فعاليات اليوم الثّقافي لكتابات الشيخ أحمد بامبا في فرنسا، باريس

0

شهدت مدينة باريس، أوني منطقة في إيل دو فرانس، يوم السبت24/06/2025 فعاليات اليوم الثقافي لكتابات الشيخ أحمد بمبا امباكي (ت 1927)، مؤسس الطريقة المريدية، التي نظمتها دائرة “جالبةُ المراغب” فرع باريس، تحت رعاية الشيخ حمزة امباكي ابن الشيخ أبي مدين شُعيب (حفظه الله ورعاه)، وبإذن ومباركة من الخليفة العام للطريقة المريدية، الشيخ محمد المنتقى امباكي بتگن محمد البشير (أطال الله في عمره).

وانطلقت أعمال اليوم، في نسختها العاشرة، بقراءة عدد من المصاحف من القرآن الكريم، مأدبة الله في الأرض، تلتها تلاوة قصائد الشّيخ الخديم التي تعد أغلى تراث مادي ومعنوي للحركة المريديّة.

وشهد الحفلُ حلقات الذّكر وإنشاد القصائد، التي قامت بها فرق إنشادية مختلفة من دوائرُ وأحزاب ترقية جاءت من كل نواحي فرنسا، ومن كل أنحاء أوروبا: كإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وإنجلترا، والسويد، وغيرها.

وتميّزت هذه النّسخة بحضور شخصيّات متميّزة من علماء وكوادر ومسؤولين كبار في الطريقة المريدية، كالشّيخ محمد الفاضل، والشّيخ عبد الصّمد ابني الشّيخ شعيب، وكذلك الشّيخ حمزة بن الشيخ عبد الأحد (ثالث الخلفاء)، والشّيخ عبد العزيز مجالس، والمحاضر العالم الكبير، الشيخ أحمد امباكي بن الشيخ محمد المرتضى فاتِ فالْ (مؤلف كتاب القيم: المريدية، الحقيقة والواقع وآفاق المستقبل)، الذي ألقى محاضرة قيمة بعنوان: “الشيخ أحمدُ بمبَا نِعْمةٌ للعالَمينَ.”

ومن أبرزِ المحاضرين والضيوف الكرام: الجالية الشاذلية في فرنسا، بقيادة الشيخ عبد العزيز الأمهري الشاذلي، الذي جاء من المغرب لحضور هذا الملتقى الثقافي الروحي والفكري، وأعرب – من خلال كلمته – عن حبّه الشّديد للشّيخ وطريقته، مؤكّداً أنّ الشيخ الخديم “آية من آيات الله”، كما يقول هو بنفسه:

“بان لكل من له وِلايهْ / أني لخالق البرايا آيَةْ”

وكان هذا اللّقاء الجميل فرصة سانحة لإظهار عالميّة الدّعوة الخديمية المحمديّة، ونشر القيم العالية للإسلام، لوحدة المجتمع الإسلامي من التّسامح والتفاهم، وحسن التّعامل مع الآخر، ونشر السّلام في المجتمعات والأمم، في ظل صعود مخيف لليمين المتطرف والإسلاموفوبيا في أوروبا كلها، وخاصة في فرنسا، وفي وقت يمرّ به العالم من الحرب والظلم والاضطهاد.

وللتّذكير، فإن مثل هذه الفعالية تمثّل همزة وصل للجاليّة المريديّة في الخارج، وإيقاظ الهمم العالية، بإحياء الطمأنينة الروحية التي تنتج من ذكر الله: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والذي يحتاج إليه كثيراً المريديّون المقيمون في عالَم الغرب، الذي يخوض بحر الردى من المادية البحتة.

ولقد جسّدَ هذا الملتقى نجاح مشروع الشّيخ الخديم، ومقاومته السلمية (بالعلم والتقى)، التي تبنّاها الشّيخ الخديم ضد الإمبريالية الاستعماريّة الغاشمة، التي فشلت فشلاً ذريعا في محاولاتها لوضع حد نهائي له، بينما لسان الشّيخ يردّد:

“إني أخاطب النصارى طُرّا / في أرضهم لمالكي مضطرا
تيقنوا بأنني لله / عبداً خديماً لرسول الله.”

أحمد بمبا غاي
باريس 2025

Leave A Reply