البروفيسور أحمد مختار امباو المدير العام الأسبق لليونسكو وأحد أبرز رموز التعليم والثقافة في العالم توفي عن عمر يناهز 103 سنة.
ولد في دكار، وتطوع في الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية، وخدم في فرنسا وشمال أفريقيا. بعد نهاية الحرب ، درس الجغرافيا في جامعة السوربون في باريس.
عمل في تدريس التاريخ والجغرافيا في السنغال، ثم تسلم إدارة التعليم الأساسي في الفترة من عام 1952 إلى عام 1957. وبعد أن شغل منصب وزير التربية والثقافة خلال فترة الحكم الذاتي الداخلي (1957-1958)، استقال لينخرط في النضال من أجل استقلال بلده. وبعد أن تم الحصول على الاستقلال، أصبح وزيراً للتربية (1966-1968)، ثم وزيراً للثقافة والشباب (1968-1970) ونائباً في الجمعية الوطنية. ثم انتُخب عضواً في المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 1966، وعُيّن مساعداً للمدير العام للتربية في عام 1970.
ثم شغل منصب المدير العام لليونسكو في عام 1974، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في عام 1980.
•-رئاسته لليونسكو
شهدت فترة تولي الدكتور أحمد مختار امبو منصب مدير عام منظمة اليونسكو (1974ـ 1987) نشاطا ثقافيا وفكريا واسعا.
وكان للدكتور امبو اسهام فكري وثقافي ملحوظ في مجالات عمل المنظمة وطرح مشاريع ثقافية
•تكريم عالمي للسنغالي مختار امبو في عيد ميلاده المئة :
تلقى السنغالي أحمد مختار مبو، المدير العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، يوم السبت 20 مارس 2021 ، تكريما من قادة ومثقفين في إفريقيا والعالم خلال حفل في متحف الحضارات السود في دكار بمناسبة عيد ميلاده المئوية.
ولد مختار مبو في 21 مارس 1921 في دكار، وكان أول إفريقي يتولى رئاسة هيئة تابعة للأمم المتحدة وهي اليونسكو من 1974 إلى 1987.
وخلال حفل التكريم، قال مختار امبو الذي وضع كمامة «كونوا مخلصين لإفريقيا. كونوا أيضا مواطنين في العالم الواحد»، وأضاف أن «التطور يعني أننا أصبحنا متحدين وهذا التضامن يعني أن العدالة ستطبق على الجميع وأن عدم المساواة تختفي».
وأكد: «هذا كان كفاحي في اليونسكو».
كما أعرب المدير العام السابق لليونسكو عن تقديره الخالص لزوجته ريموند سيلفان امباو ، التي كانت بجانبه منذ 70 عامًا.
“التقيت بزوجتي في باريس ، في جامعة السوربون. كانت طالبة متميزة . مررنا بعضنا البعض في مدرجات السوربون. ومنذ ذلك الحين ، كنا معًا وظلت بجانبي لمدة 70 عامًا، حفظها الله وأمدها بالصحة والعافية ”.
وكان مختار امبو وزير التربية والثقافة والشباب والرياضة (1957-1958) في الحكومة السنغالية التي انبثقت عن القانون الإطار (أنشأ دولًا تتمتع بحكم ذاتي في غرب إفريقيا)، وأصبح بعد الاستقلال ولثماني سنوات معارضا للرئيس ليوبولد سيدار سنغور، قبل أن يتولى حقيبة التربية في الحكومة (1968-1970).
وقال الرئيس السنغالي الأسبق ماكي صال عبر الفيديو، خلال حفل تم بثه مباشرة على التلفزيون السنغالي، إن أحمد مختار مبو «رجل فكر وعمل وكان قادرا على تحقيق التوقعات العالية لمعاصريه من أجل عالم أكثر عدلا وإنصافا».
وأشاد الرئيس المالي السابق والرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري الموجود في دكار «برجل إفريقي عظيم.. مواطن أفريقي.. مواطن عالمي».
وتليت أمام الجمهور رسائل من العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيسي بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري والنيجر محمد إيسوفو.
كما تابع الجمهور عبر الفيديو رسائل من شخصيات من عالم الثقافة والسياسة مثل الكاتب النيجيري الحائز على جائزة نوبل وولي سوينكا، والمديرة العامة الحالية لليونسكو أودري أزولاي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، والرئيس السابق للرأس الأخضر بيدرو بيريس.
وللتذكير، فقد نظم الاحتفال لعيد ميلاد الرجل المئوي العملاق السيد أمادو مختار امباو في متحف الحضارات السوداء في دكار أمام العديد من الضيوف، وبحضور الوزير المكلف لمراقبة الخطة السنغال الناشئة عبد الكريم فوفانا.
•تكريم ٱخر لشخصية مثالية
أقيم صباح يوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2025 حفل تكريم ٱخر لشخصية البروفيسور أحمد مختار امباو بإشراف تام من وزارة التربية الوطنية .
وحضر حفل التكريم المنعقد في قاعة المحاضرات ”عبدو جوف“ بمدينة جامنياجو شخصيات بارزة أبرزها رئيس الجمهورية الحالي بشير جوماي جاخار فاي رفقة رئيس البرلمان الحاج مالك انجاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو إلى جانب شخصيات سياسية وثقافية.
و بدوره، أشاد الرئيس السنغالي بشير جوماي فاي خلال حفل التكريم بالبروفيسور محتار امباو ، موضحا أنه أحد أبرز رموز أمتنا، جندي الحرية، ومعلم المعرفة، ورائد الإنسانية الأفريقية.
كما ذكر في تغريدة نشرها على منصة X :
” يعتبر البروفيسور أحمد مختار امباو إبنا للمدرسة القرآنية (الدارات) ومتخرجا أيضا من النظام التعليمي السنغالي ، حيث جمع حكمة تقاليدنا مع صرامة العلم الحديث.
من المقاومة إلى اليونسكو، حمل صوت أفريقيا التي صمدت، شامخة، كريمة، ذات سيادة روحية.
إن عمله يُنير مدارسنا، ويُلهم شبابنا، ويُذكرنا
بأن المعرفة والإيمان والحقيقة هي أسس السنغال التي نبنيها: متعلمة، ذات سيادة، عادلة، ومزدهرة“ .
جدير بالذكر، أن الحفل تميز بعرض فيلم خاص لمسيرة البروفيسور مختار امباو مع استعراض أهم انجازاته خلال ترأسته منظمة اليونيسكو، وانخراطه سابقا في الجيش الفرنسي، إلى كونه وزيرا للتربية الوطنية وذلك تكريما و ترميزا لمثاليته في الوطنية .