انهد ركن ركين من أركان الدعوة في السنغال إثر الفاجعة التي تهز مدينة طوبى على وفاة الشيخ مصطفى امباكي بن الشيخ صالح امباكي الخليفة الخامس للطريقة المريدية (2007-1915) رضي الله عنه.

ولد المرحوم سنة 1940 من أبوين كريمين هما شخن مَتِ جغت والشيخ صالح امباكي، وترعرع وتعلم على أيدي عميه الشيخ شعيب امباكي والشيخ عبد الأحد امباكي ثالث خلفاء الطريقة المريدية بالسنغال.
شغل المرحوم الشيخ مصطفى امباكي منصب الناطق الرسمي لوالده الشيخ صالح امباكي أثناء تأديته مهمة الخلافة المريدية (1990- 2007) ، حيث كان يلقي الخطابات الرسمية في المناسبات الدينية وخصوصا “مغال طوبى” .
وكان الراحل قامة فكرية عظيمة وشخصية إسلامية كبيرة ، كان لها حضور قوي في المشهد الديني والفكري ، بمحاضراته الفريدة من نوعها من حيث فصاحته المبهرة وهُدوئه، وسخائه في إعطاء العلم .

كما اشتهر في الحقل الدعوي وفي الخدمة المريدية عن العلم والثقافة ، ومن أشهر مؤلفاته العلمية كتابه المعنون “الٱيات تنزل والتاريخ يصدق” وهو كتاب ألفه باللغات الثلاثة العربية والفرنسية والانجليزية ، وهو يعكس مدى تمكنه باللغات الأجنبية نطقا وكتابة .
وكان له علاقة وطيدة وحميمة مع أشقاءه وخصوصا أخوه الأكبر سرين شيخ صالح امباكي خليفة والده ، إلى جانب العلاقة الوطيدة يربطها مع جميع أحفاد الشيخ الخديم ، وقد شهد له الخليفة العام الحالي الشيخ محمد المنتقى امباكي خلال تسلمه نسخة مصحف شريف بخط والده الشيخ صالح امباكي على أنه يكن له كل المحبة الصادقة لخدمته الجليلة للطريقة المريدية.


و برحيله، فقدت المدينة المحروسة علما من أعلامها البارزين، بعد سلسلة من الفقدان المؤلم الذي شهدته مدينة طوبى مؤخرًا، عقب وفاة الشيخ دام أتا مباكي نجل الشيخ إبراهيم امباكي ابن المؤسس للطريقة المريدية ، والشيخ بشير مباكي أنت نيانغ خليفة دار المعطي ، والشيخ حمدي مودو مبندا فال خليفة جماعة “باي فال”. رحمهم الله.
و بهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة تحرير “دكارنيوز” بخالص التعازي إلى الخلافة المريدية، وإلى أسرة الفقيد ومحبيه ، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.