احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، صباح يوم السبت 27 دجنبر 2025، مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، تقدم بها الباحث محمد العباسي، بعنوان «القول المحكم في صيغة عقود الأصم الأبكم لأبي سالم العياشي (ت 1090هـ): دراسة وتحقيق»، وذلك بإشراف الأستاذ الدكتور محمد الحفظاوي.
وجرت المناقشة، بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين وطلبة من مختلف الأسلاك الجامعية، وتألفت لجنة المناقشة من الدكتور حسن قايدة رئيساً، والدكتور محمد الحفظاوي مشرفاً، وعضوية كل الأساتذة: الدكتور الحبيب عيادي، والدكتور متوكل لخلافة، والدكتور عمر الدريسي، والدكتور المهدي بريمي، والدكتور عبد العزيز ديدي، وهم من أساتذة التعليم العالي المتخصصين في مجالات الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية.
وافتتحت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ترحيبية لرئيس الجلسة، ثم كلمة الباحث عبّر فيها عن شكره وامتنانه لأستاذه المشرف وأعضاء لجنة المناقشة، كما توجه بالشكر لعائلته ولكافة الحاضرين من أساتذة وطلبة وباحثين. وقدم الباحث عرضاً مركزاً تناول فيه دوافع اختياره للموضوع، وإشكالاته العلمية، والمنهج المعتمد في دراسة النص وتحقيقه، مبرزاً القيمة العلمية للمخطوط وأهم النتائج التي توصل إليها.
من جهته، أبرز الأستاذ المشرف الإطار العام والخاص للأطروحة، منوهاً بجدية الباحث وأهمية العمل المنجز، قبل أن تتوالى تدخلات أعضاء لجنة المناقشة، الذين أجمعوا على أهمية الموضوع وراهنيته، لما يشكله من إضافة نوعية في مجال تحقيق التراث الفقهي السجلماسي، وإسهامه في إحياء قضايا مجتمعية ذات امتداد علمي واجتماعي. كما نوهت اللجنة بكون هذه الأطروحة تُعد أول عمل دكتوراه في شعبة الدراسات الإسلامية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية يُعنى بتحقيق مخطوط تراثي.
وتوقف أعضاء اللجنة عند عدد من القضايا المنهجية والعلمية، مقدمين ملاحظات بناءة همّت الجوانب الشكلية والعلمية، خاصة ما يتعلق بالتوثيق، والتعليق، والتحرير، وإبراز الإضافة العلمية للأطروحة. وقد تفاعل الباحث بإيجابية مع هذه الملاحظات، معبراً عن استعداده لاعتماد توجيهات اللجنة والاستفادة منها في تطوير عمله.
وفي ختام الجلسة، وبعد المداولة، قررت اللجنة العلمية بالإجماع منح الباحث محمد العباسي شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بميزة مشرف جداً. وقد مرت هذه المناقشة في أجواء علمية رصينة ومتميزة عكست حيوية البحث الأكاديمي بالمؤسسة، بحضور وازن من أساتذة وطلبة وباحثين ومهتمين، عكس المكانة التي صارت تحظى بها الدراسات الإسلامية والتحقيق للنصوص العلمية التراثية، داخل الكلية، مما أسهم في تعزيز إشعاعها الأكاديمي على المستويين الجهوي والوطني.
