نعيش في عالم مظلم يكثر فيه التحفيزات الخارجية، وهذه التحفيزات تنتهي إلى دوافع سيكولوجية فردية، فعلماء النفس البشري يؤكدون أن الإنسان يتأثر في محيطه الاجتماعي ويؤثر فيه، وقد تكون هذه التأثيرات إيجابية ومن جهة أخرى سلبية.
بعض البشر خلقوا بطاقات قوية تسمح لهم على أخذ قرارات ناجحة في مستقبل حياتهم، والبعض الآخر جبلوا على الضعف يهيمن عليهم كل ما يغلب على محيطهم، ولأجل ذلك يجب على المربي أن يوقظ الطاقات الخفية وينميها كي لا يسقط الشبل في مهاوي الضغط الاجتماعي، فبتطوير هذه النار المشتعلة يصبح متمكنا على تجاوز العقبات وكسر القيود التي تقف ضد نجاحه.
وفي شعبنا السنغالي يهمل جل الأولياء على تربية أطفالهم في تطوير ما بداخلهم وجعلهم يشعرون بوجودهم ولا يتمركزون على تأثيرات خارجية بحتة، فجل الشباب اليوم لا يستطيعون التمسك على زمام حياتهم وقيادته إلى النهج الصحيح، وذلك ما حملهم على الفشل في أخذ قرارات.
نأخذ أمثلة في الحصول على العمل في وقت مبكر بعيدا
عن التلاصق الجامعي العمي بدون وضع برامج لتحديد المستقبل، فالشباب يقضون سنوات عديدة في الجامعات ولا يجدون أعمالا مناسبة بعد التخرج، لأجل أنهم لم يخططون فيما يريدون أن يصبحوا عليه، والبعض الآخر يستهين من بعض الوظائف حتى تفوتهم الفرص المتاحة.
وفي الجانب الاستهلاكي نرى أن الفتيات أكثر بزخا واتلافا للأموال يرتكبن حماقات في الإنفاق، وما يحيلهن إلى ذلك إلا الاقتداء بالمشاهدات لما في مواقع التواصل، فالبعض منهمن تفضل التباهي على قضاء حاجاته الأساسية، وإذا استقبلنا إلى عطلة اجتماعية يتسابقن في الشراء، ويوصلهن إلى بيع كراماتهن على حساب الرغبات اليومية، وهذا مما قلل نسبة العفة والقناعة فيهن، قد تتحير وتتعجب في حالهن في هذه الآونة لما هن فيه من التعبد للأموال والتذلل والتملق لأجل الحصاد على الحاجات في العيد، ألا يعرفن أن العطلة أيام قليلة وستنتهي عما قريب، ويبقى اللوم والعتاب.
وسبب هذه الأزمة يرجع إلى الضغوط الإجتماعية ومما يعانون بها من الإهانة والسخرية، لذا يجب تكوين الأجيال على المستوى الفكري والغرس فيهم روح القناعة وشيم الكرامة في في إمتلاك القليل والعيش به قدر الإمكان.
ومن تلك الضغوط المنافسات العائلية في البيوت، لذا يجب على كل ولي أمر أن يقوم ببناء منزل ليستقل عن تلك المنافسات العائلية في الأعياد، فبعض الأولاد يتفاخرون على أقرانهم في الكبش الضخم الذي اشتراه والدهم على من لا يملك القدر اللازم لشراء مثله، وبعض النساء يتفخارن على القرينات في المنزل على أثوب وجدنها، ومن هنا تبدأ نار العداوة تتولد روح المحبة والوئام تنطفئ فتصبح البيوت جحيما على أهلها.
فالقرار الناجح في بيئاتنا اليوم الانفراد وتكوين أسرة ناضجة قانعة راضية بما أعطي من الرزق، ومن أجل ذلك تسطيع تربية الأولاد على الطريق السليم.
وإن قلنا الانفراد هنا لا يعني الفردانية، ولا ينافي مع التمسك بالعائلات، بل يساعد على حفظ الأمن والإستقرار فيها، لأن الاشتراك في المنافع مما يسبب في الخلافات وقد تنتهي إلى قطع الصلات العريقة داخل بيت واحد، فأن تكون في بيتك وحدك مع من ستسطيع تربيتهم تربية صحيحة أفضل من أن تشارك من لا تملك الولاء التام عليهم و يؤثرون على من تربي ويفسدون كلما تبنيه بطاقتك.
أحمد بمب جوب طالب في جامعة شيخ أنت جوب، طالب في جامعة القرآن العالمية، طالب في جامعة شيخ أحمد الخديم، معلم اللغة العربية في أكاديمية جربيل.
حرر ببطل ٢٣/مايو/٢٠٢٥م