دكار : سفارة السودان تسلط الضوء على الجرائم الإرهابية والإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ….

0

•دكارنيوز : انعقد صباح يوم الخميس 6 نوفمبر 2025 بمقر سفارة جمهورية السودان لدى جمهورية السنغال في دكار مؤتمرٌ صحفي نظمته السفارة لتسليط الضوء على الجرائم الإرهابية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غرب السودان.

وقد بدأ المؤتمر في تمام الساعة العاشرة وخمسين دقيقة صباحًا بحضور عدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى جانب شخصيات دبلوماسية وإعلامية.

افتتح اللقاء الأستاذ عبد الحفيظ محمود مستشار السفير مرحبًا بالحضور ومؤكدًا على أهمية هذا المؤتمر في كشف الحقائق للرأي العام، ثم قدّم سعادة السفير عبدالغني النعيم عوض الكريم عبد الله سفير جمهورية السودان لدى جمهورية السنغال عرضا شاملا للأحداث عبّر في بداية كلمته عن شكره العميق للصحفيين على تلبية الدعوة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام المحلية والدولية في كشف الحقيقة عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني.

وأكد السفير السوداني لدى دكار في كلمته أن ما يحدث في مدينة الفاشر هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تمارسها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد المدنيين العزّل، موضحًا أن الجيش السوداني هو الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن حماية الوطن والمواطنين، بينما تمارس الميليشيا المدعومة من الإمارات العربية المتحدة أعمال قتل ونهب واغتصاب وتدمير للبنية التحتية، مستعينة بمرتزقة جُلبوا من دول عدة بينها كولومبيا وبعض الدول الإفريقية.

وأوضح السفير أن الحكومة السودانية حاولت منذ عام 2019 دمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني كما هو معمول به في كل دول العالم، غير أن قيادة هذه القوات رفضت ذلك، وفي 15 أبريل 2023 حاولت تنفيذ انقلاب فاشل ضد الدولة، لتشن بعدها حربًا واسعة ضد الشعب السوداني، استهدفت المدنيين في العاصمة السودانية الخرطوم و في الولايات كافة، وخاصة في دارفور.

وأضاف أن الميليشيا ارتكبت انتهاكات مروعة شملت القتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب وتجنيد الأطفال وتدمير المستشفيات والمدارس ومصادر المياه والكهرباء، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وإحراق المزارع والقرى. كما فرضت حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر استمر أكثر من خمسمائة يوم، منعت خلاله دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ووقوع أكثر من مئتي هجوم على سكان المدينة.

وأشار السفير إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر القرار رقم 2736 في 13 يونيو 2024 مطالبًا الميليشيا بإنهاء حصارها للفاشر، إلا أنها تجاهلت القرار واستمرت في جرائمها، وسط صمت دولي مؤسف. واعتبر أن ما يجري هو محاولة لتدمير السودان ونهب موارده والسيطرة على موقعه الاستراتيجي وثرواته المعدنية والزراعية.

ودعا السفير المجتمع الدولي إلى الضغط على دولة الإمارات العربية المتحدة لوقف دعمها وتمويلها لميليشيا الدعم السريع، وتصنيف هذه الميليشيا كمنظمة إرهابية، ومحاسبة قادتها أمام العدالة الدولية على ما ارتكبوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما دعا إلى دعم الحكومة السودانية الشرعية في جهودها الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ خارطة الطريق الوطنية نحو السلام.

وأكد أن خارطة الطريق التي أعدتها الحكومة السودانية تقوم على وقف إطلاق النار ووضع السلاح فورًا، والدخول في مرحلة انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة، وعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم بأمان، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب واستئناف الخدمات الأساسية.

كما عبّر السفير عن تقديره الكبير لمواقف جمهورية السنغال الشقيقة حكومةً وشعبًا، مثمنًا دعمها المستمر للسودان وموقفها المبدئي الداعم لوحدة أراضيه وسيادته، مشيدًا بمواقف فخامة الرئيس بشير جوماي فاي الذي عبّر عن تضامن بلاده مع الشعب السوداني في محنته.

واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن الشعب السوداني لن يقبل بأي حكومة مفروضة من الخارج ولن يسمح بسرقة موارده أو المساس بسيادته، وأنه سيظل صامدًا مدافعًا عن أرضه ووطنه وكرامته. كما جدّد نداءه للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الجرائم في السودان ومحاسبة مرتكبيها، مشيرًا إلى أن السودان متمسك بخيار السلام والحرية والعدالة، ويسعى لإعادة بناء الدولة على أسس وطنية راسخة تحفظ كرامة المواطنين ووحدة البلاد.

وفي ختام المؤتمر أجاب السفير عن أسئلة الصحفيين التي تناولت أسباب فشل دمج الدعم السريع في الجيش الوطني ومسؤولية المجتمع الدولي تجاه ما يجري في دارفور، مؤكدًا أن السودان سيواصل مقاومته للإرهاب بكل الوسائل المشروعة إلى أن يعمّ السلام في البلاد.

تقرير : محمد الأمين سيسي

Leave A Reply