خطاب الشيخ أبوبكر سي منصور الخليفة العام للطريقة التيجانية بمناسبة فعاليات الزيارة العامة في تيواون.

خطاب الشيخ أبوبكر سي منصور الخليفة العام للطريقة التيجانية، ألقاه الدكتور باب مختار كيبي نيابة عنه في المناسبة الرسمية للزيارة العامة في

الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، والصلاة والسلام على من بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.

أيها الإخوة والأخوات،

أوصيكم ونفسي المقصرة أولاً بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: “ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله”.

في هذا اللقاء المبارك، أود أن أوجه رسائل هامة إلى أبناء هذا الوطن العزيز، وإلى الحكومة الموقرة، وإلى شبابنا وبناتنا، وإلى كل فرد في هذا المجتمع المسلم الكريم.

أولاً، أدعو الجميع إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية، فهي أساس كل نهضة، وعماد كل مجتمع صالح. علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا قيم الصدق، والأمانة، والحياء، والرحمة، والتواضع، وأن نجتنب الزور، والربا، والزنا، وكل ما يغضب الله.

وأوجه رسالتي إلى الحكومة السنغالية الموقرة: إن من واجبها مراقبة المناهج الدراسية، والعمل على تطويرها بما يتماشى مع هوية هذا الشعب المسلم، وبما يخدم متطلبات سوق العمل، ويساعد الطلاب على نيل فرصٍ حقيقية بعد التخرج.

كما أدعو إلى دعم الشباب، وتوجيههم إلى الزواج، فهو أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، وأفضل سبيل لبناء الأسر المستقرة والمجتمعات القوية. وأحذر من ظاهرة الطلاق، التي باتت تنتشر في أوساط مجتمعنا، فإن لها عواقب وخيمة على الأسرة والأبناء والمجتمع، وأدعو الجميع إلى اجتنابها والسعي إلى الإصلاح والتفاهم قبل التفريق.

أيها المتزوجون، اعلموا أن الحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة، فعلى الزوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يؤدي حقها، وعلى الزوجة أن تحترم زوجها وتطيعه بالمعروف، فبذلك تستقيم الحياة، وتدوم السعادة.

وأذكّركم بحقوق المرأة، التي أمرنا الإسلام بحمايتها، فلا يجوز ظلمها أو سلبها حقها في الزواج أو الإرث أو الرأي، فالمرأة شريكة في بناء المجتمع، ولها كرامتها ومكانتها.

كما أذكّركم بحقوق اليتيم، فإياكم وأكل أموال اليتامى، فقد قال تعالى: “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً”. فالله توعد من يظلم اليتيم بعذاب أليم.

وأختم بتحذير شديد من آفة الرشوة، فإنها تدمر القيم، وتهدم اقتصاد الدولة، وتنشر الظلم والفساد. فلنتقِ الله، ولنجتنب الرشوة بكل أشكالها، فهي داء عضال يجب استئصاله.

نسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير للبلاد والعباد، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.