وقفة عن مسيرة القاضي مصطفى كاه الرئيس الجديد للمكتب الوطني لمكافحة الاحتيال والفساد(OFNAC) ؟

0

عُيّن السيد مصطفى كاه القاضي والمدافع البارز عن حقوق الإنسان، رئيسًا للمكتب الوطني لمكافحة الاحتيال والفساد (OFNAC). يُتوّج هذا التعيين مسيرة مهنية حافلة بخبرة قانونية راسخة، ومسيرة إدارية متميزة، وتجارب صقلته كرجل دولة.

حاصل على درجة الماجستير في قانون الأعمال من جامعة شيخ أنت جوب بدكار عام 1996 ، والتحق بمركز التدريب القضائي عام 1997 ، وأصبح قاضيًا عام 1999، بدأت مسيرته المهنية في المحاكم السنغالية، حيث اكتسب خبرة قيّمة في التعامل مع القضايا الجنائية والإدارية.

بعد ذلك، عُيّن مصطفى كاه لتولي مسؤوليات قيادية في الإدارة. عُهد إليه بإدارة حقوق الإنسان، وهي هيئة استراتيجية مسؤولة عن رصد التزامات السنغال الدولية. في هذا المنصب، تعامل مع قضايا حساسة تتعلق بالحريات المدنية، ومنع التعذيب، وتوصيات لجان الأمم المتحدة. وقد جعله إتقانه للآليات القانونية الدولية شخصيةً محترمةً في الأوساط المتخصصة.

ومع ذلك، لم تخلُ مسيرته المهنية من لحظاتٍ مضطربة. ففي عام 2019 ، أُقيل السيد مصطفى كاه من منصبه إثر تصريحاتٍ أدلى بها خلال جلسةٍ للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشأن إعادة تأهيل السياسي كريم واد قضائيًا. وقد أدت هذه القضية، التي حظيت بتغطيةٍ إعلاميةٍ واسعة، إلى استدعاءءه من طرف وزير العدل واتخاذ إجراءاتٍ تأديبيةٍ فورية. ولم تُقلل هذه الحادثة من مكانته، بل سلّط الضوء على انخراطه في قضايا سياسيةٍ حساسةٍ ودوره في النقاشات الوطنية الرئيسية.

كما اتسمت مسيرته المهنية بقراراتٍ إداريةٍ أخرى، لا سيما عمليات النقل وإعادة التعيين المرتبطة بإعادة التنظيم الداخلي في وزارة العدل. وتُجسّد هذه القرارات مسارًا مهنيًا عاشه في قلب جهاز الدولة، حيث يكثر التحكيم المؤسسي وتتطور المسؤوليات وفقًا للأولويات السياسية الراهنة.

اليوم، تُعدّ عودته إلى منصب قيادي – رئاسة مكتب مكافحة الاحتيال والفساد (OFNAC) – اعترافًا بمهاراته التقنية وقدرته على إدارة مؤسسات رفيعة المستوى وذات متطلبات عالية. ومن المتوقع أن يُعزز السيد مصطفى كاه، على رأس هذه الهيئة المحورية في تعزيز السلوك الأخلاقي في الحياة العامة، آليات الشفافية، ويُنعش تحقيقات مكافحة الفساد، ويُرسي أسس الحوكمة المثالية.

إن خبرته المتراكمة، التي اتسمت بالخبرة والحزم، وتحمله ضغوطًا إدارية شديدة على تعيينه أهمية خاصة. تُجسّد مسيرة مصطفى كاه المهنية قصة قاضٍ مُلِمٍّ بالتحديات المؤسسية، وهو الآن مُدعوٌّ لتجسيد مرحلة جديدة في مكافحة الفساد في السنغال.

#دكارنيوز

Leave A Reply