مقال : تدني مستويات بعض معلمي المدارس القرآنية في العلوم الشرعية أسباب وحلول

0

بقلم / محمد مالك توري

تدني مستويات المعلمين في اللغة العربية والعلوم الشرعية شيء ملحوظ جدا والسبب يرجع إلى أمرين؛ أولا: سرعة مغادرة الطلاب المدارس بعد الحفظ بدعوى أنهم انتهوا من المشروع التعلمي وذالك لاعتقاد كثير من الطلبة أن الغاية القصوى من الدراسة هي حفظ القرآن وإتقان تجويده.. وليس الأمر كذالك لأن السلف كانوا يعتقد ون أن العلم يبدأ من إتقان آليات اللغة والتضلع فيها بقدر ما يمكن الطالب باستقلالية من تعليم نفسه والخوض في بطون الكتب بدون أن يجد صعوبة أو عقبة تعترض طريقه ذالك لأن المفتاح بيده…. ثانيا، تهميش بعض المدارس القرآنية جانب التعليم العربي بحيث يحصرون التعليم على القرآن الكريم فقط ويغرسون في أذهان الطلبة أن الرحلة ستنتهي عند الختم والحفظ على الأقدم ولايولون أي اهتمام للعلوم الشرعية التي لا غنى للطالب عنها لكي يكون مسلما عالما ومطبقا بتعاليم دينه والعلوم العربية التي تعين الطالب على فهم مضامين الآيات القرآنية التي حفظها في صدره ولا ينتفع بها حق الانتفاع إلا بفهمها….
والغريب المضحك في الأمر أن هناك مديري مدارس لم يتعلموا شيئا من أساسيات العلوم الشرعية فضلا عن العلوم العربية.. وهذا عار كبير لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين فعلى كل من يخدمه أن يفهم من اللغة العربية ما لا بد منها أضق إلى ذالك كونه عرقلة كبيرة لهم عن أداء المهمة الشريفة المتعلقة على عواتقهم لأنه كما قيل.. (فاقد الشيء لايعطيه) والعميلة التعليمية أخذ وعطاء مستمران
ولحل هذه الأزمة الكبيرة في قلب المدارس القرآنية حسب رأيي لابد من العودة إلى الوراء قليلا ونأخذ من مناهج المدارس التقليدية ما يلائم العصر الراهن ثم نضيف إليها ما للمدراس العصرية من المناهج الجيدة لنحصل على منهج دراسي متكامل يلبي حاجة الطلبة بدءا من مرحلة التهجي إلى مرحلة الإتقان والتخصص لأن من الأصالة ما هو صالح للاستعمال إلى الآن مثل الجمع بين دراسة القرآن وأساسيات العلوم الشرعية والعربية في آن واحد كا الأخضري في الفقه و الآجرومية في النحو ومختار الأدب في اللغة إلى جانب ما في المؤسسات التعليمية العصرية العامة والخاصة من مناهج تعليمة واعدة ومثمرة تؤتي أكلها كل حين فعند مقارنة تلميذ المدرسة التقليدية بتلميذ المدرسة العصرية في جانب التعبير باللغة العربية نرى أن الأول أتقن وأكثر تمكنا في التواصل الشفوي والكتابي مع أن الثاني يتمتع بامتيازات خاصة لا توجد عند الأول.. مثل حفظ المتون العلمية واستحضار المسائل وغيرها…وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجوب الأخذ والاستفادة من كل المنهجين لنحصل على منهج متكامل يفي بالغرض المطلوب ثم نصحح مفهوم الطلبة الخاطئ للدراسة وذالك بإعلامهم في بداية الأمر أن الدرسة مشروع حياة ليس لها حد ولا نهاية يظل الطالب فيها إلى حيث شاء الله ولا يترك.. لأن العلم كما قيل من المهد إلى اللحد… وأول آية نزلت من القرآن تدعو إلى الدراسة.. (اقرأ باسم ربك الله خلق )

Leave A Reply