المعهد الإسلامي بدكار يحتضن ندوة علمية حول القضية الفلسطينية وسط،حضور شخصيات بارزة من النخبة المثقفة في السنغال.

0

احتضن المعهد الإسلامي بدكار مساء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 ندوة علمية حول القضية الفلسطينية تحت عنوان:
« فلسطين: التاريخ – الإنسان – المستقبل »

حيث تناولت الندوة الأبعاد التاريخية والإنسانية والمستقبلية للقضية الفلسطينية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين، تأكيدًا على مركزية فلسطين في الوعي الإسلامي والإنساني، ودعمًا لمواقف السنغال الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني.

وافتتح الدكتور مغي انجاي رئيس المجلس العلمي بالمعهد الإسلامي بدكار الجلسة عند الساعة الثالثة والنصف، حيث تفضّل بالترحيب بالحضور من مختلف الجهات، ثم قدّم قراءةً لبنود البرنامج المخصَّص للندوة، موضحًا الكلمات والمحاور التي ستُتناول خلالها.
تلتها تلاوة عطرة لٱيات من الذكر الحكيم (القرٱن الكريم) قرأها أحد طلاب المعهد الإسلامي على مسامع الحاضرين.

واستهلّ الدكتور مغي انجاي الجلسة الافتتاحية بقراءة شاملة لبنود الندوة ومحاورها الأساسية، مبرزًا أهدافها الرامية إلى تعزيز الوعي التاريخي والإنساني بالقضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على مسؤولية المجتمعات الإسلامية والأفريقية في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل الحرية والكرامة.

•كلمة الدكتور محمد المختار جي

تولّى الدكتور محمد المختار جي الترحيبَ بالضيوف الرسميين، وعلى رأسهم سعادة السفير الفلسطيني لدى السنغال، وممثل سفارة الجمهورية التركية، إضافة إلى نخبة من العلماء والباحثين وممثلي الهيئات الأكاديمية والدبلوماسية.

وفي كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور جي إلى أهمية عنوان الندوة الذي يجمع بين البعد التاريخي والإنساني والمستقبلي، مؤكّدًا أن فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل قضية هويّة وكرامة وإنسانيّة مشتركة. وأضاف أن فلسطين أرضٌ ذات تاريخ عريق، وتحتضن القدس الشريف ذات المكانة العظيمة في قلوب المسلمين حول العالم. وختم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للحضور على مشاركتهم ودعمهم لهذا الحدث العلمي.

•كلمة ممثل الوقف التركي – السيد عبد الله غول

قدّم السيد عبد الله غول ممثل الوقف التركي، كلمةً رحّب فيها بالحضور، موجهًا شكره لإدارة المعهد وكوادره الرسميين وجميع المشاركين من المؤسسات والشخصيات.

وأكد أن القضية الفلسطينية قضية جديرة بالدراسة والبحث، مشيرًا إلى الدور التاريخي الكبير الذي تلعبه تركيا في دعم فلسطين منذ عقود طويلة. وأوضح أن منظمة طريق الرحمة تؤدي دورًا مهمًا في السنغال من خلال تقديم الدعم والمساندة، مع الحرص على تعزيز الروابط القلبية بين الشعوب.
واختتم كلمته بتقديم الشكر والتقدير لأساتذة المعهد ولجمهورية تركيا على جهودهم المتواصلة.

•كلمة سعادة السفير الفلسطيني لدى السنغال

استهلّ سعادة السفير كلمته بتوجيه الشكر لإدارة المعهد الإسلامي بدكار على تنظيم هذه الندوة الهامة، معبّرًا عن امتنانه لأعضاء السلك الدبلوماسي والشخصيات الأكاديمية والإعلامية وممثلي المؤسسات التعليمية والخاصة الذين لبّوا الدعوة.

وأكد سعادته أن القضية الفلسطينية تمثل قضية كل مسلم، سواء من خلال الندوات الفكرية أو المواقف الداعمة، مشددًا على أن الاهتمام بها واجب ديني وأخلاقي وإنساني. وأضاف أن ما يجري في فلسطين لا يختلف في جوهره عمّا يحدث في السودان اليوم، حيث يشترك الشعبان في معاناة الظلم وغياب العدالة الدولية.

وأشار السفير إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ عقود يجب أن تتوقف، مذكّرًا بأن عدد اليهود في فلسطين لم يكن يتجاوز سبعة آلاف عام 1947، بينما أصبح اليوم أكثر من سبعة ملايين، بفضل القانون الإسرائيلي الذي يمنح كل يهودي في العالم حقّ الحصول على الجنسية.

واستعرض سعادته بعض الإحصاءات المأساوية للأحداث الأخيرة، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء اقترب من 70 ألفًا، إضافة إلى أكثر من 250 ألف جريح، وتدمير أكثر من 1000 مسجد، وعدد كبير من المؤسسات التعليمية والصحية ومحطات الوقود والمرافق العامة.

وختم كلمته بالتأكيد على ضرورة التفكير في معاناة الفلسطينيين مع قدوم فصل الشتاء القارس في ظل نقص الخدمات الأساسية، معربًا عن شكره العميق للسلطات السنغالية، حكومةً وشعبًا، وعلى رأسهم الرئيس بشير جوماي فاي، ورئيس الوزراء عثمان سونكو، على مواقفهم الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني في جميع المحافل.

•مداخلة الأستاذ مختار كبي رئيس التجمع الإسلامي

جاءت مداخلة الأستاذ مختار كبي حول الموضوع: “دولة فلسطين في ظل الحرب وما بعد الحرب”.

وأكد في مستهل كلمته أن من يحق لهم حكم الدولة الفلسطينية هم أبناء فلسطين أنفسهم، في الشرق والغرب والضفة الغربية. وأوضح أن جوهر القضية يتمثّل في حقّ اللاجئين في العودة، ووقف الاستيطان الذي بدأ منذ عام 1967، والذي بلغ اليوم نحو 400 مستوطنة أقيمت على الأراضي الفلسطينية المصادَرة.

وأضاف أن قيام دولة فلسطين جاء في سياق تهجير واسع ومحاولات مكثفة لتغيير وظيفة المسجد الأقصى المبارك، الذي كان أول مسجد عُرف بهذا الاسم قبل ظهور المساجد الأخرى، مما يجعل منه إرثًا حضاريًا وروحيًا خالصًا للمسلمين. وشدّد على وجود محاولات مستمرة لطمس هويته وتحويله إلى فضاء مشترك لكافة الطوائف بهدف تغيير طابعه الإسلامي.

وأكد أن فلسطين اليوم ترمز إلى الدولة المظلومة في العالم الإسلامي، وأن الأمة الإسلامية تتحمّل مسؤولية نصرتها ودعم مقاومتها المشروعة، قائلًا:

“إن من حُرم من أرضه، لا تُعاد إليه حقوقه إلا بالمقاومة والصمود؛ فالمحتل لا يعيد الأرض طوعًا، وإنما يُرغم على ذلك بثبات المظلومين وإرادتهم.”

وأوضح أن المقاومة لا تعني الحرب فقط، بل تشمل جميع أشكال الدعم الفكرية والمالية والمعنوية، داعيًا إلى توحيد الجهود الإسلامية لمواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان.

وفي ختام كلمته، أشار الأستاذ كبي إلى المبادرات المالية التي أطلقها العلماء والوجهاء في السنغال تضامنًا مع فلسطين، مستشهدًا بمساهمات الشيخ منتقى امباكي، والشيخ ماحي انياس، وغيرهما من العلماء الذين قدّموا تبرعات سخية دعمًا للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه المواقف تعبّر عن عمق التضامن الإنساني والإسلامي بين الشعبين الفلسطيني والسنغالي.

تقرير : محمد الأمين سيسه .

دكارنيوز

Leave A Reply