التقدم التكنولوجي والتحديات

0

شاهد العالم في القرن الأخير تطورا كبيرا في التقنيات الحديثة، واتسعت في شتى مجالات الحياة اليومية، وتسارع الدول المتقدمة إلى التسابق في هذا المجال، وصار تحديا كبيرا أمام الدول المختلفة، وأصبح الإنترنت ينتج كميات هائلة من البيانات والمعلومات الرقمية وينشأ تطبيقات مبرمجة على الذكاء الاصطناعي، فيستعملها أصحاب الوعي في جمع المعلومات الاستخبارية وكشف الأسرار الخفية، ويستخدمونها كسلاح حرب لمواجهة الحرب الألكتروني.

إن الشبكات الألكترونية قوة عالمية جديدة لا تقل قيمة عن الأسلحة النووية، بل تعتبر مديرها.
وفي خمس السنوات الأخيرة اصطدمت العقول وحيرت على الذكاء الاصطناعي، ووجه سلطات الدول المتقدمة بحوثها العلمية وأنشطتها الثقافية نحوه وتساند شركاتها في تمويل تلك
البحوث لتضمن من التنافس العالمي، وذكرت صحيفة الجزيرة ٣/أكتوبر /٢٠٢٥م، أن تمويلات أربع أكبر الشركات التكنولوجية
وصلت إلى ١٥٥ مليار دولار.

ووصل إنفاق “ميتا” هذا العام إلى 30.7 مليار دولار مقارنة مع 15.2 مليارا في العام الماضي، إذ أنفقت الشركة 17 مليار دولار فقط في الربع المالي الماضي، ويعود هذا الإنفاق إلى موجة التوظيف الواسعة في الشركة حسب التقرير.

وأما “ألفابت” المالكة لـ “غوغل” فقد أنفقت ما يقرب من 40 مليار دولار خلال الربعين الأول والثاني من هذا العام، و”أمازون” أنفقت ما يصل إلى 55.7 مليارا في الفترة ذاتها، ووصل إنفاق “مايكروسوفت” إلى 30 مليارا بحسب تصريحات إيمي هود المديرة المالية لشركة مايكروسوفت.

وفي هذا الوقت بالذات ينام شباب الدولة المختلفة ويغرق في الحفلات ويقضي أوقاته في مشاهدة “تيكتوك” ومتابعة المباريات والمسلسلات، فكل هذه ما جعلت إلا لتخدير الشعوب ومنعها من كشف الحقائق.
ويعمل قادتنا لصالح الدول المهيمنة لأجل تحقيق المصالح الخاصة، كان من الواجب عليهم تثقيف مجتمعاتهم لمواكبة المستجدات وإدارك ما يدور في السوق العالمي، إضافة إلى ذلك، أن التمويلات المالية توجه إلى البنى التحتية والمرافقات ويخصص للبحوث العلمية قلة قليلة من الإنفاق.

وفي الواقع التعليم السنغالي، نعاني من ضعف البحوث والتطوير التكنولوجي، ويشهد ذلك، ما تعانيناه أزمان جائحة فيروس كورونا من توقف الأنشطة، فلو كان هناك وعي تام لاستطاعت الحكومة مواصلة الأعمال والتعليم عبر الإنترنت ويتم بث الدروس عبر الشبكات، وهذا ما أدى إلى اختلاط السنوات الجامعة في الجامعات، وزادت على مدة التعليم ورفع نسبة التكاليف المالية.
وفي الوقت الحالي، نأمل أن يتغير الوضع، لما رأيناه من الحكومة الحالية في خطة إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم باسم L’IA, un outil pour l’équité et la réussite بمعنى:

الذكاء الاصطناعي، أداة للعدالة والنجاح، وفي هذا الإطار استعدت تكوين ١٠٥ آلاف معلم كما أعدت خمس آلاف من الحواسيب ومرافقها.
وذلك إن دل على شيء إنما يدل على قيام السنغال لاجتياز التحديات التي يواجهها ورفع راية التقدم والنهوض بالثقافة الإفريقية، ويجب على النشأة أن يعدوا أنفسهم لمساندة الحكومة لتقدم الوطن، فلا نستطيع أن نحقق النجاح إلا أن يكون شاملاً ، لذا وجب التوحد والصمود أمام التنافس العالمي في مجال التكنولوجي الحديث.

أحمد بمب جوب طالب في جامعة شيخ أنت جوب بدكار

Leave A Reply