دكار : افتتاح مشاورات حول الإعلام و الرقمنة في السنغال وسط مشاركة فعالية للفاعلين في قطاع الإعلام الناطق بالعربية .
نظّمت وزارة الاتصال والاتصالات والرقمنة في السنغال، يومًا تشاوريًا هامًا جمع نخبة من الفاعلين في قطاع الإعلام والاتصال، وذلك في إطار جهود الدولة لتعزيز الحوار الوطني وبحث السبل الكفيلة بتطوير هذا القطاع الحيوي، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.

انطلقت الجلسة الافتتاحية في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة صباحًا، وسط حضور نوعي من مختلف أطياف القطاع الإعلامي، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الرسمية والشركات التكنولوجية والمجتمع المدني.
افتتح مقدم الجلسة بمحاولة تعريف مصطلح “المشاورة” في اللغة الولوفية، أنها كلمة مشتقة من Wax Tan يعني يتم الاختيار بعد المشاورة والتنقية، ويليه ترحيب الجمهور في هذا اللقاء التشاوري الذي بدأ أعماله صباح اليوم في فندق NOOM الذي كان يحمل راديسون سابقا.
🛑كلمة العميد أبابكر نويل
ألقى العميد أبابكر نويل، أحد أبرز رموز الصحافة في السنغال، كلمة قوية تناول فيها دور الإعلام في بناء الوعي المجتمعي، مؤكدًا على ضرورة الاعتماد على الحقائق والمصادر الموثوقة، والابتعاد عن الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تُسيء إلى سمعة الإعلام وتُضر بالمجتمع.
ودعا نويل الصحفيين والإعلاميين إلى التمسك بأخلاقيات المهنة، ومراعاة المسؤولية الاجتماعية في العمل الإعلامي. كما أعرب عن شكره وامتنانه لوزارة الاتصال على تنظيم هذا اليوم الهام، الذي يتيح فرصة للحوار الجاد بين كافة الفاعلين.
🛑مساهمة روحية من الشيخ أحمد سالم جينغ

وفي افتتاح البرنامج، تشرّف الرجل الديني المعروف بالشيخ أحمد سالم جينغ بتقديم الدعاء لأجل نجاح اللقاء، مشيدًا بهذه المبادرة التي تأتي تماشيًا مع توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد بشير جوماي فاي، الداعية إلى تعزيز التشاور الوطني.
كما عبّر الشيخ عن تقديره لحضور كافة المكونات الإعلامية والمجتمعية، وخاصة الصحفيين الناطقين بالعربية، معتبرًا ذلك مؤشرًا إيجابيًا على انفتاح الدولة على التعددية اللغوية والثقافية.
مشاركة شركة METTA (واتساب وفيسبوك)
وفي كلمة تمثل قطاع التكنولوجيا، ألقت السيدة بال بالسيسا، مديرة قسم الشراكات بشركة METTA (المالكة لتطبيقي واتساب وفيسبوك)، كلمة ترحيبية بالحضور، شدّدت فيها على أهمية تعزيز الجهود التشاورية بين القطاعين العام والخاص من أجل تطوير قطاع الاتصالات.
وأكدت السيدة بال على أهمية تدريب الشباب والمجتمعات المحلية على المهارات الرقمية، معتبرة أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت أداة أساسية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت إلى أن شركتهم قامت بتدريب آلاف السنغاليين على استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، مما يعكس التزامهم بالمساهمة في النهوض بالمجتمع السنغالي عبر التحول الرقمي.
🛑كلمة الجمعية الوطنية

كما ألقى النائب علي سين كلمة باسم رئيس الجمعية الوطنية الحاج مالك انجاي، عبّر فيها عن شكره للجهات المنظمة ولكافة المشاركين في هذا اللقاء، مؤكدًا أن “التشاور الإعلامي” يُعد ركيزة أساسية لبناء ديمقراطية متوازنة.
واستشهد النائب بمقولة شهيرة للمفكر هامباتي با:“وفاة كبير في المجتمع تعادل احتراق مكتبة كاملة”،في إشارة إلى قيمة الحضور من الشخصيات الإعلامية المخضرمة في اللقاء.
وقارن النائب بين واقع الصحافة قبل ثلاثين عامًا والوضع الحالي، ملاحظًا التحول الكبير الذي طرأ على المشهد الإعلامي، حيث لم تكن ظاهرة “المشاهير الإعلاميين” موجودة في السابق، لكن تأثيرهم اليوم بات واضحًا في الرأي العام.
🛑كلمة ممثل وزارة الاتصال – حبيب جاه
في لحظة مفصلية من تطور قطاع الاتصال في السنغال، انطلقت الأيام التشاورية حول قطاع الاتصال، بافتتاح رسمي قام به السيد حبيب ديا، مدير الاتصال وممثل وزير الاتصال والاتصالات والتقنيات الرقمية.
وفي كلمته أمام نخبة واسعة من الفاعلين، ضمّت ممثلين مؤسساتيين، محترفين في وسائل الإعلام، أكاديميين، أعضاء من المجتمع المدني، فنانين وصنّاع محتوى، ثمّن حبيب ديا هذا الالتفاف الجماعي حول موضوع مركزي يحمل عنوان:
“سلامة المعلومات، التنظيم، الحوكمة الاقتصادية، والأمن السيبراني”.
وأكد قائلاً:
“هذا الإطار الشامل، الشفاف، والموجّه نحو المستقبل، يمثل لحظة قوية للتفكير الجريء والبعيد عن التابوهات”،
داعيًا إلى بناء مشترك للحلول في مواجهة التحولات العميقة التي يشهدها القطاع.
وأشار مدير الاتصال إلى أن القطاع اليوم يقف عند مفترق طرق، في ظل تحولات كبرى فرضتها الثورة الرقمية، وتوسّع حرية التعبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور الذكاء الاصطناعي.
وهي تحولات، رغم ما تحمله من فرص هائلة، تثير تحديات جوهرية تتعلق بـ:
-حماية سلامة المعلومات،
-تحديث آليات التنظيم والحوكمة،
-ومواجهة تصاعد التأثير الإعلامي الأجنبي.
🛑جدول الأعمال
تتضمّن هذه الأيام التشاورية ورشات عمل، ولجان نقاش، وجلسات حوارية يتم خلالها عرض ومناقشة عدة مسودات قوانين، من بينها:
-مشروع قانون يُحدّد مهام الهيئة التنظيمية المستقبلية للقطاع،ومسودة قانون جديد للإعلانات.
كما ستُناقش قضايا هيكلية أخرى، مثل:
-تنظيم القنوات الرقمية (WebTV)،
-الرقابة على المحتويات السمعية البصرية،
-ودور صنّاع المحتوى في الفضاء الرقمي السنغالي.
كما أعلن أن الهدف واضح وصريح:
إعادة تأكيد السيادة المعلوماتية للسنغال، مع العمل على تحديث الإطار القانوني والمؤسسي للقطاع، بما يواكب التحوّلات العميقة التي تمر بها المجتمع السنغالي في العصر الرقمي.

جدير بالذكر ، إلى أن السيد حسين لي، مستشار رئيس الجمهورية والوزير المكلّف بالاتصالات الرقمية في القصر الرئاسي، كان من بين الحضور الرسمي خلال افتتاح الأيام التشاورية.
وشهدت التشاورات حضور شخصيات بارزة من الفاعلين في قطاع الإعلام الناطق بالعربية في السنغال ممثلين بمواقع عربية في البلاد ، كما شهد حضور رئيس شبكة الصحافة الناطقة بالعربية في السنغال 🇸🇳.

تقرير / الإعلامي محمد الأمين سيسه