الله غافل عمّا تعملون؟
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

واعلم أنّه يعلم من نمّك، وسبّك، وقال فيك ما ليس فيك، وخاصمك وافترى، وطلب من الناس أن يهجروك…
هذا طبع القلوب القاسية اللاهية.

فناجِ ربّك، واستنصره، ولا تقل إلا كما قال رب العباد:
{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
{إِنِّي أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.

فتذكّر أنّ فلانًا الذي كان خصمك،
سيقف بين يدي أعدل العادلين يوم لا ينفع مال ولا بنون.

فأهجرهم هجرًا جميلاً، وانتظر عدالة السماء،
وسلّم أمرك للباري، ليس بخاطرك، ولكنّه أمرٌ جباري.

آخر السطر

لا كبير مع الاستغفار…
ولا صغير مع الإصرار.
فَتُبْ واستغفر.

Leave A Reply