معهد أحمد الصغير لوح ببون: انطلاقة فكرية للاحتفال بثلاثين عامًا من العطاء

0

كتب / أ.بابو انياغ

في أجواء علمية متميزة، وتحت سقف التقدير للتجارب التربوية الرائدة، دشّن معهد أحمد الصغير لوح ببون باكورة فعالياته الاحتفالية بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على تأسيسه، بندوة علمية نوعية احتضنتها قاعة المركز الإسلامي في داكار، صباح يوم السبت الموافق 17 مايو 2025.
نُظّمت هذه الندوة من قِبل اللجنة العلمية المشرفة على الحفل المرتقب، بوصفها واحدة من أبرز الفعاليات التمهيدية، إيذانًا بانطلاق الاحتفال الكبير المقرر تنظيمه يوم 25 مايو الجاري بملعب “داكار أرينا”. وقد جمعت الندوة بين التأصيل العلمي، واستعراض الإنجازات، وطرح الرؤى التطويرية، ما جعلها بمثابة انطلاقة فكرية تحمل عناوين التميز والتجديد.

حضور نوعي وكلمات رسمية:
شهدت الندوة حضور نخبة من الباحثين، والتربويين، ورواد التعليم القرآني في السنغال، بالإضافة إلى عدد كبير من طلاب العلم والمهتمين. وقد افتُتحت بكلمة ترحيبية لمدير المعهد ومؤسسه الشيخ/ محمد نيانغ، الذي أكد فيها أن هذه الندوة ليست مجرد تظاهرة علمية، بل هي لحظة للتأمل في الماضي، وتقييم الحاضر، واستشراف المستقبل، مشددًا على أهمية تكامل الجهود في سبيل الارتقاء بالتعليم القرآني في البلاد. كما ألقى المفتش بابكر صمب، مدير الدارات في السنغال، كلمةً رسمية أثنى فيها على جهود المعهد، واعتبره أنموذجًا يحتذى به في الجمع بين الأصالة والانفتاح الواعي على مستجدات العصر.

محاور علمية متكاملة:
تناولت الندوة ثلاثة محاور رئيسة، تمثلت في:

  1. المحور الأول جاء عبر ورقة علمية للدكتور مصطفى ويل بعنوان: “مساهمة المدارس القرآنية التقليدية الكبرى في تطوير التعليم القرآني في السنغال منذ الاستقلال حتى اليوم”. استعرض فيها التاريخ العريق للمدارس القرآنية، وأبرز أدوارها التعليمية والاجتماعية، مشيرا إلى بعض التحديات التي واجهتها هذه المدارس في مراحل متعددة.
  2. المحور الثاني خُصص لتجربة معهد أحمد الصغير ببون ذاته، حيث قدم الدكتور غلاي نيانغ ورقته الموسومة بـ: “مساهمة معهد أحمد الصغير لوح ببون في التعليم القرآني في السنغال: إنجازات وتطلعات”. استعرض من خلالها جزءا من حصيلة ثلاثين عامًا من العطاء، أبرز فيها جهود المعهد في مجالات تحفيظ القرآن الكريم، والتعليم النظامي والتقني، بالإضافة إلى طموحاته المستقبلية في التوسع والتطوير، مع المحافظة على القيم الأصيلة.
  3. المحور الثالث قدّمه الأستاذ محمد غي بعنوان: “أهمية إدارة البيانات واستخدام تقنيات الاتصالات الحديثة في تحسين أداء التعليم القرآني في السنغال: معهد أحمد الصغير لوح ببون أنموذجًا”. ركّز فيه على ضرورة التحوّل الرقمي في المؤسسات التربوية القرآنية، مستعرضًا تجربة المعهد في هذا المجال من خلال تطوير أنظمة إلكترونية لمتابعة الأداء التعليمي والتربوي، مما يتيح للمعلمين والإدارة متابعة دقيقة وشفافة للعمليةالتعليمبة.

مداخلات ثرية وفقرات ثقافية:
شهدت الندوة مشاركة قيمة من قبل الحضور من التربويين، ومفتشي التعليم، ومعلمي القرآن الكريم، تمثلت في مداخلات ثرية وعميقة، تناولت مختلف الجوانب التربوية والتعليمية المرتبطة بتعليم القرآن الكريم في السنغال. وتميّزت الندوة أيضًا بإثراء ثقافي عبر مشاركة طلابية شعريّة عبّرت عن مضمون المناسبة، وأسهمت في تعزيز البعد الوجداني للحدث.

هذا، وإن من المؤكد أن تنظيم هذه الفعالية العلمية لا يمثل فقط لحظة احتفال، بل هو محطة تقييم ومراجعة وتجديد، تنبثق منها تصورات جديدة لتطوير أداء المؤسسات القرآنية، وجعلها أكثر تكيّفًا مع متطلبات العصر، دون التفريط في الثوابت التربوية والعلمية.

Leave A Reply