قرار منع استخدام الجوّالات في المدارس.-ٱثاره الإيجابية والسلبية .

0

بقلم الأستاذ / امبي سيس

هل يمكن للإنسان الذي يعيش في هذا القرن الاستغناء عن استخدام الانترنت ؟
-ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من أنها سلاح ذو حدين ، يصلح ويفيد الناس بفوائد لا تعد ولا تحصى من جانب ، ومن جانب آخر ، يفسد في الأرض ما لا يمكن إصلاحها.
علما بخطورة حال وسائل التواصل الاجتماعي ، ونظرا إلى الطريقة التي نستعملها ، اتخذت السلطات الوطنية عن طريق وزارة التربية والتعليم قرارا بمنع حمل الجوال في المدارس العمومية والحرة ، وهذا القرار ، طار به الآباء والأمهات وجنود الطباشير فرحا وسرورا كبيران ، ولماذا هذا الفرح والسرور ؟

ذلك أن الأولياء يميلون ميلا عظيما إلى إطعام الأولاد بدلا من أن يهتموا بتربيتهم بالغ الاهتمام ، والتربية هي الضمان الوحيد في إنارة مستقبل الشخص والوطن.

في عصرنا ، أصبحت الأسرة عاجزة عن مراقبة الأولاد داخل البيت وخارجه إن كان بينهما فرق ، نعم ، ليس بينهما فرق حيث أن الجدران لا تكاد تأمّن الأسرة من خوف ، بسبب الجوال الذي يخبرنا عن كل شيء قريبا أو بعيدا ، خيرا كان أو شرا . وكما عبر عنه الكاتب غلام المرشد الأستاذ آدم جونغو (  كم شاب أو شابة في ركن ركين وأنت تحسب أنه في شيء مهم جدا مع أنه يتجول في أنحاء ” تيك توك ” و ” فيسبوك” و ” يوتيب ” و ” إستغرام ” و و و )  وقد جلب الجوال للأسرة شتى أنواع البلاء ، وكذلك للمدرسة التي هي البيت الثاني للولد .

كلنا على علم ، أن مدرستنا عمت فيها ظواهر غريبة لا تحمد عقباها ، ومنها : ظاهرة الغش ، فالتلاميذ  يغشون بشتى أساليب الغش ، وذلك بسبب الجوال الذي أفرش لهم الطريق ، وصار عائقا كبيرا لنجاح التلاميذ ، حيث جعلوا الذكاء الاصطناعي ملاذا لهم ، يحل المشاكل – التمارين المنزلية – ويحلل التعليمات وووو  .

إن إصدار هذا القرار الوزاري جعل أولياء التلاميذ يفرحون و يمرحون لهدف تركيز أولادهم في العملية التعليمية/التعلمية ، و لإنقاذ المدارس من وباء الفوضى والغش الدائم الذي سمم سمعتنا في العالم . والسؤال الذي يطرح نفسه هو :هل يشارك التلاميذ في الفرح ؟

لا أظن ذلك ؛ لأن من عادة الولد أو الشاب أن يتبع هواه أكثر مما يتبع عقله ، فبزعمهم هذا القرار قرار جنوني ، و سيشنون حربا ضد المؤسسات سوءا كان المعني معلما ، أو مراقبا ، أو مديرا بل وحتى الوزير نفسه .

الأسرة هي المسؤولة الأولى في جعل التلاميذ يستخدمون الجوال ليتمتعوا به بسرور ، مثلا : إذا بكى الولد تحل المشكلة بالجوال ، وإذا نجح في إمتحان يهنأ به بالجوال ، وعندما يحتفل بعيد ميلاده ، ووو .

ولهذا التحدي ، سوف نرى وجوه تلاميذ عليها غبرة ترهقها قترات الحزن والأسى ، حيث نهب القرار ما جعلواه ثمينا لهم ، وهو الهاتف المحمول الذي كان شريكهم في الغش والفوضى ، أيها المعلم ، انتظر كل أنواع الحيل و الخداع من قبل التلاميذ .

إن تطبيق المؤسسات التعليمية هذا الفرمان سوف يأثر كثيرا في قائمة نجاح التلاميذ أقصد في الاختبارات ، لأن من الناجحين من جعلوا الجوال جسرا للنجاح والتفوق ، و بالتطبيق الحرفي سنعلمنّ الذين صدقوا منهم ، ولنعلمنّ الكاذبين.

أيها التلميذ ، و أيتها التلميذة ، اعتمد على نفسك و لا تعتمد على غيرك ، ليس التلميذ المجتهد بمن يستند على جواله إنما التلميذ المجتهد من يقول علمي معي حيثما يممت ينفعني ، إن كنت في الفصل فعلمي معي ….








Leave A Reply