شيخ انياغ رئيسا للديبلوماسية السنغالية : مهمة جديدة لتعزيز إشعاع السنغال الدولي.

0

منذ أكثر من ثلاثة عقود، خطَّ السيد الشيخ انياغ مسيرة دبلوماسية فريدة جعلته واحدًا من أبرز الوجوه في السلك الدبلوماسي السنغالي والعالمي. فالرجل معروف بعمق خبرته وحكمته الهادئة، استطاع أن يجمع بين خدمة الوطن في الداخل ورفع رايته في الخارج.

انخرط السيدة شيخ انياغ إلى وزارة الشؤون الخارجية عام 1993، حيث عُيّن أولًا رئيسًا لقسم إفريقيا مكلفًا بمتابعة شؤون القارة وتحليل مساراتها السياسية. ثم سرعان ما ارتقى في المسؤوليات ليصبح مستشارا دبلوماسيًا لدى رئاسة الجمهورية ما بين 1995 و2001، مكرسًا خبرته لمتابعة الملفات الحساسة في وقت كانت السنغال ترسم مكانتها في الإقليم.

برز انياغ كوجه مألوف في الأمم المتحدة عندما عمل مستشارًا سياسيًا بالبعثة الدائمة للسنغال بين 2001 و 2006، حيث تولّى ملفات معقدة كحقوق الإنسان ومكافحة انتشار الأسلحة وعمليات حفظ السلام.


ثم عُيّن قنصلًا عامًا في نيويورك (2006–2010) ليتكفل بالجالية السنغالية، ويُشرف على مشاركتها في الاستحقاقات الوطنية. بعد ذلك حملته المناصب إلى جنوب إفريقيا (2010–2012) والولايات المتحدة (2012–2014) واليابان (2014–2018)، حيث مثّل السنغال أمام قوى اقتصادية كبرى، وعمل على تطوير علاقات ممتازة مع أكثر من عشر دول عبر أربع قارات.
ومنذ عام 2018، تولّى منصب المندوب الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة، ليصبح أحد أبرز الأصوات الإفريقية في قلب النظام الأممي.

لم يكتف السيد انياغ بالدبلوماسية الرسمية، بل قدّم إسهامًا فكريًا مهمًا من خلال كتابه ”تأملات دبلوماسية في تحديات القارة: السعي نحو القمم“، الذي دعا فيه إلى أن تتحوّل إفريقيا من ”أرض فرص“ إلى ”فاعل مؤثر“ وصاحب مبادرة في الساحة الدولية. استشهد فيه بنماذج دول نهضت من تحت الرماد مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان، مؤكدًا أن الإرادة السياسية والقيادة الواعية قادرة على تغيير مصير القارة.

بفضل تجربته الطويلة، أصبح شيخ انياغ عميدًا لمجموعة دول غرب إفريقيا لدى الأمم المتحدة، وتلقى تقديرًا واسعًا من زملائه على التزامه الصادق تجاه قضايا القارة. كما لم يتردد في رفع صوته مؤخرًا محذرًا من مخاطر النزاعات في الشرق الأوسط على استقرار إفريقيا، في إشارة إلى وعيه الاستباقي بترابط الأزمات العالمية.

واليوم، تتوّج هذه المسيرة الغنية بتعيينه وزيرًا للشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والسنغاليين بالخارج، في مرحلة حساسة جداً من تاريخ السنغال حيث تتعاظم التحديات الدبلوماسية والرهانات الاستراتيجية. وبذلك، يواصل انياغ خدمة بلاده من موقع مسؤولية أكبر، مستفيدًا من خبرته الطويلة في الساحة الدولية، ومؤكدًا من جديد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب.

دكارنيوز

Leave A Reply