تفاعل الدكتور محمد الدرويش أستاذ التعليم العالي والفاعل السياسي والاجتماعي والاكاديمي المغربي مع القرار الأخير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية الذي صدر في 3 يوليو 2022، ويدعو الأساتذة الباحثين بالجزائر إلى عدم المشاركة في أي مؤتمر أو ندوة علمية تنظم بالمغرب، كما يأمر المنضوين منهم في عضوية المجلة المغرية “مجلة الباحث للدراسات والابحاث القانونية والقضائية” إلى الانسحاب منها فورا.
وأكد الدرويش في تصريح صحفي، أن هذا القرار يناقض كل الأعراف الدبلوماسية والاكاديمية والدولية، ووصفه ب “قمة التخلف والانحطاط السياسي”، موضحا بانه يعبر عن العداء الدفين الذي يكنه النظام الجزائري للمغرب، وأضاف بان هذا النظام “لم يترك أي مجال من المجالات للتعبير عن هذا الحقد والعداوة والكراهية تجاه كل ما يأتي من المملكة المغربية، لدرجة يصعب على أحدث مدارس علم النفس إيجاد تفسير مقنع لذلك، فكيف يجوز إيجاد الدواء إذا استحال تشريح الحالة المرضية هاته !!! “.
ونبه الدكتور الدرويش إلى ان النظام الجزائري يضيع على الشعب الجزائري الشقيق وعلى الشعب المغربي وعلى كل الدول المغاربية فرص ربح ما يفوق النقطتين من الدخل الفردي، و يضيع على المنطقة فرص كونها قوة مغاربية اقتصادية و ثقافية و اجتماعية وأكاديمية.
و تساءل الأستاذ الجامعي المغربي “فكيف لنظام يتخذ قرارات ضد الأساتذة الباحثين لأنهم اعضاء لجنة علمية لمجلة صدر بها مقال علمي لباحث شاب يناقش القضية الوطنية و ينتصر الطرح المغربي، أليس لهذا النظام أساليب أخرى للرد على هذا الطرح بأخلاق علمية اكاديمية؟ عوض اللجوء الى منطق السلطة والمنع كما هو مبين في مضمون الرسالة، بل تعدى ذلك إلى منع أي مشاركة جزائرية في المؤتمرات و الندوات المنظمة في المغرب مع عدم نشر أي مقال أو بحث في المجلات المغربية بكل تخصصاتها” !!!!!
وأوضح الدرويش أن العلم لا موطن له ولا دين له ولا ممتلك له، مبينا انه ملك عمومي يستفيد من نتائجه كل دول العالم، وشدد على أن ما يصدر عن النظام الجزائري تجاه المغرب في كل المجالات راجع إلى رعونة سياسية وتصرفات حمقى تفتقد للرصانة والعقل والمنطق في تدبير شؤون الدولة الجزائرية.
وأضاف الأكاديمي المغربي أن ما يجمع الشعب المغربي والشعب الجزائري الشقيق أكبر بكثير مما يتخيله أو يتصوره النظام الجزائري المتحكم في رقاب شعب بكامله و الذي يبحث بكل الوسائل عن اختلاق المشاكل مع المملكة المغربية دون موجب حق طبعًا
وشدد على أن هذا المنع لن يزيد الأساتذة الباحثين المغاربة والجزائريين الا تقربًا وترسيخًا لتواصل علمي معرفي اكاديمي حر ومنتج، مذكرا النظام الجزائري بأن الجامعات المغربية و المنظمات المدنية والحزبية تستقبل مئات الأساتذة الباحثين والفاعلين الاكاديميين والاجتماعيين والسياسيين على طول السنة، مشيرا الى انه يتم استقبالهم بالترحاب وتوفر لهم كل أسباب الراحة، وتساءل عن سبب سعي البعض لإفساد هاته العلاقات القوية بالتاريخ و الجغرافيا و الثقافة و الدين و النسب.
ووجه نداء الى حكام الجزائر، مطالبا اياهم بكف عداءهم ضد المغرب، وعدم تضييع أموال الشعب الجزائري في ما لا يفيده، وأرشدهم إلى الاستثمار في استرجاع اللحمة بين البلدين الشقيقين، وطي الصفحة وفتح أخرى جديدة نقية صافية تذكر بأمجاد الشعبين و تنسى نقط الخلاف بين النظامين، موضحا أن ما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفرقهما، وقدم مثال العلاقات الفرنسية الالمانية التي طوت الصفحات الاليمة و قامت ببناء الحاضر من أجل المستقبل .