كتاب “المؤسساتُ المريدية في طوبى ودورُها التربوي والتنموي والاجتماعي”، للباحث المفكر الدكتور سام بوسو عبد الرحمن – حفظه الله ورعاهُ -، وهو إصدار جديد مطبوع في مطبعة دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – في سنة 1446ھ = 2025م الطبعة الأولى والإخراج الفني تمَّ من جهة الرابطة الخديمية للباحثين والدارسين.
وجدير بالذكر أنّ الكتاب طبع على نفقة favocab (الاتحاد الخديمي لنشر التراث المريدي) وهو هيئة خيرية تسهر على طباعة ونشر وتوزيع المؤلفات المريدية في مختلف المجالات، وبلغات حية لتعم الفائدة.

- أصل الكتاب: أصل الكتاب يرجع إلى أطروحة دكتوراه كتبها المؤلف نفسه لنيل هذه الدرجة العلمية السامية، وقد تمت مناقشتها بكلية الإمام الأوزاعي بببروت. أهمية هذا الكتاب: تتلخص أهمية هذا الكتاب في الأمور الآتية:
- إن من أهمية هذا الكتاب الجديد أنه يتناول مؤسسات مريدية تجسد تعاليم الشيخ الخديم – رضي الله عنه – ومنهجه الإصلاحي؛
- بيان المؤلف لما لهذه المؤسسات المريدية من دور كبير، وتأثير فعَّال في المجتمع المريدي والمجتمع السنغالي بشكل عام؛
- إبراز المؤلف فيه نقاط قوة، ونقاط ضعف لهذه المؤسسات المريدية.
- محتوى الكتاب: قسم المؤلف – حفظه الله ورعاه – الكتاب إلى خمسة فصول بعد التقديم: بين المؤلف – حفظه الله ورعاه – في الفصل التمهيدي المفاهيم الآتية: الطريقة المريدية، ومدينة طوبى، والخدمة، والمؤسسات الأهلية، والمؤسسات المريدية. ثم عرجَ فضيلة المؤلف إلى تصنيف هذه المؤسسات المريدية حسب التوجهات إلى أقسام في فصول الكتاب:
الفصل الأول: وضح فيه المؤلف – حفظه الله ورعاه – بعض المؤسسات التربوية، مثل مؤسسة الأزهر الإسلامية التي أسسها الشيخ محمد المرتصى امباكي بن الشيخ الخديم – رضي الله عنهُ -، واتحاد أتباع الخديم للتعاون والتمسك بالدين القويم، ومعهد الدروس الإسلامية التابع للاتحاد التي أسسهما الشيخ أحمد امباكي غايندي – رضي الله عنه -.
بين فيه أسباب النشأة والأهداف، والهيكل التنظيمي لهذه المؤسسات المريدية بشكل واسع شامل وعميق.
الفصل الثاني: مؤسسات ثقافية ودعوية، مثل: حزب الترقية، ودائرة روض الرياحين، ومقدمة الخدمة.
تطرق فيه المؤلف إلى توضيح نشأة كل مؤسسة من هذه المؤسسات، وتطورها، وأهدافها، ومهامّها، وأدوارها وأنشطتها كما فعل في الفصل السابق.
الفصل الثالث: مؤسسات تنموية واجتماعية، مثل: مطلب الفوزين، وطوبى جكنم، ودار كفالة اليتامى (كر مام جار)، وبعض الدوائر النسوية مثل رابطة الصالحات، ومؤسسة مام جار.
ركز فيه المؤلف على ذكر سياق نشأة هذه المؤسسات المذكورة، وتطورها، وأهدافها، ومهامّها، وأدوارها وأنشطتها مع وضع استنتاجات مهمة في نهاية هذه الفصول.
الفصل الرابع: تقويم المؤسسات المريدية النجاجات والإخفاقات.
الفصل الخامس: الخاتمة والتوصيات.
إن لهذه المؤسسات المريدية قواسم مشتركة، وهي: الخدمة، والتضامن، والإنفاق، والتضحية.
من أهم توصيات الكتاب:
- الجانب التنظيمي:
يوصي بالقيام على إيجاد هيئة تعنى بالتنسيق بين المؤسسات المريدية.
- الجانب الاستراتيجي: يوصي بالعمل في مراجعة الأهداف والغايات لهذه المؤسسات المريدية، وكذلك العمل على المحافظة على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى إحياء ثقافة التخطيط.
- جانب الموارد المالية:
يصوصي بإيجاد استثمارات اقتصادية وأوقاف خيرية، ووضع ميزانيات واقعية، وتدبير الأموال بشفافية.
جانب الموارد المالية:
يوصي المؤلف بمزيد من الاهتمام بالكفاءة، والاهتمام بالتزكية والتربية الروحية لمحاربة الأنانية وحب الجاه.
الجانب الإعلامي:
يوصي بالحرص على وضع سياسة تواصلية وترجمتها إلى خطة عمل.
ومن هنا يمكن القول: إن الكتاب – بحقّ – يقدم مقترحات عملية من شأنها أن تسهم في تحسين عمل هذه المؤسسات كما ذكره الأستاذ سرين شيخنا امباكي عبد الودود – حفظه الله ورعاه – في تقديمه للكتاب، فجزاه الله خيرا وحفظ المؤلف وبارك في أعماله.
القائم بالتلخيص سَرين امباكي جوب خضر الطوباوي خريج معهد الدروس الإسلامية مدرس اللغة العربية والشريعة في معهد الدروس الإسلامية
حرر الأربعاء 04 صفر 1447ھ = 30 يوليو 2025م