الدكتور خَدِيمْ امباكي يرد على البروفيسور سليمان بشير جانج في رسالة مفتوحة حول نظره على تفسير سورة الفاتحة …

عقب المقالة التي نشرها موقع “دكارنيوز” عن كاتب مهتم بكتابات البروفيسور سليمان بشير جانج ، والتي أثارت جدلا واسعا بين أوساط النخبة المثقفين الإسلاميين في السنغال ، لما ورد فيها مقطعا يتحدث عن نظرية المفكر السنغالي عما يخص تفسير سورة الفاتحة وخاصة الآية الأخيرة “غير المغضوب عليهم ولا الضالين” ، جاء رد أحد أكبر مثقفي اللغة العربية والإسلامية في السنغال وهو الدكتور خَدِيمْ امباكي سعيد رئيس قسم الدراسات الإسلامية في المعهد الأساس لإفريقيا السوداء سابقا .

إليكم فيما يلي رسالة مفتوحة إلى الأستاذ الدكتور سليمان بشير جانج 

 أخي وزميلي العزيز، أنت محظوظ لأنك تحظى بالتقدير والاحترام الكبير من قبل جميع مواطنيك الذين يعرفونك بسبب صفاتك الإنسانية، لاسيما تفوقك في مجال تخصصك وتواضعك الجم.
ولما كنا قد بلغنا من العمر سبعين عامًا، وجب علينا أن نتذكر أنه، عاجلًا أم آجلًا، سوف نلحاق بالرفيق الأعلى. وبالتالي ، يتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لنختم حياتنا بطريقة جميلة .
إن محاولتك اعادة تفسير الآية الأخيرة من سورة الفاتحة غير مفيدة ولامتناسقة مع السياق العام. الا انها غير مفيدة لأن التفسير المتفق عليه من جيل إلى جيل هو الذي صدر من رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم . فهل تعتقد أنك تفهم القرآن أفضل من الذي تلقى الوحي من عند الله؟ إن محاولتك غير متناسقة مع السياق العام.ذلك ان الواقع التاريخي يؤكد أن كل ما يقوله القرآن عن أهل الكتاب قد تم التحقق منه في ماضينا الاستعماري ومن قبله الحروب الصليبية. لم يقتل من المسلمين عبر التاريخ عددا كالذي قتلهم من يزعمون أنهم ينتمون إلى الطائفتين المذكورتين في الآية.
ففي الأشهر الاثني عشر الماضية، قتلت إسرائيل وحدها ما يقرب من 50 ألف فلسطيني. ألست على علم بذلك؟
من المؤكد أنه ليس في القرآن مجاملة لليهود والنصارى. لكنه مع ذلك يؤكد أن نبييهما موسى وعيسى من النخبة النبوية، اولي العزم من الرسل او الخمسة الأفضلين ، وأنه إذا كان هناك أي انتقاد لاتباعهم فمرده عدم تطبيق تعاليمهم بأمانة .
وخذمثالا على ذلك الاستعمار وممارسة العبودية وترحيل الملايين من السود إلى أميركا. بل أضف إلى ذلك المجازر التي ارتكبت ضد سكان كندا و أستراليا ونيوزيلندا الأصليين.

من أخيك وزميلك د.خَدِيمْ امباكي .