تتهيأ مدينة جدة لاحتضان النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر 2025، في وقتٍ تتجه فيه الأنظار نحو الإنسان الذي يصنع التجربة بجهده وصبره قبل أن تتجه إلى المشهد الذي ترصده الكاميرات من السماء
في كل موسم حج تتجه كاميرات العالم نحو مكة المكرمة، وتغمر الشاشات صور الطائفين حول الكعبة، بحر من الرداء الأبيض يتحرك بإيمان واحد وملايين تتوحد في مقصدها، مشاهد تبعث الطمأنينة في القلوب غير أن الصورة الأعمق تكمن في التفاصيل التي لا تراها العدسات
هناك تبدأ الحكاية، مع الأيدي التي تمسك بكبار السن لتدلهم على الطريق، والمتطوعين الذين يقطعون المسافات ليقدّموا المساعدة، والممرضة السعودية التي تراقب بعينها حاجًا أرهقه التعب فتسارع إليه، والعامل الذي يواصل ليله بنظافة المكان ليستقبل القادمون نهارهم براحة وسكينة، مشاهد صغيرة تصنع الفرق وتشكل جوهر التجربة وروحها الحقيقية
يأتي الحجاج من أكثر من 180 دولة، يحملون معهم أمنياتهم وذكرياتهم وآمالهم الممتدة عبر الأجيال، يجدون في المملكة العربية السعودية منظومة متكاملة خُططت بعناية لتقدم لهم الرعاية والأمان والكرامة، منظومة لا تُدار بالأوامر بقدر ما تُدار بالإنسانية والإحساس بالمسؤولية تجاه ضيوف الرحمن
ويجسّد مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة، البعد الإنساني في الخدمة، إذ يجمع في مركز جدة سوبر دوم، غرب المملكة، نخبة من الخبراء والمتخصصين من مجالات النقل والرعاية الصحية والضيافة والتقنية، لتبادل المعرفة واستعراض التجارب التي تسهم في تطوير منظومة الحج والعمرة واستدامتها
ويمثل المؤتمر مساحة للتلاقي والتفكير المشترك بين صناع السياسات ومقدمي الخدمات ورواد التقنية والمبدعين في مجالات الإعلام والرواية، في مشهد يعكس روح التكامل التي تقوم عليها رؤية المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وتحويل الخدمة إلى ثقافة متأصلة في كل تفصيل من تفاصيلها
وفي عالم تتسارع فيه الأحداث وتتشعب فيه التحديات، يظل الحج في المملكة العربية السعودية تجربة إنسانية فريدة تجمع بين الإيمان والعمل، وتوحد القلوب على مقصد واحد، وتقدم للعالم مثالًا حيًا على العطاء والمسؤولية المشتركة
تلك هي القصة التي تستحق أن تُروى، القصة التي تعبّر عن رسالة وزارة الحج والعمرة، وعن التزام المملكة العربية السعودية بأن تبقى في مقدمة الدول التي تخدم الإنسان، وترسم بجهودها صورة مشرقة لأقدس رحلة على وجه الأرض
