في خطاب مؤثر بمناسبة المولد النبوي الشريف، وجّه الخليفة العام الشيخ أبي بكر محمد المنصور سي مالك رسالة روحية واجتماعية عميقة، داعيًا الأمة الإسلامية إلى استلهام سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله كمنارة للهداية، ومصدرًا لإعادة بناء القيم الأخلاقية والتماسك المجتمعي في زمن تتكاثر فيه التحديات.
النبي محمد صلى الله عليه وآله: رمز الرحمة والنهضة الإنسانية
افتتح الشيخ المنصور خطابه بتعظيم مقام النبي صلى الله عليه وآله، مؤكدًا أن ميلاده لم يكن حدثًا تاريخيًا فحسب، بل بداية لعهد جديد من الرحمة والعدالة والكرامة الإنسانية. ودعا إلى أن يكون الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف فرصة لتجديد العهد مع القيم النبوية، لا مجرد طقوس احتفالية.
التربية الإسلامية: حصن المجتمع من الانحراف
في ظل تفشي مظاهر الانحلال الأخلاقي، شدد الخليفة العام على ضرورة العودة إلى التربية الإسلامية الأصيلة، التي تهذب النفس وتحصن المجتمع من الزنا، المخدرات، والفساد. وناشد الآباء والمربين بتحمل مسؤولياتهم التربوية، معتبرًا أن صلاح الفرد هو أساس صلاح الأمة.
الأخوة الإيمانية: علاج للتفكك الاجتماعي
الخطاب أبرز أهمية الأخوة الإيمانية كركيزة لبناء مجتمع متماسك، داعيًا إلى نبذ التباغض والتنافر، خاصة في ظل ما وصفه بـ”العداوات الافتراضية” المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. واستشهد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد على الإيثار والمحبة بين المسلمين.
العدالة والمساواة: أساس السلام والاستقرار
في رسالة موجهة إلى القيادات السياسية والدينية، دعا الشيخ المنصور إلى ترسيخ مبدأ العدالة والمساواة بين الناس، مؤكدًا أن التفاضل الحقيقي هو بالتقوى، لا بالمال أو الجاه. واعتبر أن غياب العدالة هو أحد أسباب الفتن والاضطرابات في العالم الإسلامي.
العمل والإنتاج: واجب ديني ومسؤولية وطنية
حث الشباب على العمل والكسب الشريف، مثمنًا جهود الحكومة السنغالية في توفير فرص العمل، ومنددًا بالبطالة والكسل والفساد المالي. وأكد أن الإسلام لا يقبل التواكل، بل يدعو إلى الإنتاج والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن.
البعد الإنساني والسياسي
الخطاب لم يخلُ من إشارات سياسية وإنسانية، حيث عبّر الشيخ المنصور عن تضامنه مع ضحايا الأمطار في السنغال، وشهداء فلسطين، مشيدًا بمشاركة قيادات سياسية من السنغال والمغرب في الاحتفال، مما يعكس تلاحم الدين والدولة في ترسيخ الوحدة الوطنية والدينية.
خاتمة الخطاب: مسؤولية جماعية
اختتم الشيخ المنصور خطابه بتذكير الجميع بمسؤولياتهم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، داعيًا إلى الالتزام الأخلاقي والروحي في كل موقع من مواقع الحياة، من الأسرة إلى الدولة.