المغرب.. الطريقة القادرية البودشيشية تُحيي ليلة الفتح المبين بحضور شيخها سيدي معاذ
شهدت العاصمة المغربية الرباط، مساء يوم السبت فاتح نونبر 2025، ليلة مشهودة من ليالي الفتح المبين، ولقاءً روحيا عظيما من لقاءات النصر والتمكين، حضره شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، سيدي معاذ حفظه الله، إلى جانب الآلاف من المريدين وعدد من الشخصيات والمحبّين. وتميز هذا الاجتماع بتلاوة المريدين للعديد من سلكات القرآن الكريم واللطيف، وأداء العديد من الأذكار والتوسلات، فرحين مستبشرين، وشاكرين مهنئين بمناسبة الحدث التاريخي العظيم الذي أكّد —بقرار أممي وبحسم دولي— أنَّ المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها؛ وهو إنجاز تحقق بفضل الدبلوماسية الرشيدة والرؤية المتبصّرة لمولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيد أمره.

وقد جاءت هذه الليلة المباركة استجابةً لنداء المحبّة الصادقة، وثباتا على المحجة البيضاء، ووفاءً للنفَس الربّاني الذي سارت عليه الطريقة عقودا طويلة، على يديْ شيخَيْها الجليلين سيدي حمزة وسيدي جمال، قدّس الله أرواحهما الطاهرة.
لم يصدر الإذنُ المبارك لعقد هذا اللقاء إلا ساعات معدودة، فقط قبل موعده، حتى هبت القلوب والأرواح على السواء، دونما حاجة إلى دعوة رسمية أو دعاية، دونما بلاغ أو استنفار، ودونما ترغيب أو ترهيب، لأنّ النداء تفجّر من عمق العهد الصادق الذي يسكن القلوب، ومن شُعلة الذكر التي لم تخمد يوما في صدور المريدين.
لم يكن اجتماع القلوب في هذه الليلة للتفاخر بالجموع، أو للتباهي بكثرة الحضور، بل لتجديد العهد مع الله ومع الطريق، عهدَ السير على المحبّة والصدق والتجرّد، وعهدَ الصحبة الصادقة لشيخِها سيدي معاذ، الذي ثبت بالمشافهة والمعاينة أنه الحاملُ لسرِّ الطريقة وروحِها، والمأذونُ الصادقُ في استمرار مسارها وسلوكها.
بهذا اللقاء المبارك، أكّد المريدون تشبّثهم بالنهج القادري البودشيشي الأصيل، القائم على الذكر والمحبة والخدمة، في ظلّ الرعاية المولوية السامية، وفي طاعةٍ تامّة لأمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين، نصره الله وأيد أمره.