السودان.. مدير هيئة نظافة ولاية البحر الأحمر العاصمة الإدارية المؤقتة في السودان  في حوار الصراحة والوضوح

أجرته: فاطمة رابح

تصوير: مدثر رابح

نشكر الوالي سعادة الفريق ركن مصطفى محمد نور علي دعمه المقدر للهيئة

أسطول جديد من آليات نقل النفايات الصلبة ستجوب شوارع بورتسودان مقدمة من جايكا اليابانية

الاستعداد للخريف يتمثل في إقامة النفرات وحملات إزالة المكبات العشوائية

النفايات زادت بشكل كبير من (350 )إلي (800) طن يومياً

المقولة المشهورة عند السودانيين( ما عندنا هسة…أمشي… وتعال)  فيها مشقة كبيرة وعدم تقدير لعمال التحصيل

بهذه (……)  الطريقة كنا نتخلص من النفايات الطبية

يندلع حريق داخل المكبات نتيجة السلوكيات الخاطئة

بعد أن وفرنا البديل نتجه لتفعيل المخالفات

تكدس النفايات في مناطق غير مرئية تشكل خطر عند إنخفاض درجة الحرارة

كشف الأستاذ مبارك عبد الماجد إبراهيم مدير هيئة نظافة ولاية البحر الاحمر العاصمة الإدارية المؤقتة في السودان عن زيادة حجم النفايات الصلبة بمدينة بورتسودان من( 350 طن الي 800 )طن يومياً بحسب تقديرات الخبراء لعدم توفر دراسة علمية بعد فترة الحرب ونبه في الوقت نفسه إلى أن إرتفاع حجم القمامة بهذا الشكل مرده إلي زيادة عدد السكان والوافدين وأشار إلى أن الهيئة تتولى أعمال النظافة منذ العام 2011م  وهي مؤسسة حكومية وتجتهد في جعل المدنية مشرقة وشكا مبارك في حواره لـعدد من الصحف والمنصات الإعلامية الحديثة من غياب الوعي لاصحاح البيئة لبعض العادات والثقافات الدخيلة لبعض الوافدين الي المدينة من يقومون برمي القمامة خارج صندوق المكبات المخصصة لها وكذلك السلوكيات الخاطئة عند البعض بزلقها في أزقة الشوارع والمنازل الخالية من السكان لكنه كشف في الوقت نفسه عن بشريات من شأنها ان يعيد الوجه الجميل و المخطوف للمدينة وذلك بدخول أسطول جديد من الآليات المتنوعة في أعمال النظافة وهي منحة مقدمة من الوكالة اليابانية للتعاون الدول(جايكا) وعددها 28 عربة ستتجول في أحياء المدينة لنقل القمامة وحث مبارك أجهزة الإعلام بلعب دور أكبر في دعم الجهود المبذولة للنظافة مقدما الشكر للسيد/ والي الولاية سعادة الفريق ركن  مصطفى محمد نور لما ظل يقدمه من دعم مقدر للهيئة حتي تطلع بدورها المنشود مشيراً إلى عمليات تشبيك تمت مع وزارة الصحة والمحلية  لمصلحة المواطن والوطن  وفي هذا الحوار أيضا تجدون الإجابة بشكل مستفيض وشفاف علي كيف يسير العمل وماهي الصعوبات التي تواجههم والمعالجات التي تمت بجانب الخطط المستقبلية وما تحقق من إنجازات؟..

في البدء حدثنا عن الهيئة والادوار التي تؤديها وسط تعقيدات المشهد بسبب الحرب ؟

 في البدء دعيني اشكركم على هذا اللقاء للتعرف على أعمال الهيئة عن قرب وبالنسبة لسؤالكم عن الهيئة فهي مؤسسة حكومية باشرت العمل في محليتي بورتسودان وسواكن في عام( 2011م) حيث تم تجميع الاليات في المحليات ودعمها بجهات اخري و ثم انتداب الكوادر البشرية وانطلقت منذ ذلك التاريخ في نشاط نقل النفايات من المدنية الي التخلص منها في المكبات النهائية وإزالة النفايات الصلبة من الأسواق  والشوارع في عملية النظافة بشكل منتظم ومنظم وفي عموم الولاية وبصفة خاصةً في بورتسودان وسواكن

هذا يقودنا إلى السؤال عن المكبات وان كانت متوفرة العدد بالشكل الذي يؤدي الغرض

لم تكن لدينا مكبات للنفايات في مدينة بورتسودان وسواكن بشكل رسمي  لكن الآن هلت البشريات بوصول عربات  والهيئة حاليا امتلكت الان مكبين حيث أقترب العمل وعلي مشارف الاكتمال بنسبة ال(70% ) في بورتسودان وتجري الترتيبات علي قدم وساق لبدء العمل في محلية سواكن .

وكيف كانت اوضاعكم قبل فترة الحرب وبعده؟

قبل الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل من العام الماضي ؛ أجريت دراسة لتحديد كمية النفايات قامت بها هيئة النظافة ولاية البحر الاحمر بالتعاون مع(………) ووكالة جاياكا اليابانية وأظهرت هذه الدراسة حجم نفايات المدينة بواقع (350) طن يومياً بينما لا تتوفر  دراسة بعد أحداث الحرب لكننا اعتمدنا علي حساب التقديرات التي تهيأت بفضل تراكم الخيرات حيث وصل الناس إلي مرحلة من الخبرة الوافرة بما يمكنها من القيام بالمهمة بحيث ارتفع حجم النفايات اليومية وصولاً إلي (800) طن يومياً بالتقريب المقدر وذلك مرده الي زيادة التعداد السكاني بجانب الوافدين وزيادة المحليات التجارية التي انتقلت من الخرطوم للعمل في بورتسودان بجانب زيادة عدد الأسواق ومراكز الايواء بالإضافة إلي كثرة المحلات التجارية الهامشية وهي مصادر انتاج النفايات واضرب مثلاً لمسألة التقديرات فقد تم تحديد منطقة نموذجية ووجدنا الزيادة بعد الحرب تجاوزت ال(120)طن بعد أن كانت تتراوح بين ال,(50الي 60) طن يومياً وهذه المنطقة هي السوق ومن هذا المثال قس علي ذلك باقي المدينة واضف إلي ذلك أننا كنا نعمل خلال  فترة ما قبل الحرب بطاقة( 18-20) عربة تعمل في نقل النفايات وذلك قبل وصول الأسطول الحديث ومن الطبيعي ان يخلف هذا الوضع الذي استمر لاكثر من عام إن  تتراكم النفايات وهذا مدخلنا للحديث عن المعالجات التي اتخذناها لمعالجة بوضع حلول علما بان الوضع الذي أشرت إليه من تكدس وتراكم الاوسخة ادي إلي خلق العديد من المكبات العشوائية داخل الأحياء وفي برنامجنا كهيئة وبالعدد الموجود هو (200 الي300)طن أصبحنا نأخذ النفايات الاكثر خطورة والقابلة للتعفن وتكون مصدر مزعج صحيا نأخذها من الأسواق والمطاعم والاحياء القريبة من وسط المدينة  إلي خارجها وماتبقي من مناطق المدينة تنشط حولها الخدمات التي يقدمها أصحاب الركشة (تكتك ) والكارو وهؤلاء خلقوا مكبات عشوائية داخل الأحياء في مواقع محددة وهناك سلوك مواطن وتقصير من جانبنا لكنه تقصير مدفوع بمسبباته لعدم توفر العربات لتغطية كل الاحياء ولجا الناس الي التصرف في التخلص من النفايات بهكذا شكل مما جعلها متجمعة ومشوه للبصر بجانب مشاكلها الناجمة عن التجميع ولكننا لم نتركها قطعا دون معالجة وفي هذا الخصوص فقد تدخلت حكومة الولاية بتجميع قلابات ولوادر لازالة النفايات داخل الأحياء فبدلا من أن نذهب إلي منزل منزل اتجهنا نحو أماكن تواجدها العشوائي وإزالتها ومن الحلول أيضا آلتي قمنا بها هي أننا نقوم بالعمل في الأسواق ليلا لتجاوز مشكلة الازدحام لأن عدد سيارتنا قليلة كذلك اضطرينا لإغلاق السوق في يوم من أيام الأسبوع كل ذلك لأن نتجنب المشاكل الصحية المترتبة علي التراكمات الداخلية ثم قمنا بعمل نفرات اصحاح البيئة لأكثر من 3 نفرات وهذه الخطوة تمت بالتنسيق مع الشركاء والشركات الكبيرة آلتي ساهمت بشكل ملموس في أعمال النظافة وذلك بتوجيه من السيد والي الولاية حيث شارك اتحاد أصحاب القلابات والموانئ الهندسية ووحدة التعمير والطرق ولازال التعاون المشترك مستمر بجانب  بعض الشركات التي تمتلك الآليات  كذلك الجهات التي تمتلك القوة البشرية مثل منظمات المجتمع المدني من بينها الهلال الأحمر السوداني وهي شراكة قوامها كل من هيئة النظافة ولاية البحر الاحمر ومحلية بورتسودان ووزارة الصحة تتم من خلال حملات ومن بين الأشياء التي تعيق عملنا هي عدم وجود أواني لحفظ النفايات وحتي الأواني الموجودة أصبحت متهالكة ولا تستوعب حمل الأوساخ وهناك مواعين خرجت عن العمل بسبب التلف وهنا تدخل السيد الوالي مشكورا وقام بشراء أكثر من (200) حاوية من شركة جياد وغيرت الكثير من شكل المدينة وساعدتنا في العمل وهناك اجتهادات لإضافة أكبر عدد من حلويات التجميع

الاستعدادات لفصل الخريف وسط مخاوف من حدوث أمراض بسبب الحشرات وتوالدها في الموسم ؟

لدينا مشروع دخل حيذ التنفيذ وبداناه قبل يومين بتشغيل العربات والاليات التي تحصلنا عليها منحة من وكالة جايكا اليابانية يمكنها من سد التقص بارتياح ونواجه أيضا مشكلة في جانب عدم الوعي البيئي وعدم السلوك السليم من بعض الوافدين ما شكل لنا هاجس كبير وهناك أشخاص يصلون لغاية المكب وتلاحظ أنهم يرمون مخلفاتهم خارج الحاوية ومنهم من يقوم بكشح الرماد دون الاكتراث مما يؤدي إلى اندلاع النيران في الحاوية وهناك من يقوم بسد مجاري تصريف المياه وبالتالي يصعب معالجتها هذا بجانب تكدس النفايات غير المرئية وتكون داخل المنازل الخالية من السكان او تلك التي تحت التشييد ومكمن الخطورة هنا يأتي عقب انخفاض درجة الحرارة وباختصار فإن استعدادنا لفصل الخريف يتمثل في إقامة النفرات وحملات إزالة المكبات العشوائية

ماذا عن التكاليف المالية لمواجهة متطلبات العمل ؟

بوقفة حكومة الولاية معنا وهي مهتمة وواعية ومدركة تماما لأهمية النظافة وتكاليف الصيانة والتشغيل باهظة ومن بين المشاكل في هذا السياق هو عدم تعاون الناس معنا في تسديد النفايات ويواجه عمالنا مشكلة عدم التحصيل والعبارة المحفوظة التي يرددها المتهربين من دفع السداد هي (ما عندنا هسة…أمشي وتعال) وفيها كثير من الرهق  ومكلفة للعمال في حقل التحصيل ودون النظر بعين الرحمة للجهد الذي يبذله العامل والأحجام عن الدفع يستهلك زمن مع جهات محددة.

…….

لا أقصد بأحجام الناس عن الدفع هم المواطنين أصحاب المنازل وهي رسوم ضعيفة وما اقصدهم هنا في الحديث هم الشركات وأصحاب المحلات التجارية الكبيرة من يستخسرون دفع مبالغ مالية زهيدة مقابل خدمات النظافة مع أنهم يدفعون في أشياء أقل أهمية  ومن المفترض ان يسعوا هم بأنفسهم لذلك بصورة حضارية

وكيف يتم التخلص من النفايات الطبية

عندنا تواصل سابق مع وزارة الصحة قبل فترة الحرب للتخلص من النفايات الطبية وعلي أساس أن تسير الخطة بطريقة علمية لأن التخلص من النفايات الطبية يختلف عن عملية التخلص من النفايات الصلبة وحاولنا ان نشرك هذه المسألة عبر خطابات مع المؤسسات الحكومية وبعض المؤسسات العلاجية وبدانا حركة فرز التخلص منها ومن جانبنا كهيئة نظافة وكنا قد برمجنا عربة خاصة بها ثم ذهبنا الي التخلص النهائي من النفايات الطبية والذي كان يتم في نفس المكب وهو نظام غير صحيح ومن المفترض أن تتم محارق للنفايات الطبية وهو مالم تتوفر لها عمليات المعالجة بحيث  توضع منفصلة من النفايات الأخرى ويتم حرقها ثم دفنها لتقليل نسبة الخطورة إلي أن جاءت فترة الحرب والعربات أصبحت قليلة واختلطت الأمور نتيجة الضغط التي أشرت إليها في معرض هذا الحديث.

ماهي الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية؟

وصول عدد كبير من الآليات المتنوعة لمحلية بورتسودان ( اليات ضاغطة ورافعة حاويات ودوزر ولودر وقلابات) وجاري العمل في محلية سواكن   وبدأ تنفيذ حفر الخلايا داخل المكب ويعتبر توفير حاويات لتجميع النفايات من أكبر الانجازات هو توفير أكثر من (300) حاوية

 وهناك جزءا استلمناه حوالي (200) حاوية بجانب مائة في الطريق بالإضافة إلي اليات جاياكا  عدد( 20) حاوية كبيرة مما سيسهل التخلص الامن للنفايات وستعمل علي نفطة تحول كبيرة ما وسمها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح ومن بين الخطط المستقبلية التي تعكف الهيئة هي القيام بعمل دراسات لإعادة تدوير النفايات وأقسام جديدة إحداهما متخصص للنفايات الطبية وآخر للنظر في المخالفات بغرض تقويم السلوك ومعاقبة المخالفين بتفعيل القانون أن يأخذ مجراه فبعد أن نوفر البديل نريد من الناس الالتزام

ونعمل على تفعيل الإيرادات لضمان استمرارية السيارات لأكبر وقت وتوفير تكاليف التشغيل وهناك اتجاه لوضع دراسة تقييم الأثر البيئي للمكب الجديد وتكونت لجنة من الخبراء لأن يكون المكب اكتمل بصورة علمية بجانب دراسة تمت للمسح الكمي والنوعي لتحديد الأصناف وهي مدخل لإعادة تدوير النفايات

هل هيئة النظافة ولاية البحر الاحمر مهتمة بجانب تدريب كوادرها؟

تم في هذا الجانب العديد من الدورات التدريبية داخل السودان وخارجه بغرض تجويد الأداء ونقل المعرفة وخلق شراكات مع بعض الجهات ذات الصلة والربط ما بينهما لتعدي المرحلة الحرجة وهناك منظمات وفرت لنا جزء من الحاويات واستطعنا من وضع موطئ قدم مع جهات ذات صلة كذلك التشبيك مع وزارة الصحة بما يخدم مصلحة المواطن والوطن.

هل من منظمات أخري تمكنت الهيئة التشبيك معها في هذه الجوانب؟

قدمت لنا منظمة صحاري عدد (20 ) حاوية وعدد( 5) حاويات صغيرة من قطر الخيرية و(5) حاويات مقدمة من الاشراق وهي مدعومة من منظمة اليونيسيف بجانب تلقينا مساهمة من منظمة ألمانية حيث وفرت عدد( 11)حاوية عملت وسط مراكز الايواء وبهذا نكون  استطعنا دخول فورم المنظمات