المستعربون في السنغال والحزب الحاكم ”باستيف“ خيبة أمل أم فرص متاحة..

0

بقلم / الأستاذ الدكتور محمد المختار جي
دكتور في الحضارة الإسلامية ؛ رئيس الجامعة الإسلامية بمنيوستا الأميركية فرع السنغال.

كان المثقفون بالثقافة العربية الإسلامية في السنغال يحملون الكثير من الٱمال على الحزب الحاكم (باستيف) بقيادة الزعيم السياسي عثمان سونكو ، ويعتقدون أن هذا الحزب عندما يمسك بزمام الحكم ستتغير أوضاعهم من حَسن إلى أحسن أو قُلْ من سَيِّء إلى حسن ، وقد يصبح بعضهم أصحاب قرارات في الحكم وسيأخذون حظهم من هذه الحكومة وسيجلسون على طاولة مجلس الوزراء ،فيصبحون وزاراء أوسفراء في الدول العربية ممثلين دولتهم في تلك البلاد التي درسوا فيها وعايشوا مع أهلها وعرفوا ثقافاتهم وعاداتهم .
وقد ضحى العديد من المستعربين إن جاز التعبير بحياتهم ومستقبلهم مؤيدين هذا الحزب -باستيف- أيام المعارضة فسُجن الكثير منهم كما طُرد بعضهم من وظائفهم بل لقي بعضهم حتفهم أثناء المظاهرات .
فناضلوا كل المناضلة كغيرهم من مناصري هذا الحزب الذي كان يقوده السياسي البطل عثمان سونكو وكانوا معه في كل صغيرة وكبيرة دفاعا عنه وعن أفكاره وآرائه ومواقفه في تغيير البلاد وقلب النظام الفاسد الذي ظل عقودا يحكم البلاد سابحا في بحر الفساد والمحسوبية ومهمشا المستعربين محاربا الثقافة العربية والاسلامية ، هذا التهميش والإقصاء الذي ورثوه من الاستعمار الفرنسي البغيض .
دافع أكثر المستعربين عن السيد عثمان سونكو وعن مشروعه الإصلاحي إيمانا واقتناعا على حدوث تغيير جذري للبلاد ولأوضاعهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
لكن يبدو أن الحزب الحاكم الذي كانوا يدافعون عنه أيام المعارضة ويتعاطفون معه ويدعمونه لم يتحرك لهم ولم يضع بعد أي حجرة أساسية لحل مشاكلهم وتحسين ظروفهم بل لم يفهم بعمق قضيتهم قضية الإستعراب ، وكنهها الحقيقي والثقافة العربية والإسلامية في السنغال أو لم يكن على وعي تام بهموم المثقفين بالثقافة العربية الاسلامية في السنغال وتطلعاتهم وطموحاتهم .
وخير دليل على ذلك إنشاء مديرية في حجمها الصغير تضم الشؤون الدينية وإدماج حملة الشهادات باللغة العربية في صندوق واحد ، وخلط بين ما هو رجال دين ورجال فكر وثقافة ، وهو سوء فهم أو عدم تقدير لقضية المستعربين وهمومهم في السنغال وما يمكن أن يقوموا بها من أدوار فكرية وحضارية وسياسية يمكن أن تساهم في تطوير شؤون الوطن .
فالمستعربون هم حملة شهادات وكفاءات ورجال علم وفكر وليسوا رجال دين فقط يعينون في المهمات الدينية كما يعتقد البعض، فهم مثققون متعلمون متخصصون فى كل المجالات العلمية والفكرية والثقافية يستطيعون أن يحتلوا كل وظيفة من وظائف الدولة ،ويمكن أن يلعبوا كل الأدوار لتطوير بلادهم إذا سمحت لهم الفرصة فيكونوا وزراء وقادة ومسؤولين ومديرين عامين في جميع القطاعات الثقافية والإدارية والاقتصادية ،
ولذلك فعلى هؤلاء أن يغيروا مفاهيم وتصوراتهم تجاه هذه الشريحة البالغة من الأهمية ويقوموا باستغلالها استغلالا إيجابيا يخدم البلد ويساهم فى تحقيق التنمية والازدهار .

Leave A Reply