السفير الإيراني لدى دكار حسن أصغري : ”نحن عازمون على حماية سيادتنا الوطنية“ .

0

في مقابلة صحفية مع صحيفة ”لوسولي“ أجري يوم الأحد 15 يونيو 2025 ، أدان سعادة السيد حسن أصغري ، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السنغال، الهجوم الإسرائيلي “الهمجي” و”غير القانوني” على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية. واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن هذا العدوان الوحشي على سيادة دولة يُشكل سابقة خطيرة على النظام الدولي، وعلى الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

•لوسولي : منذ يوم الجمعة 13 يونيو 2025 ، تتعرض بلادكم لهجوم عسكري إسرائيلي استهدف منشآت نووية وضباطًا رفيعي المستوى في الجيش. هل يمكنكم تقديم آخر المستجدات؟

•السفير حسن أصغري : منذ صباح يوم الجمعة 13 يونيو ، انتهك النظام الصهيوني وحدة أراضي إيران وسيادتها الوطنية بشن غارات جوية وهجمات صاروخية على عدة أحياء سكنية في طهران وعشرات المدن الأخرى، بالإضافة إلى بعض المواقع النووية. لقد أسفرت هذه الضربات عن مقتل مدنيين أبرياء، وكبار قادة الحرس الثوري، وعلماء متخصصين في الأبحاث النووية. بالإضافة إلى ذلك، قُتل مئات النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 300 امرأة وطفل ومسن. كما هاجم الجيش الإسرائيلي البنية التحتية الاقتصادية وقصفها. يُشكل هذا العدوان انتهاكًا واضحًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها، وخرقًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة.
أؤكد لكم أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بقوة على هذا العدوان من قِبل النظام الصهيوني، استنادًا إلى حق الدفاع عن النفس. كما أود أن أؤكد مجددًا أن بلادنا ملتزمة وعازمة على حماية سيادتها الوطنية وشعبها وأمنها، وهي مستعدة لممارسة حقها المشروع في الرد.

•لوسولي : برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الهجوم بالإشارة إلى التهديد الوجودي الذي تُشكله إيران المُجهزة بقنبلة نووية. ما رأيكم؟

•السفير حسن أصغري : لقد كانت هذه القضية محور سياسة بنيامين نتنياهو لعقدين من الزمن. من المهم أن ندرك أننا، مع نتنياهو، نواجه قائدًا خطيرًا يرفض العمل من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط. لقد بنى مسيرته السياسية على رواية التهديد النووي الإيراني الوشيك. لقد تجاوز كل الخطوط الحمراء في السياسة الدولية. أدت هذه السياسة العدوانية تجاه جيرانه إلى تدمير قطاع غزة، ومقتل مئات الصحفيين وعمال الإغاثة، وتدمير المستشفيات والمساجد. على مدار العشرين عامًا الماضية، احترمت إيران، وفقًا لجميع الهيئات الدولية – بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ستة عشر تقريرًا – التزاماتها. أكدت إيران تخليها عن الأسلحة النووية، وأصدر مرشدها الأعلى فتوى في هذا الشأن. نريد فقط تسخير هذه الطاقة النووية لتطوير صناعتنا وزراعتنا. يدّعي النظام الإسرائيلي أنه يهاجم إيران بسبب برنامجها النووي، بينما يمتلك هو نفسه ما يقرب من 200 رأس نووي، وهو ليس حتى عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي. لذلك، لا يملك أي شرعية في هذا العمل.

•لوسولي : صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة لم تشارك في هذا الهجوم الإسرائيلي، الذي يعتبرانه عملاً أحادي الجانب من جانب الدولة اليهودية. ما رأيكم في هذه التصريحات؟

•السفير حسن أصغري : في هذا الصدد، لا تتوقع الحكومة الإيرانية سوى أن تُظهر الولايات المتحدة حسن نيتها من خلال إدانة هذا العدوان على إيران ومنشآتها النووية. إن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة، بالتزامن مع محادثات السلام بين إيران والولايات المتحدة، يُثير بعض الحيرة.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تعرضت للهجوم في خضم مفاوضات مع الولايات المتحدة في عُمان. وقد عقدنا بالفعل خمس جولات من المحادثات غير المباشرة، بوساطة عُمانية، وكان من المقرر عقد الجولة السادسة اليوم الأحد 15 يونيو 2025) في مسقط عاصمة عُمان.
قام النظام الصهيوني، لمنع أي اتفاق، ولذلك شن هذا الهجوم العسكري الجباني، علاوة على ذلك، ندرك أن أعمال إسرائيل العدوانية ضد إيران ما كانت لتحدث لولا تنسيق أو موافقة ضمنية من الولايات المتحدة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل وقف هجماتها.

مع ذلك، لم نرصد أي هجمات تنطلق من قواعد أمريكية. ولهذا السبب لم نستهدف قواعد أمريكية في المنطقة. نأمل أن تكون الولايات المتحدة على دراية بعواقب هذا الهجوم، الذي قد يؤدي، في رأيي، إلى حرب عالمية ثالثة.

•لوسولي : يعتقد العديد من الخبراء أن حكومة نتنياهو شنت هذا الهجوم لصرف الانتباه عن صعوباتها الداخلية والوضع في قطاع غزة. هل تتفقون مع هذا التحليل؟

•السفير حسن أصغري : نتفق معه تمامًا. نحن نواجه نظامًا بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي قرر، في ظل معارضة داخلية – مع محاولة حل الكنيست ( البرلمان الإسرائيلي) – وصعوبات خطيرة في قطاع غزة، أن يُحدث تحولًا في مسار الأحداث بمهاجمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
يسعى نتنياهو من خلال هذا العدوان إلى إسكات المعارضة الداخلية. كان من المقرر إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، لكن نتنياهو، سعيًا منه للحفاظ على سلطته، شنّ هذا الهجوم، على أمل تجنب الانتخابات والنجاة من احتمال سجنه بسبب قضايا الفساد العديدة المرفوعة ضده. في قطاع غزة، يعجز عن تدمير حماس التي لا تزال تقاوم. وأمام هذه الصعوبات، قرر ارتكاب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني باستخدام قنابل الفوسفور والقنابل الخارقة للدروع، مما تسبب في مقتل 60 ألف مدني. وللأسف، عجزت المنظمات الدولية عن وقف هذه الآلة الحربية، مما أدى إلى هذا العدوان الجديد على إيران.

•لوسولي : ماذا تتوقعون من المجتمع الدولي في مواجهة هذا الهجوم الإسرائيلي؟

•السفير حسن أصغري : بصفتها عضوًا مؤسسًا في الأمم المتحدة، تأمل إيران أن تدين جميع دول العالم العدوان الإسرائيلي، الذي، في رأيي، يُشكّل سابقة خطيرة على النظام الدولي والأمن الإقليمي. علاوة على ذلك، أدانت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الكبرى هذا الهجوم الوحشي، كما أعربت عدة دول في المنطقة عن إدانتها. على الرغم من أن العديد من الدول الإسلامية قد ردّت بالفعل، فإننا نأمل أن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي موقفًا حازمًا يدين هذا الهجوم على إيران. ونتوقع من الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها لمنع مثل هذه الهجمات على السلم والأمن الدوليين.

•لوسولي : ما الذي تتمنونه للحكومة والشعب السنغاليين في هذه الأزمة؟

•السفير حسن أصغري : نُحيّي تضامن الشعب والمسؤولين السنغاليين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. لقد تلقيتُ العديد من رسائل الدعم من الشعب السنغالي الذي استنكر هذا العدوان من قِبل النظام الصهيوني.
علاوة على ذلك، تتمتع السنغال، وهي دولة تكون الغالبية بنسبة %95 من سكانها مسلمون وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، بمكانة خاصة في قلوب الإيرانيين. نأمل أن يصدر قريبًا رد رسمي من الحكومة السنغالية يدين علنًا هذا الهجوم البربري الذي شنّه النظام الصهيوني.

•لوسولي : هل تُفكّر إيران في إغلاق مضيق هرمز للضغط على الدول الغربية وإجبار إسرائيل على وقف عدوانها؟

•السفير حسن أصغري :
هدف هذا النظام الإجرامي هو مهاجمة المصالح الاقتصادية الإيرانية. أؤكد لكم أنه إذا استمر العدوان، فلا يُمكن استبعاد هذا الخيار. لدينا العديد من وسائل الرد، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. يُعد مضيق ”هرمز“ ممرًا بحريًا استراتيجيًا للعديد من دول المنطقة، وخاصةً لنقل الطاقة والمنتجات الغذائية. ونعمل حاليًا على ضمان الأمن في هذه المنطقة.

•لوسولي : هل هناك خطر تلوث إشعاعي في أعقاب الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية؟

•السفير حسن أصغري :
نولي أهمية كبيرة لأمن منشآتنا النووية. إن مهاجمة المنشآت النووية المدنية أمر غير قانوني تمامًا بموجب القانون الدولي. ولا يمتثل النظام الصهيوني لتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تحظر رسميًا أي هجوم على محطات الطاقة النووية. وقد أثار الهجوم على محطة نطنز مخاوف، لكن الأضرار لم تُسفر عن زيادة غير طبيعية في مستويات النشاط الإشعاعي أو تلوث إشعاعي. وحتى الآن، ضمنت فرقنا الفنية أمن هذه المواقع.

حاورها صحيفة لوسولي.
تعريب: أ.محمد الأمين غي

Leave A Reply