ترجم الخبر زبير بيلم سانيانغ
وحرره باسيديا درامي
نقلا عن أخبار غامبيا بالعربية
حذر عبد سارة جانها آخر من تولى منصب الأمين العام قبل الانقلاب، ورئيس الخدمة المدنية لإدارة الرئيس الأسبق جاوارا من أن غامبيا لم تخرج من المأزق بعد، حيث لا تزال الأنظمة والولاءات التي اعتمد عليها الرئيس السابق جامي قائمة.
وقال جانها في تعليق له على صفحته المخصصة لمناقشة القضايا الغامبية: “إن جامي استخدم العنف والتلاعب بالقانون والتهديد لقمع الجماعات المعارضة له، ومنح المكافآت القيمة على بعض من يدعمه، ولايزال عدد كبير من قاعدته الشعبية موالين له حتى بعد أن أصبح مجردا من السلطة، ومما أثار استياء العديد من المراقبين أن الحكومة سمحت لحزب جامي السياسي بالاستمرار في العمل، مع أن قيادة هذا الحزب لم تُبد أي ندم على سوابقها التي أدت إلى العديد من الفظائع، و التي تم توثيقها جيدًا بفضل لجنة تقصى الحقائق والمصالحة.
ومما يزيد الطين بلة أن الحزب أصبح أعلى صوتًا وأكثر ثقة من ذي قبل، مستمتعين بدور صانعي الملوك في الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2021. كما أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحكومة المسيطرة على البرلمان، وتقلد مناصب وزارية وأمنية رئيسية. ولا أعرف إلى أي مدى وكيف تغير الجيش في سياق إصلاح قطاع الأمن الذي تموله الجهات المانحة. إلا أن التجربة تظهر أن العديد من هذه البرامج انتهى بها الأمر من كونها برامج تدريب وتجهيز وقضايا أساسية أخرى مثل الأمن البشري والحكم الرشيد وهلم جرا إلى التهميش. كما لا تعتمد برامج إصلاح القطاع الأمن بالكاد على الاحتياجات المحلية.
وتنبأ بأن حزب التحالف من أجل إعادة التوجيه الوطني والبناء APRC قد يطالب بعودة جامي وضمان سلامته وأمنه في البلاد، وقد تميل حكومة حزب الشعب الوطني الحاكم إلى الموافقة على مثل هذا الطلب باعتباره فرصة ذهبية للحفاظ على تحالفها السياسي معه.
“فإذا حدث ذلك فتوقع كل شيء بعده. السيناريو الذي وصفته ليس ببعيد ولا ينبغي أن نتوهم أن المجتمع الدولي سيتدخل لوقف هذا التطور. لست نذير الشؤم، ولكن الساحة السياسية في غامبيا مثيرة للقلق من نواح كثيرة. فمن الضروري للحكومة طمأنة الأمة وتأكيد التزامها التام بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق والمصالحة دون تأخير، وإطلاع الجمهور على تطورات عملية التنفيذ. كما يجب ألا ننسى أن يحيى جامي كفرد، لا يمكن أن يمتلك السلطة التي كان يمارسها على شعب غامبيا دون دعم من مجموعات معينة من الشعب.”
وختم جانها أنه “ما كانت سيطرة جامي على شعب غامبيا في هذا السياق الغامبي ليتم إلا بعد أن حظي بالدعم من الجيش. فقد أظهر التاريخ أن الجماعات التي تدعم المستبدين لقمع المجموعات الأخرى، يجب أن تكون متماسكة داخليًا. وهذا ما يتمتع به الجيش وقاعدة جامي الشعبية. فهاتان المجموعتان لا تزالان في حيز الوجود، معززتين ومنظمتين.”