مواطنة سنغالية توجه رسالة مفتوحة إلى السيدة ميلانيا ترامب بخصوص معاناة الشعب الفلسطيني اللامحدودة.

0

وجهت المواطنة السنغالية جاما بجان رسالة مفتوحة مؤثرة إلى السيدة ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطلب منها التدخل الفوري بصفتها أما ورائدة لمشروع إنساني بشأن قضية فلسطين ومعاناة الفلسطينيين اللامحدودة.

وإليكم فيما يلي نص الرسالة :

US President Donald Trump and First Lady Melania Trump host the annual Easter Egg Roll on the South Lawn of the White House on April 21, 2025, in Washington, DC. According to the US National Park Service, the egg roll tradition dates back to 1878 when President Rutherford B. Hayes invited children to roll Easter eggs on the White House grounds. Children previously rolled eggs down a hill at the US Capitol in the early 1870s, but a law was passed in 1876 forbidding the Capitol property from being used due to the toll on the lawn. (Photo by Brendan SMIALOWSKI / AFP)

السيدة المحترمة،

أتوجّه إليكن اليوم هذه الرسالة لا بصفتك السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، ولا كشخصية عامة، بل بصفتك أمًّا. فهذا اللقب، الأكثر عالمية والأساس الأسمى في الوجود، هو الذي أريد أن أستحضره.

مثلَكِ، أؤمن أنّ الواجب الأول للأم هو حماية البراءة، ورعاية الأمل، وصون الحياة الهشّة لأطفالنا. وأنا أنظر إلى أطفالي في أمان، ينفطر قلبي وتتصاعد في نفسي موجة غضب أمام مشهد يجب أن يزلزل ضمير العالم بأسره.

في غزّة، تحت القنابل، يموت الأطفال. لا يموتون فقط من الضربات الجوية، بل أيضًا من جوع لا يُطاق، ومن عطش، ومن أمراضٍ كنا نظن أنّها من الماضي. أجسادهم الصغيرة ممزقة، مدفونة تحت أنقاض مدارسهم ومستشفياتهم. عيونهم التي انطفأت أنوارها تطارد شاشاتنا ويجب أن تطارد أحلامنا.

لا أستطيع أن أمنع نفسي من عقد مقارنة تقشعر لها الأبدان. حينما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت الاستجابة الدولية، وبحق، صرخة موحّدة. العالم كله استنكر، وسائل الإعلام غطّت بشكل واسع معاناة الأطفال الأوكرانيين، والعواصم الغربية ـ ومنها واشنطن ـ فتحت أبوابها وخزائنها لمساعدتهم. لحياة هؤلاء الأطفال قيمة وثمن وإلحاح.

اليوم، في غزّة، مأساة إنسانية شبيهة، بل أبشع، تتكشف أمام أعيننا، لكن الاستجابة خافتة، مترددة، شبه خجولة. يتحدثون عن «تعقيد جيوسياسي»، ويستحضرون «حق الدفاع عن النفس»، وكأن هذه العبارات يمكن أن تبرر ترك الأطفال يموتون جوعًا عمدًا.

سيدتي، هذا يثير سؤالًا لا يُطاق: هل حياة الطفل الأوكراني أثمن من حياة الطفل الفلسطيني؟ هل دم هؤلاء أغلى من دم أولئك هل الإنسانية عندها كيلان وميزانان؟

أنتِ التي أطلقتِ مبادرات ضد التنمّر الإلكتروني ومن أجل رفاه الأطفال، تدركين أن معاناة أي طفل هي مأساة مطلقة، أينما كان، وأيًّا كانت جنسيته أو ديانته أو سبب النزاع الذي يفتك به.

أرجوكِ، بكونك أمًّا، وبصفتك امرأة امتلكت منصّة فريدة، استعملي صوتك. تكلّمي. ارتفعي فوق الصمت ضد هذه الفظاعة. طالبي معنا بوقف فوري لإطلاق النار، وبفتح ممرات إنسانية غير مشروطة لإنقاذ هذه الأرواح. ذكّري قادة هذا العالم، وربما محيطكِ القريب، أنّه لا مبرّر من اعتبارات الدولة ولا حساب سياسي يجيز التضحية المتعمدة بجيل كامل من الأطفال.

الصمت، في هذه اللحظة، تواطؤ. واللامبالاة حكم بالإعدام.

أرجوكِ ألّا تحيدي بنظرك عن هذه الفاجعة.

مع الأمل الضعيف أن تسمع أمٌّ صرخة أمهاتٍ أخريات،

مواطِنة من العالم، غاضبة ومستنكرة.
جاما بجان

#دكارنيوز

Leave A Reply