•سيادة المدير العام…
بداية نشكركم ونثمن جهودكم المتواصلة لخدمة الثقافة العربية الاسلامية في السنغال ، بالإضافة إلى زياراتكم المتكررة في الزوايا الدينية والروابط والاتحادات الثقافية حقيقة مبادرة طيبة ومشكورة.
لكن الكثير من الٱمال والتطلعات لم تكن ملموسة لدى بعض المستعربين في أرض الواقع صراحة لماذا ؟
والجواب هو : أن شريحة من المستعربين كثرت أو قلت قدمت ٱراء وأفكار ومقترحات لمهامكم الملحوظ منذ عام ونصف تقريبًا ، لم يجن ثماره رغم ٱمالهم وترقبهم من سعادتكم نتائج ملموسة. بل لم يروا أنفسهم في كيفية تسيير المديرية نفسها إن جاز التعبير.
•سيادة المدير :
اسمح لي أن أرفع صوتي عاليا أصالة مني ونيابة عن زملائي المستعربين بدون تفرقة ، أقول لوجه الله ولا لمصلحة شخصية بل لمصلحة عامة.
كان المستعربون يعتقدون أن سيادتكم عندما تمسك بزمام هذه الإدارة ستتغير أوضاعهم أكثر من اللازم ليصبحوا أصحاب القرارات في الدوائر الحكومية الحالية ، لكن العكس حصل في نظر المستعربين الذين ضحوا أنفسهم من أجل إحياء لغة الضاد وتكبدوا مشقات ومتاعب من أجل الدفاع عن الحزب الحاكم (باستيف) منذ الوهلة الأولى، لمحاربة التهميش والإقصاء رافعين شعارا لا للتهميش دائما ، والذين استطاعوا أن يبرزوا الأدب الجديد و يتقطر دمائهم في مسامات جروح، وعانوا ماعانوا من سنوات عجاف وعقود طويلة !
والدليل على ذلك كونهم حملة الشهادات العربية كحديث الماضي، بيد أن المستعربين اليوم يحاولون فك تلك العقدة أمام المتفرنسين البيروقراطيين بوضعهم على قدم المساواة والمواطنة الحقة على نفس المنوال من ناحية.
والحاضر إن إنشاء هذه المديرية للشؤون الدينية من باب أولى أن تكون بمثابة وزارة أو مكاتب فرعية تابعة لها لصالح الشعب لجلب المثقفين باللغة العربية من إدماجهم في الوظائف المعينة تلبي احتياجاتهم ومجالاتهم أيضا.
يبدوا أن الأغلبية أو نصفها يشعرون بالتهميش ناهيك عن اشراك الكفاءات المطلوبة، بغض النظر عن أهمية التسمية عن هذه المديرية وحجمها في نظر المواطنين السنغاليين لعدم تقدير قضية المستعربين وهموهم في البلاد و…و…
•سيادة المدير :
بكل احترامي وتقديري لكم بناءً على ما سبق ذكرها من ثنايا هذه الرسالة المفتوحة الموجهة إلى سيادتكم الموقرة أن تكون في موضع اهتماماتكم كما نرجوا منكم فتح باب الترشحات لمناصب شاغرة للمستعربين بوضع النقاط على الحروف.
وكذلك عقد مؤتمرات واجتماعات وندوات مفتوحة لجميع شرائح المستعربين وقادة الفكر والرأي بما فيها من جمعيات وهيئات الخ…ليتدارسوا أوضاع المستعربين ككل مرورا بتاريخ تجربة المستعربين القدامى ونضالهم من الجيل الأول إلى الجيل الحالي لفتح منابر الحوار الجاد والمناصحة والاستشارة و..و…
•سيادة المدير :
كلنا نعرف أن دوركم رائد في مجال ريادة الأعمال والورشات فقط، ويبقى إدماج حملة الشهادات العربية في مجالاتهم طال الانتظار وأعط القوس باريه.
- سيادة المدير :
نثمن بجهودكم ومواقفكم المشرفة تجاه المستعرب السنغالي كعنصر هام لخدمة الثقافة الإسلامية واللغة العربية في بلده.
والمبذولة في إحياء الزيارات والمناسبات لزوايا دينية باعتبارها أولوية قبل كل شيء ،فقط نلمس نوعا من القصور والتدهور والنكوص في بعض جوانبكم وهي ضرورة فتح الفرص المتاحة لجل المستعربين بدلا من خيبة أمل!
وعلينا استغلالها استغلالا إيجابيا لخدمة البلاد ودفع عجلة التقدم إلى الأمام للتنمية والرخاء والازدهار ، وكذلك السعي إلى إيجاد حلول ناجحة لتحسين أوضاع المستعربين وإلا سنصبح (خبر كان) جميعا في خندق واحد .
وما أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله…
في الختام، أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مهمتكم، وندعوا الله أن يسدد خطاكم في سبيل المنفعة العامة.
أخوكم/الحاج عبد الله امبي باحث أكاديمي في العلوم السياسية