غدا.. كلية الرشيدية المغربية تحتضن ندوة وطنية حول «الفقه الإسلامي وخطاب البدايات»
ينظم فريق التكامل المعرفي والتجديد المنهجي بجامعة مولاي إسماعيل ندوة وطنية علمية في موضوع «الفقه الإسلامي – خطاب البدايات: الحدود المعرفية والأدوات المنهجية لتنزيل الأحكام على الوقائع»، وذلك يوم غد الثلاثاء 09 رجب 1447 هـ الموافق لـ30 دجنبر 2025، برحاب الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية جنوب شرق المملكة المغربية، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في الدراسات الفقهية والأصولية.
وتأتي هذه الندوة في سياق علمي يروم استعادة الفقه باعتباره عملية معرفية مركبة، تتجاوز التعريفات التجزيئية الضيقة، وتنفتح على أبعاده الإبستمولوجية والاجتماعية والتاريخية، بما يجعله ثمرة تفاعل مستمر بين النص المقدس والعقل والواقع المتغير. وتسعى أشغال اللقاء إلى مساءلة خطاب البدايات الفقهية، والوقوف على الوثائق المؤسسة وسياقات النشأة، بما يمكن الفقيه المعاصر من وعي تاريخي ومنهجي يعينه على تنزيل الأحكام على الوقائع المستجدة.
وتنطلق الندوة من قناعة مفادها أن الفقه كان ولا يزال أحد أبرز تجليات الحضارة الإسلامية، وأن الفقيه في مراحل التأسيس كان فاعلاً مركزياً في تنظيم المجتمع، تشريعاً وقضاءً وإفتاءً، مستحضراً لمتغيرات الأحوال ومصالح الناس. كما تسعى الندوة إلى تحرير الخطاب الفقهي من الجمود والتقليد، وربطه بحاجات المجتمع وأسئلته الراهنة، مع الالتزام بالقطعيات المتفق عليها، والنظر في المتغيرات والمآلات.
وتتوخى هذه المبادرة العلمية تحقيق جملة من الأهداف، من بينها تعميق الوعي بتاريخ العلوم الإسلامية وسيرورة الفقه في علاقته بالمجتمع، والوقوف على النصوص والعناصر المعرفية المؤسسة، وتتبع مسار الرحلات والهجرات العلمية وأثرها في التأسيس للخلاف الفقهي، إضافة إلى ترسيم الحدود المعرفية والأدوات المنهجية للفقه الإسلامي، وربط الباحث بتاريخ الأمة الفقهي ودوره في بناء التصورات والقيم المجتمعية، مع استيعاب التفاعل المعرفي بين الفقه والعقيدة والتصوف ونوازل العصر.
وتتناول الندوة محاور متعددة، من بينها دراسة الفقه الإسلامي في خطاب البدايات من خلال علم اجتماع المعرفة، والوثائق المؤسسة وتأسيس تعدد الرأي، والحدود المعرفية والأدوات المنهجية، ثم تفاعل الفقه مع النوازل المستجدة واستجابته لحركة المجتمع. ويشرف على تنسيق أعمال الندوة الأساتذة إدريس مرزوق، وعبد الواحد الحسيني، ومحمد الحفظاوي، وعبد الواحد الوزاني، وأحمد اسليماني الحسني.
ويشتمل برنامج الندوة على جلسة افتتاحية تتخللها كلمات مؤسساتية وعلمية، تليها ثلاث جلسات علمية يؤطرها أساتذة وباحثون من جامعات ومؤسسات علمية مختلفة، تتناول قضايا من قبيل تشكل الأنساق الفقهية، والإشكالات المعرفية والمنهجية المصاحبة لنشأة علم الفقه، وجدلية العلاقة بين الحديث والعمل، ووثائق تأسيس الرأي داخل المذهب المالكي، ونوازل الغرب الإسلامي، والفقه السياسي، وتاريخ الفقه المالكي، والفقه العملي، والنوازل المستجدة، إضافة إلى تنزيل الأحكام في ظل التحولات الرقمية، والعرف والعادة كأدوات منهجية في التنزيل.
ويأمل المنظمون أن تشكل هذه الندوة فضاءً علمياً للحوار والتفكير المشترك، يسهم في تجديد النظر الفقهي، وتمكين الفقيه والباحث من أدوات منهجية معاصرة، تجعله أكثر قدرة على مواكبة تحولات المجتمع، واستشراف آفاق المستقبل، في انسجام مع مقاصد الشريعة وروحها.