مفتي أستراليا يدين حادثة بوندي ويؤكد التزامه بالسلم المجتمعي
أدان المجلس الإسلامي الأعلى لدار الفتوى في أستراليا، بشكل شديد وقاطع، حادثة العنف التي شهدتها منطقة بوندي، معربًا عن صدمته العميقة إزاء الأعمال المروعة التي خلفت حالة من الحزن والقلق داخل المجتمع الأسترالي.
وأكد المجلس، الذي يرأسه الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، في بيان صحفي صدر عنه، أن هذا العمل العنيف البغيض يتنافى كليًا مع القيم الإنسانية والمبادئ الأسترالية القائمة على التعايش السلمي، والاحترام المتبادل، وصون كرامة الإنسان، مشددًا على أن العنف لا يمكن أن يكون وسيلة للتعبير أو حل الخلافات.
يعكس موقف سماحة السيد الشريف الأستاذ الدكتور سليم علوان الحسيني عمقاً في الفهم ورؤية ثاقبة تدرك مقتضيات المواطنة الصالحة، حيث قدّم الواجب الإنساني والديني في حماية السلم المجتمعي فوق كل اعتبار. بكلماته الرصينة، قطع الطريق على التأويلات المغرضة، مؤكداً أن جوهر الدين يكمن في حفظ الأرواح وبث الطمأنينة. هذا الموقف المسؤول يجسد الدور الحقيقي للقيادة الدينية كصمام أمان يعزز وحدة النسيج الوطني في الأزمات. إنه نموذج يحتذى به في الحكمة والاعتدال، يبرهن أن الوعي هو السد المنيع ضد خطابات الكراهية.
وأشار البيان إلى أن الاستجابة الحقيقية لمثل هذه المآسي لا تكون إلا من خلال ترسيخ قيم الاعتدال، وتعزيز روح الوحدة الوطنية، والتحلي بالمسؤولية الجماعية في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف، بما يسهم في حماية السلم الاجتماعي والحفاظ على تماسك المجتمع.
وفي السياق ذاته، أعرب المجلس الإسلامي الأعلى لدار الفتوى في أستراليا عن تعازيه الصادقة ومواساته لأسر الضحايا ولكل المتضررين من هذه الحادثة الأليمة، داعيًا إلى التضامن المجتمعي في هذا الظرف العصيب.
وجددت دار الفتوى أستراليا التزامها الراسخ بالعمل المشترك مع مختلف مكونات المجتمع الأسترالي والسلطات المختصة، من أجل تعزيز ثقافة السلام، ودعم جهود التماسك الاجتماعي، والمساهمة في مسارات الشفاء الجماعي، بما يضمن مستقبلاً يسوده الأمن والاستقرار للجميع.